"مذاق لذيذ ونكهة مختلفة".. ماذا يحدث للجسم عند تناول الأطعمة الحارة باستمرار؟

  • 1/10/2024
  • 19:16
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

  ليست الأطعمة الحارة مفيدة فقط في مذاقها اللذيذ والنكهة التي تُضِيفها إلى مائدة طعامك، لكنّها قد تُساعد أيضًا في إطالة العمر بتقليل خطر الوفاة من أمراض القلب، وتعزيز المناعة، ومع ذلك فإنَّها لا تخلو من أضرار، خاصةً لمن يُعانُون ارتجاع المريء، أو التهاب القولون، فهل الأطعمة الحارة مُفيدة لك أم تحمل ضررًا لاحقًا؟ لنتخذ الفلفل الحار مثلاً على الطعام الحار، فهذا الفلفل يحصل على حرارته من مادة الكابسيسين، وهي مادة تزيد حرارة الفلفل، كُلّما زادت كميتها فيه، وتختلف استجابة الجسم تجاه الكابسيسين من إنسانٍ لآخر، فبعضهم لديه مستقبلات أقل للكابسيسين، ما يجعلهم يتحمّلون الطعام الحار، بينما غيرهم قد يكونون أقل قدرة على تحمُّل ذلك المذاق. يحصل الجسم على فوائد عديدة من وراء تناول الأطعمة الحارة، مثل الحفاظ على صحة القلب وإطالة العمر، وتشمل أبرز هذه الفوائد ما يلي: حسب دراسةٍ في المجلة الأوروبية للتغذية "European Journal of Nutrition"، وُجِد ارتباط بين تناول الأطعمة الحارة وتراجع احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 26% لدى السيدات "لم يبرز ذلك الرابط عند الرجال أيضًا". ما زالت الأسباب تُدرَس لمعرفة السبب في هذا الانخفاض في ضغط الدم، لكن تُشِير الأبحاث الأولية إلى أنَّ الكابسيسين "الذي يُعطِي الفلفل الحار حرارته"، قد يُساعِد في مواجهة ارتفاع ضغط الدم الناجم عن اتّباع حمية غنية بالملح "الصوديوم". ومِمّا يُثِير الاهتمام أنَّ الطعام الذي يُصنَّف على أنَّه حار "باعتدال" من قبل المشاركين في الدراسة، وُجِد أنَّه الأكثر مُلاءمة لضغط الدم؛ لذا يُمكِنك تناول الطعام الحار دون إفراط؛ لضبط ضغط الدم حسب هذه الدراسات الأولية. كشفت مراجعة عام 2022 عن وجود ارتباط بين تناول الطعام الحار بانتظام، وتراجُع خطر الوفاة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ورغم ثبوت الارتباط، إلّا أنّه لا يُمكِن التأكُّد من أنَّ تناول الأطعمة الحارة سبب مباشر لتحسين صحة القلب. وقد يكون ذلك الارتباط بين الطعام الحار وانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب، بسبب تحسُّن الكوليسترول، إذ إنَّ تناول الفلفل الحار الغني بالكابسيسين، مرتبط بزيادة مستويات الكوليسترول الجيد، الذي يحمي من أمراض القلب ومن الكوليسترول الضار، حسب موقع "eatingwell". اقرأ أيضًا:لماذا نتصبَّب عرقًا بعد تناول الأطعمة الحارة؟   يرتبط تناول الطعام الحار بتراجُع مُعدَّلات الوفاة، وذلك حسب تحليل تلوي في مجلة علم الأوعية الدموية "Journal Angiology"، والذي تناول أكثر من 500,000 إنسان. وبالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولون طعامًا حارًا، فإنَّ المُتناوِلين له أكثر من مرة أسبوعيًا خطر إصابتهم بالوفاة أقل بنسبة 12% خلال فترة المتابعة التي بلغت 10 سنوات، وربّما يكون ذلك بسبب نشاط الكابسيسين ضد السمنة، ما يُقلِّل خطر الإصابة بالأمراض، مثل مرض السكري من النوع الثاني. تُساعد بعض المُركَّبات الموجودة في الأطعمة الحارة في فقدان الوزن بتقليل الشهية، وتعزيز استهلاك الطاقة، وقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ المشاركين الذين تناولوا 2 مغم من الكابسيسين يوميًا قد خسروا 130 سعر حراري يوميًا، مقارنةً مع من لا يحصلون على الكابسيسين في نفس الدراسة، وقد خسروا فقط 8 سعرات حرارية. يُعدّ الفلفل الحار مصدرًا جيدًا لفيتامين سي، ومِنْ ثَمّ فقد تحصل على كمية مناسبة منه عبر تناول الطعام الحار، وفيتامين سي من الفيتامينات الداعمة للمناعة. كذلك للفلفل الحار دور مهم في زيادة مناعة الإنسان باحتوائه على بكتيريا نافعة "ميكروبيوم"، وتُوجَد بعض الأدلة حسب موقع "eatingwell" على أنَّ الكابسيسين قد يُعزِّز صحة ميكروبيوم الأمعاء، ما ينعكس إيجابًا على المناعة. كذلك يمتاز الكابسيسين بأنه مضادًا قويًا للأكسدة، وذو خصائص مضادة للالتهاب، وكلّ ذلك يساعد في تعزيز المناعة ومواجهة العدوى. رغم الفوائد العديدة للأطعمة الحارة لصحة القلب وخسارة الوزن، فإنّها قد تضرُّ بعض  الناس، خاصةً مع الإكثار من تناولها وذلك على النحو التالي: سواء كُنتَ تُعانِي ارتداد الحمض العرَضي، أو مرض ارتجاع المريء بأعراضه النموذجية، فاعلم أنَّ الأطعمة الحارة أحد مُحفِّزات ذلك الارتجاع، وذلك وفق مراجعة عام 2021 في التغذية الوقائية وعلوم الأغذية "Preventive Nutrition and Food Science". ولذلك قد يتفاقم ارتجاع المريء والتهاب المعدة مع تناول الأطعمة الحارة، فهي من الأطعمة الممنوعة في حالات التهاب المعدة، أو ارتجاع المريء. اقرأ أيضًا:الفلفل الحار مفيد أم يسبب أضرارًا؟   ليس ارتجاع المريء هو التغيُّر الوحيد الذي قد يطرأ على الجهاز الهضمي مع تناول الأطعمة الحارة، بل إنَّها قد تُهيِّج أنسجة الجهاز الهضمي وهي ماضية في طريقها من خلاله، كما تُشِير بعض الأدلة إلى احتمال أن يُؤدِّي تناول الأطعمة الحارة عِدّة مراتٍ أسبوعيًا إلى زيادة أعراض القولون العصبي. لذا ينبغي أخذ الحذر عند تناول الأطعمة الحارة، خاصةً إذا كُنتَ مُصابًا بأيٍ من الاضطرابات الآتية: وقد أفادت دراسة أنّ غالبية المُصابِين بأمراض القولون الالتهابية أوردوا أنّ تناول الأطعمة الحارة أدى إلى تجدُّد الأعراض المرضية عندهم. قد يُؤدِّي تناول الأطعمة الحارة إلى اضطراب المعدة والإسهال؛ لأنَّ الكابسيسين الموجود في الأطعمة الحارة قد يُهيِّج بطانة المعدة بعد الأكل، وهذا قد يُؤدِّي إلى الغثيان، أو القيء، أو الإسهال الحارق. يُفضَّل أن يكون تناول الأطعمة الحارة مقصورًا على الغداء، فحسب خبراء الصحة في "WebMD"، يُمكِن للأطعمة الحارة والحمضية أن تمنعك من النوم؛ بسبب حُرقة المعدة الناجمة عنها، وهي أحد أعراض ارتجاع المريء. لذا ينصح خبراء الصحة بعدم تناول الأطعمة الحارة بالقرب من وقت النوم؛ لأنَّ الاستلقاء يزيد حِدّة حُرقة المعدة، أو أعراض ارتجاع المريء، ما قد يمنع النوم. عندما يتسبَّب الطعام الحار في حدوث التهاب في القناة الهضمية -سواء كان اضطراب المعدة أو ارتجاع المريء أو غيرها - يُمكِن في بعض الأحيان أن ينعكس هذا الالتهاب على الجلد أيضًا في صورة تفشٍ لحب الشباب أو الإكزيما. كلا، لا ينبغي تجنُّب الأطعمة الحارة تمامًا، خاصةً مع فوائدها المُتعدِّدة للجسم، لكن في بعض الأحيان لا يُنصَح بتناولها ولا الإكثار منها كما في حالة مرض القولون الالتهابي، أو ارتجاع المريء، أو اضطراب الجهاز الهضمي عمومًا.

مشاركة :