استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي الكاتب الإماراتي ناصر الظاهري، حيث قدم ورشة عمل حول كتابة القصة القصيرة، وذلك مساء أمس الأول في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني في أبوظبي بحضور عدد كبير من المهتمين من مختلف الفئات العمرية. ومن أهم الموضوعات التي طرحت خلال الورشة، الفرق بين القصة والأقصوصة، لغة القصة والتحولات، شاعرية القصة، ثم لمحات من القصة العالمية والعربية والمحلية، وكيفية كتابة قصة قصيرة، وأعلام القص العالمي والعربي، وهل ماتت القصة القصيرة في زمن الرواية، ثم كيف نؤسس لقصة مقروءة. وتطرق الظاهري إلى تجربته مع كتابة القصة، وبعض طقوسه أثناء الكتابة، و أبطال قصصه، وتحدث أيضا عن علاقة القصة والسينما، ولماذا تتطلب القصة موهبة لافتة في الكتابة بعكس الرواية وأوضح أن السرد الشفاهي هو الأساس واللبنة الأولى لفن القص، والذي انبثق منه الرواية، التي أصبحت ديوان العرب، وانحسرت القصة لصعوبة كتابتها وقلة المبدعين فيها، ولعدم اهتمام الصحافة بنشر القصة، كما أن عدداً من كتاب القصة، صاروا يتجهون إلى الرواية. وقدم لمحة تاريخية عن نشأة القصة في الوطن العربي ابتداء بمصر ثم سوريا ثم لبنان، موضحا ظهور قاصين في دول الخليج العربية، استفادوا من الثقافة الشفهية وانصب عملهم على قصص البحر والغوص ولم يتطرقوا للنفط، أما في الإمارات فكان النشر في أواخر الستينات، حيث تعود بدايات القصة إلى شيخة الناخي والكاتب عبد الله صقر، وقد ظهرت كتابات ناضجة توازي العمل الإبداعي العربي، لكن مع الوقت وتشعــب الحياة انسحب الكثير من الكتاب ولم يبق سوى عدد قليل، حيث اتجه بعضهم إلى الرواية رغم أنهم في كتابة القصة كانوا أكثر إبداعاً وصدقاً. وأضاف الظاهري أن من أهم مواصفات كاتب القصة الموهبة الإبداعية والقدرة على الحكي، والاهتمام بالقراءة، موضحا أن من أشهر أساطين القصة في العالم الكاتب الروسي تشيخوف، وفي العالم العربي يوسف إدريس من مصر، وفي المغرب محمد زفزاف وفي الجزائر واسيني الأعرج والطاهر وطار. وحول تجربته مع كتابة القصة قال ناصر الظاهري إنه كتب قصة طويلة في بداية حياته ثم اكتشف أنها أشبه بفيلم هندي، لكنها شكلت العجينة الأولى بالنسبة لكتاباته لاحقا. أما بالنسبة لطقوس الكتابة لديه فقد أكد أنه يفضل الكتابة في المساء، دون التقيد بمكان محدد ربما يكتب في مقهى أو في وسيلة نقل، على عكس بعض الكتاب الذين يبالغون في طقوس الكتابة. وأضاف أن لغة القصة يجب أن تكون مكثفة تكاد تكون برقيات، وأحيانا شعرية، لكن على ألا تفقد الحكاية وتتوغل في تهويمات لغوية، مشيرا أن السينما استفادت من تقنيات القصة. وفي حواره مع الحضور أوضح الظاهري أن كتابة القصة للطفل عمل بالغ الصعوبة فلا بد للكاتب أن يكون دارس علم نفس وعلم اجتماع وعلى درجة عالية من الوعي.
مشاركة :