منذ اختراع السيارات اعتمدت الرعاية الصحية في المناطق الريفية على الأطباء الذين يتوجهون بعرباتهم إلى المرضى طريحي الفراش أو المسنين الواهنين. واليوم يعتقد طبيب ألماني واسع الحيلة على دراية ببعض الخدع الرقمية أن لديه الحل لتكلفة الوقت الذي يستغرقه الطبيب في الذهاب والعودة. وقال توماس أسمان، وهو طبيب في ليندلار بألمانيا: «يستغرق الوصول إلى هناك 25 دقيقة وخمس دقائق مع المريض ثم 25 دقيقة في العودة.. هذا جزء من أسلوب حياة طبيب الريف». ورغبة منه في قضاء مزيد من الوقت مع مرضاه وقليل من الوقت أمام المقود، قام بابتكار حقيبة ظهر خاصة لمساعدي الرعاية الشخصية الذين يعملون بوصفهم ذراعا ممتدة للممارس العام. وتحتوي الحقيبة على جهاز قياس ضغط الدم وجهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم وجهاز قياس كهرباء القلب، بالإضافة إلى الشيء الذي لا غنى عنه، وهو اتصال لاسلكي بشبكة الإنترنت. وقال أسمان إن مساعد الرعاية الشخصية يتوجه بالسيارة حاملا حقيبة الظهر إلى المريض، ثم يقيس المساعد ضغط دم المريض، ويجري رسم قلب له، بينما يتابع أسمان الوضع عبر كاميرا فيديو في جهاز كومبيوتر لوحي مثبت في غرفة المريض. وقال فراوكه فون فيرتس، مساعد الرعاية الشخصية والابتسامة تعلو وجه: «كأن لديك طبيبا في جيبك». وأوضح أسمان أن المرضى يكونون على اتصال شخصي بالمساعد، وتكون القراءات قيد التحليل الفوري وقت الممارسة. ونظرا لأن ألمانيا دولة تهتم بمسألة الخصوصية فإن أسمان حريص أيضا على الحفاظ على سرية بيانات المرضى. وكان المشروع الذي يدعى «تيليارتست» أو طبيب عن بعد، في مرحلة التجريب منذ أكتوبر (تشرين الأول)، ويفكر أسمان بالفعل في توسيع نطاق مشروعه. وتغطي ممارسة أسمان منطقة ريفية جبلية كبيرة شرق كولونيا. واختتم كلامه قائلا: «نريد تطوير نظام يكون فيه الممارس العام في الصميم، ولكن المتخصصين مثل أطباء القلب يمكن التواصل معهم عبر الإنترنت حسب الحاجة».
مشاركة :