مقالة خاصة: الحفلات الموسيقية على جانب الشارع تزداد رواجاً في قويتشو بجنوب غربي الصين

  • 1/8/2024
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا يوجد نجوم ... لا تذاكر ... يُمكن للجميع الغناء على المسرح. تختلف الحفلات الموسيقية على جانب الشارع في مدينة قوييانغ، حاضرة مقاطعة قويتشو في جنوب غربي الصين، تختلف عن الحفلات الموسيقية العادية، حيث تسمح للناس بالانغماس في أجواء الموسيقى. فعلى الرغم من برودة الطقس، لا تزال الحفلات الموسيقية على جانب الطريق في قوييانغ تجتذب الكثير من السياح والمقيمين لمشاهدة العروض في الشوارع الصاخبة ومناطق الجذب السياحي. يعود هذا النوع من الحفلات الموسيقية في المدينة إلى عام 1937، عندما علّمت بعض المنظمات الموسيقية الجماهير غناء الأغاني المعادية لليابان، ما ألهب إرادتهم القتالية خلال حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني. جاء هذا النجاح الكبير من أداء أُقيم على جانب الشارع. في عشية حفل موسيقي كبير، اجتمع مسبقاً بعض عشاق الموسيقى من جميع أنحاء المقاطعة، وغنوا الأغاني في ممر تحت الأرض في حي قوانشانشو بالمدينة. وبدون تذاكر أو أسوار، تشابكت أيادي الشباب وبدؤوا يغنون ويرقصون. وسرعان ما انتشرت مقاطع فيديوهات تُظهر أداءهم المريح والمبهج بعد نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق؛ قال يانغ تشي، مبادر العرض والمغني الرئيسي للفرقة المحلية "تشي إر قن": "كنا نستمتع بأنفسنا ولم نتوقع أن نصبح أبرز أحداث الصيف". و أضاف يانغ: " تتميز قوييانغ بأجواء جيدة للموسيقى، حيث تستمتع العديد من الفرق بالعروض في الشوارع، التي تعتبر تقليداً يتم تناقله لسنوات عديدة". في مساء أحد عطلات نهاية الأسبوع في مايو 2018، أقام العديد من عشاق الموسيقى من ذوي الإعاقات البصرية حفلة موسيقية تحت جدار جناح ونتشانغ في حي يونيان. وتذكر تشن تشانغ هاي، عازف الطبول في الفرقة ذلك المساء قائلاً: "حضر أكثر من 300 شخص في ذلك الوقت، وكان مشهداً مزدحماً ومثيراً". ومنذ ذلك الحين؛ تأسست فرقة "تشي إر قن" وأصبحت العروض على جانب الشارع شائعة. يُعرف "تشي إر قن" أيضاً بـ"نعناع السمك"، يُعرف بأنه عشب أصلي في جنوب غربي الصين. تتكون الفرقة من ثلاثة معالجين بالتدليك من المكفوفين ورجل توصيل للوجبات الجاهزة. يعملون في وظائفهم أثناء النهار ويتجمعون ليلاً لمشاركة ملاحظاتهم حول الحياة في أدواتهم الموسيقية، حيث يكون الأفراد المكفوفون مثل "تشي إر قن" الذي يحمل جوهراً غنياً من مقاطعة قويتشو ويزدهر في الظلام. حتى الآن، أقيمت أكثر من 20 حفلة موسيقية في جناح ونتشانغ، جذبت ما يقرب من 40 ألف متفرج وحوالي 37 مليون مشاهد عبر الإنترنت. خلال عيد منتصف الخريف وعطلة اليوم الوطني في عام 2023، ذهب عازف التينور الصيني الشهير تشانغ ينغ شي، إلى حفلة على جانب الطريق. وتذكر ذلك قائلاً: "لقد خلعت بدلتي الرسمية وصعدت على المنصة على جانب الشارع، لكوني قريباً جداً من الجمهور، أعتقد أن ذلك يعكس مبدأ موسيقى الشعب ومن الشعب". من عامة الناس إلى نجوم، تجمع الموسيقى الناس معاً. وإلى جانب تشانغ؛ انضم مشاهير من جميع مناحي الحياة، بما في ذلك ممثلون سينمائيون وأبطال من دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة، إلى الحفلات الموسيقية على جانب الشارع. وبدوره؛ قال تشو ون جيا، نائب رئيس قسم الدعاية في حي يونيان: "سواء كانوا أشخاصاً عاديين أو نجوماً، فبمجرد الصعود إلى المسرح الصغير على جانب الشارع، يمكنهم الاستمتاع بفرح الموسيقى معاً". حقق سون قوانغ، رئيس مكتب الثقافة والسياحة في حي نانمينغ في مدينة قوييانغ، نجاحاً كبيراً في الحفل الموسيقي على جانب الشارع. قال سون، الذي شارك ذات مرة في المسابقات الوطنية وقدم أداء على خشبة المسرح في بكين، قال: "لدي حلم موسيقي". لكن لانشغاله بعمله، رأى غيتاره مغطى بالغبار. وبينما كان يرى الحشود المتدفقة، سجل سون في الخفاء، وارتدى سترته الجلدية ونظارته الشمسية، ووقف على مسرحه المحبوب. لكن ربما بسبب أدائه الرائع، تعرف عليه بعض الجمهور. وعند الغناء على المسرح للمرة الثالثة، حقق مقطع فيديو قصير يظهر أداءه نجاحاً كبيراً على الإنترنت وحصل على ما يقرب من مليون مشاهدة، ما جعله في حالة من الحيرة لفترة من الوقت. يبيع سوق تشينغيون، أحد أماكن الحفلات الموسيقية على جانب الشارع، والموقع السياحي الشهير في مدينة قوييان، يبيع وجبات خفيفة ليلية ومنتجات ثقافية وإبداعية محلية. ومع تزايد شعبية الحفلات الموسيقية، أصبح السوق محركاً مهماً لتعزيز اقتصاد المدينة. تُظهر البيانات أنه وخلال عيد منتصف الخريف وعطلة اليوم الوطني في العام الماضي، وصل عدد السياح الذين زاروا السوق إلى حوالي 900 ألف شخص، مع حجم مبيعات يقارب 30 مليون يوان (حوالي 4.2 مليون دولار أمريكي). وأضاف سون: "الحفلات الموسيقية على جانب الشارع أصبحت الآن حافزاً اقتصادياً هاماً، ويمكن أن أكون قوة دافعة. وهذا مزيج جيد من هواياتي وواجباتي". ومع استمرار حفلات الموسيقى على جانب الشارع في الحصول على إقبال كثيف، أصبحت الموسيقى حافزاً للاستهلاك. أوضحت مدينة قوييانغ أن الحفلات الموسيقية على جانب الشارع ستستمر في عدم طلب التذاكر، وعدم وجود أعمال تجارية، وعدم وجود مسافة بين الناس، بهدف بناء مدينة دافئة ومضيافة.

مشاركة :