يعد إعلان الإمارات انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية «Gateway» استكمالاً لمسيرة الجهود التي بذلتها خلال السنوات الماضية، والتي رسخت الحضور الفاعل والمؤثر عالمياً في جميع مجالات علوم الفضاء وتقنياته، وتتويجاً للنجاحات النوعية التي حققتها وخططها الطموحة التي تسعى من خلالها لاكتشاف القمر واستيطان كوكب المريخ. وساهمت الجهود التي بذلتها الدولة خلال الأعوام السابقة في إحراز تقدم لافت في مجال العلوم والصناعات المرتبطة بالمستقبل ومن أهمها مجال استكشاف الفضاء، وتحققت بفضل ذلك قفزات نوعية خلال فترة زمنية وجيزة، وأنجزت جملة من المهام والمشاريع الطموحة والمهمة التي قام عليها فريق من العلماء والمهندسين والمتخصصين الإماراتيين، الذين ترجموا رؤية القيادة وطموحاتها لتحقيق الحلم بإرسال بعثات إماراتية إلى الفضاء، وأن يكون لها أثرها الإيجابي الملموس في خدمة البشرية جمعاء. وبعد الوصول للمريخ وإطلاق الأقمار الاصطناعية ونجاح مسبار الأمل وإنجاز أطول مهمة في تاريخ العرب، توجهت الطموحات نحو اكتشاف القمر، وانطلق مشروع استكشافه والذي اندرج تحت الاستراتيجية الجديدة التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تضمن المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي إلى سطح القمر، والذي أُطلق عليه اسم «راشد»، تيمناً بالمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. أهداف علمية ووضعت الإمارات العديد من الأهداف العلمية لاستكشاف القمر، تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، ودراسة مواقع جديدة لأول مرة على سطح القمر، بالإضافة إلى دراسة وتحليل الغبار، وإجراء اختبارات لدراسة جوانب عدة، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر. وتسعى الإمارات لتحقيق مستهدفات عديدة من خلال طموحها نحو القمر، والتي من شأنها الإجابة عن سؤال مفاده: لماذا تسعى الإمارات إلى استكشاف القمر؟ والتي تشمل اختبار تقنيات جديدة على سطحه الذي يمتاز ببيئة أقسى من بيئة المريخ ولقربه من كوكب الأرض، والإسهام في بناء وجود بشري مستدام عليه، بالإضافة إلى أن التجارب التي يتم إجراؤها على سطح القمر تمهد الطريق لإطلاق مهمات استكشاف مأهولة إلى المريخ، وتأهيل كفاءات وخبرات وباحثين إماراتيين، وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، خصوصاً أن المشروع ينطلق من أهداف علمية تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، واختبار أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، مما سيساعد على اختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ، ويأتي تعزيز المعرفة المكتسبة من المهمة لتساعد في الخطط المستقبلية المحتملة للهبوط على الأجرام السماوية الأخرى. تصميم فريد ونجح مركز محمد بن راشد للفضاء، من خلال مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، في تحقيق عدد من الإنجازات الهامة، أبرزها تصميم مستكشف من بين الأكثر تقدماً عالمياً، وأول مستكشف عربي وإماراتي يصل إلى مدار القمر على متن مركبة «هاكوتو - آر» التابعة لشركة iSpace، والاقتراب من الهبوط على سطح القمر، حيث تُعد إنجازات بالغة الأهمية بالنسبة لأول مهمة لاستكشاف القمر للإمارات، وتسلط الضوء على مدى التزام الدولة في النهوض بمجال استكشاف الفضاء، وتواصل الإمارات طموحها للوصول للقمر حيث أعلنت مؤخراً عن بدء فريق مهمة استكشاف القمر العمل على المستكشف راشد 2 الجديد الذي سوف يواصل المهمة التي بدأها المستكشف «راشد». شريك أساسي وكان لهذه الغايات والطموحات التي لا سقف لها، والتي وضعتها الإمارات مبكراً لاستكشاف القمر، أن جعلتها شريكاً أساسياً ومؤثراً في مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية «Gateway» إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر، حيث ستتولى الدولة تطوير وحدة معادلة الضغط لمحطة الفضاء القمرية، والتي ستشكل بوابة المستقبل للاستكشافات العلمية الفضائية، حيث ستعمل المحطة كمركز محوري للبحث العلمي المتقدم كونها تسمح بدراسة جيولوجيا القمر والفيزياء الفلكية وآثار الحياة في الفضاء لمدة طويلة، ما يسهم بشكل كبير في تطوير فهم متكامل ومعمق حول علوم الفضاء. وبموجب ذلك ستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد، ويبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان وطولها 10 أمتار وعرضها 4 أمتار، بينما تبلغ أبعاد المحطة كاملة (42 × 20 × 19 متراً). وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية، ومن المتوقع أن يتم إطلاق أول أجزاء المحطة في عام 2025، في حين من المتوقع إطلاق «بوابة الإمارات» في عام 2030. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :