سجل العام المنصرم 2023م أعلى معدلات ارتفاع الحرارة في البحار والمحيطات، كما أن تغير المناخ مع ظاهرة النينو المناخية، التي تؤدي لتدفئة المياه السطحية قد أسهما في الارتفاعات الأخيرة في درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. وقال المختص في علوم البحار والمهتم بالشأن البيئي عادل إقبال لـ”البلاد”: إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أوضحت أن عام 2023م شهد ارتفاعاً في درجة حرارة الأرض بنحو 1.4 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الثورة الصناعية، ما يمثل رقماً قياسياً جديداً يكسره المناخ، كما أن تقريراً مناخياً عالمياً بين أن مخاطر تغير المناخ في ارتفاع مضطرد عالميًا خلال العقد المقبل؛ إذ إن المناطق الأكثر تأثراً بالأحداث المناخية المرتبطة بتغير المناخ هي كالتالي، وفق ترتيب تنازلي: شرق آسيا والمحيط الهادي، وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والأمريكتان (الشمال والجنوب)، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى، وبذلك فإن ظاهرة النينو الحالية قد تجعل الأرض أكثر سخونة عام 2024م وفق مرئيات خبراء المناخ. ويواصل عادل حديثه بقوله: إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تتوقع أن ترتفع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية جديدة في السنوات الخمس المقبلة، فهناك فرصة بنسبة 66 % أن يكون المتوسط السنوي لارتفاع درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة لأحد الأعوام على الأقل خلال الفترة بين 2023 و2027م. وحول الفرق بين الاحتباس الحراري وظاهرة النينو يقول عادل: الاحتباس الحراري هو ارتفاع درجة الحرارة السطحية المتوسطة لكوكب الأرض مع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وبعض الغازات الأخرى في الجو، وتسمى هذه الغازات بـ”الغازات الدفيئة” لأنها تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي، والغازات الدفيئة ناتجة عن الممارسات البشرية المسؤولة عن معظم ارتفاع درجات الحرارة المسجل منذ منتصف القرن العشرين، والاحتباس الحراري عملية طبيعية تساعد في الحفاظ على درجات حرارة مناسبة للحياة، وبدونها يمكن أن تتحول الأرض إلى كوكب متجمد وغير صالح للسكن، لكن زيادة تركيز الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري قد ضاعفت من تأثير الاحتباس الحراري الطبيعي بشكل كبير مما تسبب في الاحتباس الحراري الضار. واستدرك عادل أن ظاهرة النينو ظاهرة طبيعية تحدث في المحيط الهادئ، وتتمثل في ارتفاع درجة حرارة سطح المياه في المنطقة المركزية والشرقية من المحيط الهادئ، ما يؤثر على النظام المناخي في جميع أنحاء العالم، وتتميز “النينو” بتأثيرات جوية ومناخية على المناطق المختلفة من العالم، حيث يمكن أن تؤدي إلى جفاف وانخفاض في درجات الحرارة في بعض المناطق، وفي الوقت نفسه قد تسبب أمطاراً غزيرة وفيضانات في مناطق أخرى، في حين أنها تحدث بشكل غير منتظم بين فترة وأخرى، كما يمكن أن يتراوح التأثير الذي تتسبب به في المناطق المختلفة، حسب قوة “النينو” وموقعها الجغرافي. وخلص عادل إلى القول: إن دراسة صادرة عن جامعة ولاية بورتلاند الأمريكية أشارت إلى أن تحمل الإجهاد الحراري لدى البشر قد يكون أقل مما كان يعتقد في السابق، وقد يتعرض ملايين الأشخاص لخطر الاستسلام لدرجات الحرارة المرتفعة، فالأجسام قادرة على التأقلم البيولوجي لفترة من الزمن مع تغير درجات الحرارة، لكن نشهد اليوم تحولات مناخية بسرعة أكبر، كما أن ارتفاع حرارة الجو يمهد لحدوث اضطرابات نفسية مثل الغضب والتوتر وتقلب المزاج، بجانب الأزمات التنفسية كالربو وحساسية الصدر.
مشاركة :