مشكلات سلاسل الإمداد والإنتاج وكوفيد وراء الضربة الجديدة لـ «بوينج»

  • 1/8/2024
  • 20:26
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سدد حادث طارئ اقتلع خلاله جزء من جسم طائرة "بوينج 737 ماكس 9"، بينما كانت تحلق فوق ساحل الولايات المتحدة الغربي، ضربة جديدة للشركة المصنعة التي عصفت بها صعوبات متكررة. وبحسب "الفرنسية"، أفاد سكوت هاملتون من منصة "ليهام نيوز" المختصة في أخبار الطيران، بأن العطل الأخير قد يكون بسبب خلل في تصنيع سداد الباب أو البراغي المخصصة لتثبيته أو بسبب مشكلة في مراقبة الجودة. وقال في إشارة إلى "سبيريت ايروسيستمز"، أهم متعاقد من الباطن مع "بوينج"، "إذا كانت بالفعل مسألة مراقبة جودة، سواء لدى سبيريت أو بوينج، أعتقد أنها على الأرجح مشكلة مراقبة جودة محدودة". وأضاف "أعتقد أنها حالة خلل منعزلة أكثر من كونها مشكلة بنيوية". ولفت ميشال مرلوزو المختص في الصناعات الجوية لدى شركة AIR الاستشارية "بالنسبة إلي إنها مشكلة منعزلة.. لا أظن على الإطلاق أنه خلل في التصميم". وأشار إلى أن الدليل على ذلك هو أن إدارة الطيران الفيدرالية أمرت بألا تستغرق عمليات الفحص أكثر من أربع إلى ثماني ساعات. وقال مرلوزو "يتوقع أن يعود الوضع إلى طبيعته في غضون أسبوع تقريبا". وأشار إلى أن هذه الحادثة تنبع من مشكلات سلاسل الإمداد والإنتاج التي تؤثر حاليا في قطاع الطيران التجاري، كما لفت إلى تأثير وباء كوفيد. وفي ربيع 2020 مثلا بينما كان وباء كوفيد يتفشى وفرض إغلاق في معظم أجزاء الولايات المتحدة، توقفت "بوينج" عن تصنيع الطائرات مدة شهر تقريبا. ومع تراجع حركة السفر جوا حول العالم، سرحت "بوينج" نحو 30 ألف موظف. وبينما عادت إلى التوظيف بشكل كبير في 2022، إلا أن كثيرا من أصحاب الخبرة قرروا عدم العودة إلى الشركة. وقال هاملتون "لديكم أشخاص جدد الآن تم توظيفهم يتعين تدريبهم". ولفت مرلوزو إلى أن "الخبرة مهمة للغاية في هذا القطاع". وذكر هاملتون أنه بخلاف "بوينج"، لم تغلق منافستها الكبيرة "إيرباص" سوى لبضعة أيام في 2020 وتجنبت عمليات التسريح الواسعة. ولفت مرلوزو إلى أنه لا يتوقع أن يكون للحادثة الأخيرة أي تأثير تجاري بعيد الأمد في "بوينج". وقال "على بوينج التعامل مع الوضع وتقديم ضمانات في أسرع وقت ممكن للزبائن فيما يتعلق بتصنيع طائراتها، حتى لا يشعر الناس بالقلق". وأوضح هاملتون أن "ماكس 9 هي في المجمل طائرة للولايات المتحدة" إذ تشغل "آلاسكا إيرلاينز" 65 طائرة، و"يونايتد" 79 طائرة، ما يعادل ثلثي أسطولها. وحاول الركاب يوم الأحد وأمس إعادة حجز تذاكرهم من رحلات "يونايتد إيرلاينز" الملغاة. وقال هاملتون "علاقتهما مع بوينج عميقة وجيدة جدا"، عادا حادث الباب الجمعة سيؤثر خصوصا في تعاملات "بوينج" مع الهيئات الناظمة في الولايات المتحدة. وطلبت "بوينج" أخيرا استثناء سلامة في عملية اعتماد طائرات "737 ماكس 7". ويشمل الاستثناء النظام المضاد للجليد في المحرك الذي تم تحديد عيب فيه. وذكر هاملتون أنه إذا ثبت أن "بوينج" مسؤولة عن الحادث الأخير، فسيؤثر الأمر في قرار إدارة الطيران الفيدرالية منحها الاستثناء. لكن يتوقع أن تكون التداعيات على "بوينج" محدودة. وأمرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية السبت بمنع 171 طائرة من هذا الطراز من التحليق لإخضاعها لعمليات فحص. صدر الأمر بعد حادث الجمعة عندما اضطرت طائرة "بوينج 737 ماكس 9" تشغلها شركة "آلاسكا إيرلاينز" إلى القيام بهبوط اضطراري بعد انفصال جزء من أحد الأبواب خلال رحلة من بورتلاند في ولاية أوريجن إلى أونتاريو في جنوب كاليفورنيا. وانتشر حول العالم التسجيل المصور للحادثة الذي أظهر فجوة في أحد جوانب الطائرة بينما تدفق الهواء إلى المقصورة وتدلت أقنعة الأكسجين من السقف. لكن أحدا لم يتعرض لأي إصابة خطرة. وبدأ تحقيق للمجلس الوطني لسلامة النقل ولم تتضح بعد طبيعة الخلل الذي وقع في الطائرة التي اقتلع فيها لوح يستخدم لملء الفراغ في مخرج الطوارئ الواقع في الجزء الأوسط من الطائرات ذات عدد المقاعد الأقل.

مشاركة :