بالنسبة إليه، أي شيء عدا الفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخ كوريا منذ عام 1960، يعني الفشل. هدفٌ جريءٌ لمدربٍ لم يفز بأيّ من مبارياته الخمس الأولى ولم يصل يوماً إلى المستوى الذي حققه كلاعب. هذه النتائج عرّضت كلينسمان للانتقادات، خصوصاً أن الجمهور الكوري شكّك أساساً بإمكانات الألماني التدريبية في قيادة منتخب بلدهم، وهو الذي كان قد غاب عن التدريب منذ عام 2020 حين عمل مدرباً لهdرتا برلين، حيث درّب أيضاً لعشرة أسابيع فقط بعد غيابٍ منذ 2016. وواجه المدرب البالغ 59 عاماً انتقاداتٍ من وسائل الإعلام والجمهور الذين قالوا إنه يُمضي وقتاً أكثر في منزله كاليفورنيا مقارنةً بالوقت الذي يُمضيه في كوريا. لم يستمر الحال على ما كان عليه وتحسّنت النتائج ليُحقق كلينسمان ستة انتصاراتٍ متتالية من بينها على منتخبين شاركا في مونديال 2022 (1-0 أمام السعودية) و(4-0 على تونس)، لكن هذه النتائج لن تشفع لمسيرةٍ تدريبيةٍ كان قد بدا أنها انتهت قبل الإشراف على المنتخب الكوري. ويعتقد كلينسمان الذي قاد ألمانيا إلى المركز الثالث في مونديال 2006، أنه من "حقّ" المشجعين الكوريين انتظار فوز فريقٍ يقوده سون هيونغ مين للفوز بكأس آسيا بعد 63 عاماً. وقال "علينا أن نهدف إلى الهدف الأكبر، وإذا لم نصل إليه فسيكون هذا خطأ مدرّب، ولا مشكلة بذلك". وأضاف "لكن عليك أن تُحدّد الأهداف، أهدافاً واضحة. هذا ما سنفعله". ويقود الألماني في البطولة أحد أقوى المنتخبات في القارة، بقيادة سون مهاجم توتنهام الإنكليزي. ويُعد سون اللاعب المحوري في تشكيلة المنتخب منذ فترة طويلة، لكن لديه الآن عددٌ من الزملاء الذين يلعبون في مستوىٍ عالٍ أيضاً. انتقل المدافع مين-جاي كيم إلى بايرن ميونخ الألماني الصيف الماضي بعد فوزه بلقب الدوري الإيطالي مع نابولي، في حين يتألّق هي-تشان هوانغ مع ولفرهامبتون الإنكليزي، ومعهما أيضاً لاعب وسط باريس سان جرمان الفرنسي كانغ-إين لي، وهو من الممكن أن يكون أحد النجوم الصاعدين في كأس آسيا. سِجلٌّ "لغز" في كأس آسيا وقال كلينسمان إنه حاول تشجيع اللاعبين الشباب على "أن يكونوا أكثر نديّة، وأن يُقدّموا أنفسهم ويتطوّروا بسرعة". وقال "أعتقد أن كانغ-إين هو أفضل مثال". وأضاف "أصبح إيقاع اللعب مختلفاً تماماً مع كانغ-إين بإمكانياته مقارنةً بمستواه السابق قبل ستة أشهر". ونجح كلينسمان في إعادة التوازن إلى السفينة بعد البداية المتعثّرة، ليفوز في آخر ست مباريات، مسجّلاً 20 هدفاً دون أن تهتزّ شباكه. ووقف الألماني إلى جانب هوانغ أوي-جو مهاجم نوريتش سيتي الإنكليزي وحاول أن يستدعيه إلى البطولة على الرغم من أنه كان موضوع تحقيقٍ للشرطة في مزاعم تصوير صديقته السابقة بشكلٍ غير قانونيّ. لكن قرار كلينسمان بالاستدعاء اصطدم بإيقاف الاتحاد الكوري للعبة للمهاجم "حتى يتم التوصّل إلى نتيجة (في التحقيق)". ووصف المدرب هذه المزاعم بأنها "تكهنات". ويُعدّ سِجلّ كوريا الجنوبية السيئ في كأس آسيا لُغزاً غريباً لفريقٍ تأهّل إلى كأس العالم في النسخ العشر الأخيرة. المشاركة الأخيرة انتهت في الدور ربع النهائي، وقبلها حلّ المنتخب الكوري وصيفاً عام 2015 في أستراليا، وثالثاً مرّتين (2011 و2007)، علماً أنه فاز بنسختين متتاليتين في 1960 على أرضه و1956. ووقعت كوريا الجنوبية ضمن المجموعة الخامسة التي تضم ماليزيا، الأردن والبحرين. بالنسبة إلى كلينسمان، أيّاً كان المنتخب الذي سيواجهه، فإن رسالته إلى اللاعبين هي نفسها: أعيدوا كأس آسيا إلى الوطن لأوّل مرة منذ 63 عاماً. وقال المدرب "أنا أؤمن بقدرة هذا الفريق الكوري على تحقيق ذلك، لأنهم لدينا الكثير من الإمكانات في ظل وجود العديد من اللاعبين الذين يقدّمون مستويات جيّدة". وأضاف "نحن قادرون على الفوز بالبطولة. يتطلّب الأمر الكثير من العمل، الكثير من اللحظات المميّزة، لكنّه أمرٌ قابلٍ للتحقيق".
مشاركة :