يتجه الرئيس الأميركي جو بايدن نحو انتخابات هذا العام ويُظهر موقفه ضعفاً مثيراً للقلق وسط أنصار القاعدة الديمقراطية، إذ يتقدم الرئيس السابق دونالد ترامب بين اللاتينيين والشبان. ويقول 20% من الناخبين السود إنهم سيصوتون لمرشح الحزب الثالث في نوفمبر المقبل. وفي استطلاع للرأي أجرته جامعة «سافولك» لمجلة «يو إس إيه توداي»، أدى فشل بايدن في الحصول على دعم جزء أساسي من الائتلاف الذي انتخبه عام 2020 إلى جعله يتراجع خلف ترامب بنسبة ضئيلة، فقد حقق ترامب وهو المرشح الجمهوري الأكثر ترجيحاً نسبة 39%، في حين حقق بايدن 37%، أما مرشح الحزب الثالث الذي لم يذكر اسمه فقد حقق 17%. وعند تحديد سبعة مرشحين بالأسماء تقدم ترامب على المرشح المستقل روبرت في. كينيدي بنسبة ثلاث نقاط مئوية. وتؤكد هذه النتائج على المهمة السياسية الضخمة التي تواجه الرئيس بايدن خلال العام الجاري من أجل الفوز بفترة رئاسية ثانية. وقال ديمقراطي (55 عاماً) يستعد للإدلاء بصوته لبايدن: «أعتقد أنه قام بالعمل المعقول، ولكن إدارته لم تفعل الكثير». وكان هذا الرجل الذي يملك تجارة صغيرة في منطقة الإسكندرية بولاية فيرجينيا الأميركية، هو أحد الذين شاركوا في استطلاع الرأي. وأضاف الرجل: «بالنسبة لي أرى أنه من المحبط أن يكون هناك شخصان مسنان من البيض في هذه المنافسة إلى البيت الأبيض مرة ثانية. أريد النظر إلى المستقبل». وانخفض دعم بايدن الآن لدى الناخبين السود بنسبة 63%، وهو انخفاض خطير من نسبة 87% من الذين انتخبوه في انتخابات 2020، وفق مركز «سنتر روبر» لأبحاث استطلاعات الرأي، لكنه تراجع بين الناخبين اللاتينيين بنسبة خمس نقاط مئوية، من 39% إلى 34% عما كان عليه في انتخابات 2020، إذ اكتسح ترامب بين هذه المجموعة السكانية التي انتخبه اثنان منها مقابل واحد لترامب، أي بنسبة 65% لبايدن مقابل 32% لترامب. ويتقدم ترامب بين الناخبين تحت سن 35 عاماً، وهم على تناقض كبير مع الحزب الجمهوري حول قضايا مثل الإجهاض، وتغير المناخ، بنسبة 37% مقابل 33% لبايدن. وكان الناخبون الأصغر من 35 عاماً قد انتخبوا بايدن على نحو كاسح في انتخابات 2020. أخبار جيدة لبايدن ربما الأخبار الجيدة بالنسبة للرئيس بايدن هو أن الكثير من الدعم الذي يحتاجه لإعادة انتخابه ذهب إلى مرشحي الحزب الثالث، وليس إلى معسكر خصمه المرجح. ويقول 20% من الناخبين اللاتينيين والسود، و21% من الناخبين صغار السن، إنهم سيدعمون الآن شخصاً ليس من المتنافسين الرئيسين. وبات ترامب يمتلك 12% من الناخبين السود، وهي النسبة ذاتها بالضبط التي حصل عليها في انتخابات عام 2020. وقال مدير مركز الأبحاث السياسية التابع لجامعة «سافولك»، ديفيد باليولوغوس: «على الرغم من أن ترامب لم يعمل على زيادة دعم الناخبين السود، فإنه أغلق العجز، لأن ناخبي الحزب الثالث جاؤوا من داعمي بايدن من الناخبين السود، وبالنسبة للناخبين الصغار أو الناخبين الملونين فإن الحزب الثالث يعتبر انتخاباً بعيداً عن الرئيس بايدن، وبالطبع فإن الانتخاب بعيداً عن بايدن هو انتخاب لترامب». وتم إجراء هذا الاستطلاع بين 1000 ناخب محتمل عن طريق الهواتف الأرضية والمحمولة يوم الجمعة الماضي، وكان بهامش خطأ بلغ (+ أو – 3.1 نقاط مئوية). وربما هناك مزيد من الأخبار الجيدة المحتملة لبايدن، إذ إن الاقتصاد في حالة تحسن، ويقول الآن 29% إن الاقتصاد في حالة تعافٍ، فقد قفز بنسبة ثماني نقاط مئوية منذ الاستطلاع الذي أجري في أكتوبر الماضي، عشية التقارير الإيجابية المتعلقة بالتوظيف، والتضخم، وسوق الأسهم، وهذا أعلى المستويات منذ أغسطس 2021. ولكن الأمر المحبط بالنسبة للبيت الأبيض هو أن النظر الى الاقتصاد بعيون أكثر تفاؤلاً لم يتم ترجمته لدعم الرئيس بايدن على الأقل الآن. تحديات تواجه بايدن وفي الواقع فإن التحدي الذي يواجه بايدن ليس زيادة الدعم فقط وإنما حماس الناخبين أيضاً كي يتحملوا عناء انتخابه في نوفمبر المقبل. ووصف 44% من داعمي ترامب أنفسهم بأنهم في حالة «10» على مقياس الحماس، وهو أعلى مستوى ممكن. وأما بين داعمي بايدن فإن أقل من نصف ذلك الرقم (أي 18%) وصفوا أنفسهم بأنهم في حالة «10». ويواجه ترامب متاعب كثيرة في المحاكم وسط استعدادات لمحكمتين جنائيتين فيدراليتين، ومحكمتين أخريين في ولايتي نيويورك وجورجيا عن تهم تتضمن محاولة تخريب انتخابات شرعية وإساءة استخدام أكثر وثائق الدولة حساسية بعد أن غادر البيت الأبيض عام 2021، وهو يستأنف القرارات الصادرة عن محكمة كولورادو ووزير خارجية ولاية ماين بإبعاده عن الاقتراع الأولي بناءً على عائق دستوري يمنع أصحاب المناصب الذين يرتكبون أعمال تمرد. وحتى الآن لم تؤثر هذه الصعوبات القانونية على الدعم السياسي للرئيس السابق. وقال الجمهوري من بلدة أورانج التابعة لولاية كاليفورنيا جويس ماسوموتو (78 عاماً): «دونالد ترامب يتمتع بالنزاهة»، وأضاف: «كل هذه التهم من صنع الديمقراطيين وبايدن، ولكن ترامب لم يرتكب أي خطأ». ويدخل ترامب (77 عاماً) عام الانتخابات بسيطرة متزايدة على المرشحين الجمهوريين، إضافة إلى تقدم ضئيل على بايدن في الانتخابات العامة، وعلى الأرجح فإنه يحظى بدعم 62% من الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية، وهو مستوى قياسي بالنسبة له. وحققت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي 13% من أصوات الحزب الجمهوري، فقد جاءت في المرتبة الثانية البعيدة بعد ترامب، وتفوقت على حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس الذي يواصل تراجعه، وحقق نسبة أصوات بلغت 10%، أما رجل الأعمال فيفيك راماسوامي فقد حقق 6% من الأصوات، وحقق حاكم نيوجيرسي كريس كريستي 4% من الأصوات. وسيبدأ الناخبون الجمهوريون بالتصويت هذا الشهر في المؤتمرات الحزبية في 15 يناير الجاري، والتمهيدية في نيوهامبشير في 23 يناير، وربما تحمل هاتان الولايتان مفاجأة ممكنة خصوصاً نيوهامبشير. ويتقدم ترامب الآن في نيوهامبشير بنسبة 44.1% في استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه موقع «فايف ثيرتي ايت.كوم»، ويليه هايلي بنسبة 25.7%، وكريستي بنسبة 11.1%. كامالا تحظى بقبول أقل وعلى الجانب الديمقراطي لا يواجه بايدن تحديات مهمة في ما يتعلق بترشيحه من قبل الحزب. وكشف استطلاع للرأي أن 74% من الناخبين في الانتخابات التمهيدية على الأرجح سيدعمونه، و9% يدعمون الكاتبة الملهمة ماريان ويليامسون، في حين أن 2% منهم يدعمون الجمهوري دين فيليبس من ولاية مينيسوتا، وهناك 15% لم يحددوا موقفهم. ويبدو أن مشكلات عدة محدقة بالرئيس بايدن في شهر نوفمبر المقبل، إذ سيتآكل الائتلاف الداعم له في الانتخابات العامة. وأرسل فريق بايدن نائبة الرئيس كامالا هاريس كمبعوث طبيعي إلى الجامعات الأميركية، بما فيها بعض كليات الطلاب السود، وهي أول أميركية من أصل آسيوي أسود تعمل في منصب نائب رئيس الجمهورية وهي في سن 59 عاماً، وهي أصغر بمدة جيل كامل عن الرئيس بايدن الذي يبلغ عمره 81 عاماً. وكشفت النتائج عن الصعوبات التي تواجهها من القاعدة الديمقراطية، فهي تحصل على معدلات قبول أقل من بايدن بين الناخبين السود، بلغ 56% مقارنة بـ68%، وتتراجع خلف بايدن بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، فقد حصلت على نسبة 27% مقارنة بالرئيس الذي حصل على 32%، وبشكل عام بلغت نسبة الموافقة على بايدن بين هذه الفئة العمرية 39%، مقابل 58% غير موافقين، وتبلغ نسبة الموافقة على هاريس 33%، و57% لا توافق. • انخفض دعم بايدن الآن لدى الناخبين السود بنسبة %63، وهو انخفاض خطير من نسبة 87% من الذين انتخبوه في انتخابات 2020، وفق مركز «سنتر روبر» لأبحاث استطلاعات الرأي. • يبدو أن مشكلات عدة محدقة بالرئيس بايدن في شهر نوفمبر المقبل، إذ سيتآكل الائتلاف الداعم له في الانتخابات العامة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :