قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب: إن ليبيا تمثل على مدار الأعوام الماضية نقطة الانطلاق الأساسية للعابرين نحو شمال المتوسط، حيث يغادر 90% من المهاجرين المتوجّهين إلى أوروبا عبر سواحلها، ويحاول الاتحاد الأوروبي التعاون وتقديم الدعم لتحسين قدرات خفر السواحل الليبي ضمن خطته الرامية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ورصد خطوط إمداد المهربين، إضافة إلى مساعدة ليبيا على حماية حدودها الجنوبية من خلال تنشيط التعاون الأمني الإقليمي في منطقة الساحل. وأضاف أنه على الرغم من المحاولات والدعم المستمرين إلا أن الهجرة غير الشرعية نحو دول القارة العجوز عبر ليبيا لاتزال مستمرة وتتزايد مع مرور الوقت لا سيما مع سوء الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية في دول القارة السمراء ودول الجوار الليبي، الأمر الذي حول ليبيا إلى نقطة انطلاق نحو أوروبا. وتابع الخطاب، أنه في بداية الأمر كان السبب الرئيسي وراء ازدياد أعداد المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا نحو أوروبا هو الأزمات السياسية منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، وهو بالفعل أحد الأسباب الرئيسية، إلا أنه من الصعب تحميل ليبيا الجانب الأكبر من المسؤولية عن تلك الجريمة العابرة للحدود. وأكد أنه على الرغم من الانقسام إلا أن الطرفين يسعيان بالتواصل مع روما لتقليل عدد المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الليبية، لكن هذا التواصل لم تنعكس ثماره للحد من الهجرة غير المشروعة عبر الشواطئ الليبية، ليكون السؤال إذا كانت جميع الأطراف رافضة للهجرة من المستفيد من لستمرار تحرك قوارب الموت نحو أوروبا؟ وأشار إلى أنه بالنظر إلى الوضع الحالي والحروب الأهلية في دول الجوار الليبي والقارة السمراء ككل، مفتعلة بصورة مباشرة وغير مباشرة من الجانب الأمريكي، لتقوم لاحقًا بتخصيص مبالغ ضخمة لمكافحة الإرهاب، حسب وصفهم، وتوفر التمويل اللأزم للشركات الخاصة الأمريكية الموجودة وبقوة ومنذ فترة من تلك البلدان. وأكد أنه بالنظر أيضا إلى الحقائق فإن هناك إحدى الشركات الأمريكية والتي جاءت إلى ليبيا منذ عام 2014 وحتى يومنا هذا ومدعومة مباشرةً من الخزينة الأمريكية، بخطط عديدة في ظاهرها تحقيق مطالب الشعب الليبي وفي باطنها ضمان استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية للبلاد وتحويل ليبيا إلى محطة لنقل المهاجرين غير الشرعين نحو أوروبا، والهدف الرئيسي هو إضعاف دول القارة العجوز لتبقى واشنطن مهيمنة على العالم أجمع.
مشاركة :