يتجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء تعديل حكومي تُرجّح أوساطه أن تبدأ ملامحه بالظهور مع اختيار رئيس جديد للوزراء، في وقت تتعرّض حكومته لانتقادات واسعة. وفي الأشهر الأخيرة تعاملت حكومة ماكرون مع إصلاحات لا تحظى بشعبية، مثل ملف المعاشات التقاعدية، أو قانون الهجرة المثير للجدل الذي أحدث انقساما عميقا في معسكره. واستقبل ماكرون رئيسة وزرائه إليزابيت بورن، مساء أمس الأول، لمناقشة «قضايا مهمة» وفق «الإليزيه». وقال مكتبه إن النقاش تركّز على الفيضانات في شمال فرنسا وموجة البرد التي تترقبها البلاد، لكن مراقبين رجحوا أن يكونا قد ناقشا تعديلا وزاريا متوقعا على نطاق واسع. وقال مقرّب من ماكرون إن «كل شيء ممكن... بما في ذلك لا شيء»، في وقت أجرى الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي مشاورات موسعة مع وزير الاقتصاد برونو لومير ورئيس وزرائه السابق إدوار فيليب والسياسي فرنسوا بايرو. وقال بايرو، السياسي الوسطي الذي كان تأييده لماكرون أساسيا في انتخابات 2017، لتلفزيون «بي إف إم»، إن «التغيير ضروري» في تركيبة الحكومة. وبموجب النظام الفرنسي، يحدد رئيس الجمهورية السياسات العامة، لكن رئيس الوزراء يكون مسؤولا عن الإدارة اليومية للحكومة، مما يعني أنه غالبا ما يدفع الثمن عندما تواجه الإدارة اضطرابات. وفي الوقت نفسه يواجه ماكرون صعود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات الأوروبية في يونيو المقبل. وحلّت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبن في المركز الثاني بالانتخابات الرئاسية عامي 2017 و2022 خلف ماكرون. وقللت المعارضة الاشتراكية من أهمية الخطوة التي وصفتها بأنها غير مشوقة ولا تلفت الانتباه. وقال النائب الأوروبي الذي ينتمي الى حزب الساحة العامة اليساري رافاييل غلوكسمان: «أعرف اسم رئيس الوزراء الجديد، إنه إيمانويل ماكرون». وقالت ماتيلد بانو من اليسار الراديكالي بزعامة جان لوك ميلونشون: «يمكنك تغيير الفريق، لكن السياسة لن تتغير». 200 يوم على الأولمبياد الى ذلك، وقبل 200 يوم من انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية في باريس، بعث الرئيس الفرنسي، أمس، برسالة إلى الفرنسيين لتشجيعهم على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميا. وفي مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل، سجل الرئيس الفرنسي فيما يشبه مساحة في صالة ألعاب رياضية لتدريب الملاكمة، وهو يرتدي ملابس رياضية، ويدعو مواطنيه إلى ممارسة «30 دقيقة على الأقل من الرياضة يوميا». وقال: «آمل أن تزيد المدة إذا استطعتم، ولكن على الأقل 30 دقيقة، لأنها مفيدة للصحة وللكثير من الأشياء. وهي أيضا شكل من أشكال الألعاب التي ستستمر في ممارسات حياتنا اليومية». وذكّر ماكرون أنه أراد استغلال استضافة بلاده للأولمبياد لتحويل ممارسة الرياضة إلى «قضية وطنية عظيمة» هذا العام. وأكد أن الدورتين المرتقبتين الصيف المقبل ستكونان «الألعاب الأولمبية والبارالمبية الأكثر خلوا من الكربون في التاريخ، وألعابا خضراء تحترم اتفاقيات باريس، وألعابا تتسم بالمساواة»، حيث يشارك العديد من الرياضيين من الرجال والنساء على حد سواء، وسيجري تنظيمها في جميع أنحاء فرنسا.
مشاركة :