برلين- أعلنت الحكومة الألمانية الأربعاء أنها وافقت على عملية بيع صواريخ للسعودية، رافعة بذلك حظرا فرضته في العام 2018 على صادرات الأسلحة إلى الرياض. وأكّد ستيفن هيبيسترايت الناطق باسم المستشار الألماني أولاف شولتس للصحافيين معلومة نشرتها صحيفة “دير شبيغل” مفادها أن برلين أعطت الضوء الأخضر لتصدير 150 صاروخا من طراز “إيريس – تي” للسعودية. وقال خلال مؤتمر صحفي دوري للحكومة “إن تفاصيل هذا التقرير دقيقة”. وأضاف هيبيسترايت أن الصواريخ المذكورة يمكن “إطلاقها من طائرات على أهداف محمولة جوا أي صواريخ وطائرات ومسيّرات وما إلى ذلك”. ◙ مراقبون لا يستثنون العوامل الاقتصادية والمالية وراء الخطوة، حيث لا ترغب حكومة شولتس في مواصلة السير في نهج المستشارة السابقة أنجيلا ميركل وتحتاج السعودية على نحو خاص إلى هذا النوع من الصواريخ لمواجهة ترسانة الحوثيين من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تزوّدهم بها إيران والتي لم يتردّدوا في استخدامها في استهداف منشآت ومرافق حيوية داخل أراضي المملكة في عدّة مناسبات أشهرها قصفهم سنة 2019 لمنشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو العملاقة بشرق السعودية ما أدى إلى خروجها عن الخدمة ووقف جزء كبير من إنتاج الشركة للخام. وأفادت “دير شبيغل” بأن الحكومة الألمانية أعطت موافقتها لتصدير الصواريخ التي تصنّعها مجموعة “ديل ديفينس” الألمانية في نهاية العام الماضي. وكانت ألمانيا قد جمّدت مبيعات الأسلحة للرياض منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي أواخر عام 2018. لكن برلين خفّفت من حدة موقفها بشأن صادرات الأسلحة إلى السعودية مؤخرا، معتبرة أن “المملكة اتبعت نهجا بناء جدا” في ما يتعلق بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس. والأحد الماضي أشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال زيارتها إلى الدولة العبرية إلى أن السعودية وإسرائيل “لم تتخليا عن سياسة التطبيع” بعد هجوم السابع من أكتوبر. ستيفن هيبيسترايت: برلين أعطت الضوء الأخضر لتصدير 150 صاروخا من طراز "إيريس – تي" للسعودية ستيفن هيبيسترايت: برلين أعطت الضوء الأخضر لتصدير 150 صاروخا من طراز "إيريس – تي" للسعودية وقال هيبيسترايت الاثنين “ليس سرّا أن القوات الجوية السعودية استخدمت أيضا مقاتلات يوروفايتر لإسقاط صواريخ الحوثيين التي تستهدف إسرائيل، ويجب النظر إلى موقف الحكومة الألمانية في ضوء كل هذه التطورات”. ولا تمثل الأسلحة سوى جزء صغير من صادرات ألمانيا للسعودية، حيث كانت هذه الصادرات في 2017 أكثر بقليل من 2 في المئة من إجمالي الصادرات الألمانية للمملكة. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد انتقد في فبراير 2022 استمرار ألمانيا في حظر تصدير أسلحة إلى بلاده، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل رسالة سلبية تشجع المتمردين الحوثيين على مواصلة نهجهم الرافض للسلام. ودافعت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين عن خطتها لتعليق الفيتو على بيع مقاتلات من طراز يوروفايتر للسعودية. ورغم تقديم الحكومة الألمانية هذه العوامل لتفسير عدولها عن حظر تصدير السلاح إلى السعودية، إلاّ أن مراقبين لا يستثنون العوامل الاقتصادية والمالية وراء الخطوة، حيث لا ترغب حكومة شولتس في مواصلة السير في نهج المستشارة السابقة أنجيلا ميركل التي كانت قد تعرّضت لانتقادات حادّة من قبل دوائر فاعلة في صناعة السلاح تتهمها بإضعاف القدرة التنافسية للمصنّعين الألمان في ظلّ تنافس شرس داخل السوق العالمية للأسلحة. وصدرت الانتقادات آنذاك أيضا من جهات أوروبية شريكة لألمانيا في تصنيع مقاتلات يوروفايتر، معتبرة أنّ من شأن حضر التصدير بناء على تقديرات سياسية ألمانية أن يحوّل الشراكة من مصدر قوة إلى عبء على الشركاء.
مشاركة :