حذَّر الخبير البيئي الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني، أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى، من نشوء 16 خطرًا صحيًّا ينتظر أهالي مخططَيْ 2 و4 بالشرائع بمكة المكرمة؛ بسبب إنشاء محطة حنين جهد (٣٨٠/ ١١٠) ك/ ف، وخطوط ضغط فائق الجهد، مستغربًا تجاهُل شركة الكهرباء الأخطار الصحية التي تسببها خطوط الضغط العالي الهوائي على السكان. وقال الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني، أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى: إن قُرب المحطات الكهربائية التي ستقام بالقرب من مخططَيْ 2 و4 بالشرائع ذوَيْ الكثافة السكانية العالية يُزيد نسبة الإصابة بأمراض خطيرة ومشاكل صحية وبيئية بسبب قرب المجال المغناطيسي عالي الجهد، وطالب بدراسة الموقع المزمع إقامة المحطة فيه عبردراسات بيئية، تشمل البُعد البيئي، وتقييم الأثر والإصحاح البيئي لهذه المحطة، وموافقة الجهات المعنية على هذا الأمر،كالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة؛ وذلك للاعتبارات الصحية الخطيرة التي ستصيب الإنسان. وأوضح: أكد كثير من الباحثين في مجال الإشعاعات الكهربية أنه على المدى الطويل ستزيد نسبة الإصابة بسرطان الدم والأوعية اللمفاوية عند الأطفال الذين تقع منازلهم بالقرب من أبراج وخطوط الضغط العالي. وتبين للباحثين من دراستهم أن الذين يسكنون بالقرب من خطوط وأبراج الضغط العالي يصابالعديد منهم بعدد من الأمراض والاضطرابات، من بينها بعض الأورام وسرطانات الدم والدماغ، التي وُضعت جميعها تحت اسم (أمراض العصر) أو (أمراض المدينة). كما أكدت دراسات طبية عديدة أن الإرهاق النفسي والعصبيأول ما يصاب به المعرضون لأسلاك ومحطات الضغط الكهربائي العالي، ثم السهر والأرق؛ لأن زيادة إيقاع العمل بالمخ يحول دون استرخاء الجسم، ويحرم الفرد من النوم؛ وبالتالي عدم استرداد قواه ونشاطه. وأضاف بأن ذلك لقرب الضغط العالي؛ ما يؤدي إلى تعرضهمإلى الإشعاع الصادر من هذه المحطات؛ وبالتالي لجملة من الأمراض الخطيرة، على رأسها أمراض القلب، وتشوه الأجنة، وسرطان الثدي، إضافة إلى تدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم، والمادة الوراثية، وتعطيل وظائف الخلايا، واضطراب إفراز الإنزيمات في الجسم، واضطراب الدماغ، والخمول والكسل، وعدم الرغبة في العمل، واضطراب معدلات الكالسيوم، والشرود، والهذيان.. وأضاف: ويزداد المجال الكهربائي بزيادة الجهد. أما المجال المغناطيسي فيزداد بزيادة التيار. والتأثير قد يصل لـ2500 متر، وحَدّ الأمان في ألمانيا مثلاً 5500 متر. ونظرًا لخطورة المجالات الكهرومغناطيسية على صحة البشر فقد قامت بعض الدول الأوروبية بسَنّ التشريعات التي تحدد حَدّ الأمان بالنسبة للموجات الكهرومغناطيسية التي يتعرض لها الإنسان، وهو 200 ميكروات. وهذا هو الحد الأقصى المسموح به. ورصدت عدسة "سبق" في جولة ميدانية مصوَّرة على الموقع قُرب إنشاء المحطة من المنازل السكنية. وقال عبدالعزيز النفيعي (أحد السكان): على الرغم من المخاطر التي تُحدثها محطات التوزيع على الصحة العامة، ومع أن المختصين في البيئة حذروا من تبعات وجودها بالقرب من المنازل؛ وذلك للحد من الأخطار التي تنجم عن وقوع الكوارث، والتي تعود بالضرر على الأرواح والممتلكات، إلا أن شركة الكهرباء لم تُلقِ بالاً لتك الأخطار؛ وأنشأت المحطة بالقرب من المساكن ضاربة عرض الحائط بمطالبنا المتمثلة في إبعادها عن المساكن. وباجتماعنا مع الشركة أفادتنا بوجود مواقع تملكها الدولة، لا تبعد إلا كيلوَيْن من الموقع المزمع تركيب خطوط هوائية وضغط فائق الجهد فيه! ودعا نايف القرشي (أحد سكان مخطط 4) شركة الكهرباء لإيجاد حلول عاجلة لخطوط الضغط العالي، مبينًا أن "هذه الأعمدة الكهربائية ذات الجهد العالي الهوائي القابعة ضمن نطاق الأحياء السكنية تشكِّل خطورة على أهالي الأحياء الذين يعيشون بالقرب منها"، مطالبًا شركة الكهرباء بإعادة هيكلة هذه الأعمدة الكهربائية ذات الضغط العالي، ومحاولة وضعاستراتيجية تخطيط المدن التي تمر بها هذه الأعمدة الكهربائية، قبل أن يحدث لساكني هذه الأحياء أي كارثة. وطالب فهد البكري شركة الكهرباء والجهات المعنية بالتدخل، وإنهاء المعضلة، وإبعاد هذا الخطر عنهم في أسرع وقت حفاظًا على الأرواح؛ فحياة الناس وصحتهم هما الأهم، وهما مما تحرص عليه حكومتنا الرشيدة. (الكهرباء) توضح وقالت الشركة السعودية للكهرباء: إن مخططات الشرائع بالعاصمة المقدسة تشهد نموًّا مطردًا في الأحمال الكهربائية مقارنة بباقي المناطق والأحياء في العاصمة المقدسة؛ فتم ترسية وإنشاء مشروع محطة تحويل حنين جهد (٣٨٠/١١٠) ك/ ف، التي تهدف إلى تعزيز المنظومة الكهربائية لجميع مخططات الشرائع، والعمل على خط هوائي لتغذية المحطة. وبيّنت الشركة بشأن وجود شكوى تقدم بها سكان مخطط 2 ومخطط 4 في الشرائع بمكة المكرمة، بخصوص إنشاء شركة كهرباء بالقرب من منازلهم، قائلة: "تحديد مواقع المحطات يتم وفق معايير فنية بناء على احتياج الشبكات ونمو الأحمال". مفيدة بأنه تم التنسيق مع الجهات المعنية وفق الأنظمة المعمول بها، واستخراج التصاريح اللازمة لإنشاءواعتماد المشروع بالتنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة. واختتمت الشركة السعودية للكهرباء مؤكدة حرصها على تعزيز المنظومة الكهربائية، وإيصال الخدمة الكهربائية إلىمشتركيها بموثوقية عالية، وجودة متميزة.
مشاركة :