عدد «المقاتلين الأجانب» الممولين من إيران يفوق متطرفي «داعش» في سوريا

  • 3/30/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد السفير البحريني لدى بريطانيا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة أن «الخطر الأكبر الذي يواجه دول مجلس التعاون الخليجي هو خطر العمليات الإرهابية التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي والقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية التي استهدفت دول مجلس التعاون بقصد زعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتنة والفرقة بين المواطنين». وأضاف أن الجماعات الإرهابية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط ارتفعت بحسب خبراء إلى المئات، وينشط 220 منها على الأقل في العراق. كما أكد أن الخطر العالمي الناجم عن تلك الميليشيات التي تضم عشرات الآلاف من العناصر، والمتطورة تقنيا، بعيد عن أعين الإعلام ومن المهم تسليط الضوء عليه. وكشف السفير في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش محاضرة قام برعايتها واستضافتها بمقر إقامته في العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي تحت عنوان «التهديدات الإرهابية: مستقبل تداعيات التطرف السني والشيعي في منطقة الشرق الأوسط»، أن هناك بحرينيين على قوائم المطلوبين لا يزالون في إيران حاليا. وشدد على رفض البحرين لأي تدخلات بشؤونها الداخلية. كما أوضح السفير فواز بن محمد آل خليفة أن التطرف دخيل على البحرين التي «انتهجت الديمقراطية والمشروع الإصلاحي الذي دشنه الملك والذي له إنجازات مشهودة في مجالات الديمقراطية والإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية والبشرية، وما كفله من احترام للحقوق والحريات الأساسية والفصل بين السلطات، وتعزيز المشاركة الشعبية، في إطار دولة القانون والمؤسسات». وأردف بقوله إنه «لا يمكن لأي معارضة أن تتحول في ليلة وضحاها إلى معارضة مسلحة بالقدرات الموجودة اليوم، وأن التطور السريع أتى مستوردا ومن خلال تدريبات تم الحصول عليها من خلال معسكرات إيرانية في إيران والعراق». وكشف السفير أنه «من خلال المحاكم التي تمت، هناك نحو 98 شخصا تمت مقاضاتهم قانونيا استنادا إلى أدلة جنائية واعترافات إثر التدريبات التي حصلوا عليها في إيران والأعمال الإرهابية التي قاموا بها خلال هذه الفترة». وثمن السفير البحريني الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في المنطقة وضمن مجلس التعاون، مؤكدا أن البحرين رحبت بالقرار الخليجي الذي صنف «حزب الله» منظمة إرهابية. واستطرد السفير موضحا أنه «بالتعاون مع دول المجلس، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الخليجية جرى تصنيف قائمة منظمات إرهابيةً أو تعمل على تمويل أو مساندة الإرهاب والتطرف». وحضر الجلسة التي نظمتها مؤسسة «كويليام» لمكافحة التطرف، السفير السعودي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز والسفير الإماراتي عبد الرحمن غانم المطيوعي ونخبة من الدبلوماسيين الذين استمعوا لمحاضرات كل من هراس رفيق المدير التنفيذي لمؤسسة «كويليام»، وفيليب سمايث المحلل المختص في شؤون الجماعات المسلحة الشيعية بجامعة ميريلاند الأميركية، والزميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهادية فتح الله مسؤولة بحرينية سابقة وخبيرة في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب. وأدار النقاش مسؤول التوعية لدى «كويليام» آدم دين. من جانبه، أكد هراس رفيق، في ضوء اعتداءات بروكسل الإرهابية الدامية التي زلزلت العاصمة البلجيكية الأسبوع الماضي على أهمية خلق مجتمع مدني «يشخص» بوادر التطرف بين الشباب لإعادة تأهيلهم قبل فوات الأوان. وأشار إلى أن أكثر من 40 في المائة من المدانين بتهم الإرهاب والتطرف في الغرب جرى تشخيصهم كمرضى نفسيين يعانون من «متلازمة اسبرجرز» واضطرابات أخرى. إلى ذلك، كشف المختص في شؤون الميليشيات المتطرفة فيليب سمايث أن عدد «المقاتلين الأجانب» الشيعة في سوريا والعراق اليوم والممولين من قبل إيران يفوق عدد متطرفي «داعش» و«النصرة». وينشط معظمهم في حلب وإدلب وحمص وحماه والغوطة والجولان والقلمون ولاتاكيا. وأضاف سمايث أن التجنيد الأكبر لهؤلاء المقاتلين وضمهم للميليشيات التي ازداد عددها من 50 إلى 220 في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2011 يتم في كل من العراق ولبنان. وقال: «انضم عشرات الآلاف للميليشيات في سوريا اليوم، منهم 8 آلاف مقاتل من (حزب الله) اللبناني، ونحو 3500 عنصر من الحرس الثوري الإيراني، ونحو ألف باكستاني و2500 أفغاني». وعند ذلك، أضاف موضحا أنه «يوجد في إيران حاليا مليونا مواطن أفغاني معظمهم محتجز ضد إرادته، وطريقتهم الوحيدة المتاحة من إيران لإطلاق سراحهم هو انضمامهم إلى الميليشيات المقاتلة في سوريا والعراق». واختتم حديثه مؤكدا أنه «لولا هذه الميليشيات لم يكن الأسد موجودا، واعتماده ونظامه على تلك الميليشيات يؤدي إلى زيادة العنف الطائفي وتهويل النزاع السوري». بدورها، قالت البحرينية هادية فتح الله الخبيرة في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب إن تمدد التطرف الجماعات الطائفية المسيرة من إيران في الخليج هو نتاج لحركات قديمة تتجذر من المرجعية الحركية الدينية في العراق. وبات تمويل الحركات المتطرفة اليوم إيرانيا يهدف إلى زعزعة التعايش والأمن القومي. وقدمت فتح الله حركة «خلاص» المتطرفة في البحرين كمثال على ذلك، المقنّعة على أساس أنها حركة معارضة وحقوقية، ولكن في الحقيقة تنادي لنشر العنف والفتنة في البحرين وتعتبر جزءا من أجندة تمدد طائفي متطرف أكبر بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني. يذكر أن عبد الرؤوف الشايب، رئيس حركة «خلاص» والذي مُنح الجنسية البريطانية في عام 2006 بعد طلبه بحق اللجوء وكان مقربا من رئيس حزب العمال جيريمي كوربن، جرى اعتقاله العام المنصرم عندما داهمت الشرطة مقر إقامته في لندن وعثروا على كتيبات تحتوي على تعليمات لكيفية استخدام بنادق القنص وصناعة القنابل. كما عثرت الشرطة على بطاقة ذاكرة بحجم 16 غيغا محملة بأوراق امتحان «الجهادية» وملفات عسكرية بعنوان «القنابل - التدمير - الصواريخ». وعليه يجدر ذكر أن المحاكم البريطانية وفي أواخر العام الماضي قد حكمت بسجن الشايب لمدة 5 سنوات، وذلك طبقًا لقانون مكافحة الإرهاب البريطاني، الأمر الذي قد يؤدي إلى سحب الجنسية البريطانية منه بعد قضاء فترة عقوبته حسب القانون البريطاني.

مشاركة :