وأشار إلى أن المساعدات التي تصل للقطاع "نقطة في بحر"، حيث تتحكم إسرائيل في مسارها، معتبرًا أن آلية إدخال المساعدات ونقل الجرحى تسهم في قتل المزيد من الفلسطينيين، مشيرًا أن مجاعة ممنهجة يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة في ظل نقص الغذاء والمياه. وإلى نص المقابلة... بداية في ظل استمرار القصف الإسرائيلي كل هذه المدة.. إلى أين وصل الوضع الطبي في قطاع غزة؟ الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي للغاية وغير مسبوق، إسرائيل قامت بتصفية الوجود الصحي في شمال القطاع، ودمرت أجزاء كبيرة من المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى أن جنوب قطاع غزة يشهد اكتظاظًا كبيرًا بالجرحى والمرضى، حيث وصلت نسبة الإشغال السريري في مستشفيات جنوب القطاع 360 في المئة، الجرحى والمرضى يفترشون الأرض، ولا يوجد أي مكان لاستقبال المزيد من الجرحى والمرضى. الطواقم الطبية تقوم بالمفاضلة بين الحالات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، وذلك بسبب عدم توفر الإمكانيات الطبية والسريرية والدوائية والبشرية، إضافة إلى الضغط الهائل من الجرحى الذين يأتون تباعًا إلى مستشفيات قطاع غزة، بالتالي الاحتلال الإسرائيلي دمر المنظومة الصحية، وحرم المرضى والجرحى من الرعاية الطبية في شمال قطاع غزة، واستهدف مركز للمنظومة الصحية في جنوب القطاع. ما آخر الإحصاءات المتعلقة بالقتلى والمصابين جراء القصف الإسرائيلي في القطاع؟ هل هناك انتشار للأوبئة والأمراض بسبب الجثث المتراكمة للضحايا في الشوارع والمستشفيات؟ الاحتلال الإسرائيلي يمنع وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المناطق التي يتم استهدافها، وهذا يعني أن جثث وجثامين الضحايا تبقى لأيام طويلة وأسابيع دون الوصول إليها، مما يؤدي إلى تحللها، لتؤثر على الصحة العامة والمواطنين والبيئة، وهذا الأمر مدعاة لانتشار الأوبئة في قطاع غزة، وهذا بالتزامن مع الاكتظاظ الكبير بين النازحين الفلسطينيين، حيث أن أكثر من مليون و900 ألف نازح باتوا نازحين في مراكز ومناطق الإيواء المختلفة، وهذا الاكتظاظ كذلك يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية. 8 يناير, 12:18 GMT ورصدنا حتى اللحظة أكثر من نصف مليون نازح أصيبوا بأمراض معدية، وهؤلاء فقط من استطاعوا الوصول إلى مراكز الرعاية الطبية والإبلاغ عن الوضع الصحي، بالتالي ربما عدد المصابين يكون أكبر بكثير، لكن لم يستطع كل النازحين الوصول للمراكز الصحية، سواء في شمال أو جنوب قطاع غزة بسبب الاستهداف، بالتالي هذا العدد الكبير ينذر بكارثة صحية وإنسانية وبيئية خلال الفترة المقبلة. إلى أي مدى تستهدف إسرائيل المستشفيات والطواقم الطبية والمسعفين في غزة؟ الاحتلال الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى لبدء عدوانه على قطاع غزة وهو يقوم بشكل مركز بانتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة باستهداف الطواقم الطبية، حيث تم استهداف 336 من الكوادر الصحية حتى الآن، وإصابة ما يزيد عن 400 آخرين، واعتقال 99 من الكوادر على رأسهم مدراء مستشفيات شمال قطاع غزة، وهذا يتنافى مع القانون الدولي الإنساني. نقل الجرحى عبر معبر رفح.. أين وصلتم في هذا الأمر ومدى مساهمته في تخفيف الكارثة الصحية في القطاع؟ حتى اللحظة ما خرج من الجرحى الفلسطينيين عبر معبر رفح حوالي 707 جرحى، وهذا الرقم تقريبًا يمثل 1 في المئة من حجم الإصابات الموجودة في القطاع، وبالتالي هذه الآلية المتبعة تساهم في قتل مئات الجرحى وهم ينتظرون لأسابيع طويلة دون الخروج من القطاع، حيث أن كل كشف يأتي إلينا بالموافقة ما بين 10 إلى 20 من الجرحى يكون نحو 5 إلى 7 قد فارقوا الحياة وهم ينتظرون، بالتالي الآلية المتبعة تساهم في قتل المزيد من الجرحى وهم ينتظرون لأسابيع طويلة. نحن طالبنا المؤسسات الدولية والدول ذات العلاقة بإجراء آلية جديدة تضمن سرعة وصول الجرحى لخارج قطاع غزة إلى المراكز الطبية والتخصصية لإنقاذ حياتهم، وإبقاء هذه الآلية بيد الاحتلال الإسرائيلي يعني أنه يستخدمها لقتل المزيد من الجرحى داخل مستشفيات القطاع. هناك حديث عن مجاعة وجفاف بسبب نقص الأغذية.. حدثنا عن الوضع الإنساني؟ 7 يناير, 14:02 GMT ووفق معدلات الأمم المتحدة يحتاج كل مواطن يوميًا إلى 100 لتر من المياه ما بين الشرب والنظافة الشخصية، لكن ما يصل للنازحين ما بين لتر إلى لتر ونصف، بالتالي لا يتوفر أي مقومات للمياه سواء للشراب أو تحضير الحليب للأطفال أو للنظافة الشخصية، وهو ما يساهم في انتشار الأوبئة والأمراض بين النازحين، ونحن نطالب الأمم المتحدة وكافة مؤسساتها لإيجاد حلول عاجلة ومركزة من أجل منع حدوث الكارثة الإنسانية والصحية التي يتعرض لها مليون و900 ألف نازح في مراكز الإيواء المختلفة. الكثير من الدول أعلنت إرسال مساعدات عبر معبر رفح.. هل تصلكم هذه المساعدات؟ كشفت تقارير إرسال إسرائيل بعض الجثث بعد سرقة أعضائها.. ما صحتها؟ الجثث التي وصلت من قبل الاحتلال لا ندري ولا نعلم ظروف استهدافها وقتلها أو من أي الأماكن التي وصلت هذه الجثث، لكنها بالمجمل كانت متحللة وممزقة، لكن سلوك الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي يجعله ويدفعه يحدث أي سرقة أو تشويه لهذه الجثث، ونحن طالبنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة المؤسسات ذات العلاقة بالكشف عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق جثامين الشهداء. مع الاستهداف الكامل لمستشفيات القطاع.. حدثنا عن الجهود المبذولة لإعادة تشغيلها؟ نتحدث عن تدمير لحق بالمستشفيات سواء بالمباني أو البنى التحتية، نحاول حاليًا استعادة العافية لبعض من هذه المستشفيات بعد أن قام الاحتلال بتصفية الوجود الصحي في شمال قطاع غزة، وما زلنا نبحث مع المؤسسات الأممية سبل دعم هذه المستشفيات من أجل إعادة تشغيل أجزاء منها. 21 ديسمبر 2023, 12:35 GMT نجحنا في تشغيل جزء من غرف العمليات في مجمع الشفاء الطبي، وجزء من قسم الطوارئ، وكذلك نجحنا في إعادة تشغيل مستشفى المعمداني وتشغيل مستشفى التقاء المريض، وكذلك مستشفى العودة، ولكن استمرار تشغيل هذه المستشفيات يحتاج إلى المزيد من الدعم من قبل المؤسسات الأممية من أجل إتمام الوظائف الحيوية لهذه المستشفيات حتى تمنح الصحة والعافية للآلاف الذين لا يزالون يعيشون في شمال قطاع غزة. كيف تقيم الجهود الدولية المبذولة لإنقاذ الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة؟ حتى اللحظة من الواضح أن المجتمع الدولي عاجز عن تقديم العون والمساعدة الكافية لإنقاذ الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة، ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يتعنت في إدخال هذه المساعدات، ونتحدث عن 193 دولة تشكلها الأمم المتحدة في مجلس الأمن، لا تزال عاجزة عن تقديم المساعدة الكافية والملائمة لحجم الكارثة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي. أجرى المقابلة: وائل مجدي
مشاركة :