كشفت مدينة «الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» عن إجراءات تقنية وبحثية اتخذتها لصد الهجمات الإلكترونية وتعزيز أمن المعلومات في السعودية. وأوضح رئيس المدينة الأمير تركي بن سعود اليوم (الثلثاء) أن الإجراءات تتضمن «بناء بيئة متكاملة وداعمة لنقل وتطوير التقنيات المتعلقة في أمن المعلومات، من خلال إنشاء المركز الوطني لتقنية أمن المعلومات، وتنفيذ البحوث التطبيقية في مجال أمن المعلومات بالشراكة مع جامعات ومراكز بحثية على مستوى العالم». وكذلك تتضمن «إعداد القدرات الوطنية المؤهلة والقادرة على البحث والتطوير في هذا المجال، ويأتي في هذا السياق أيضاً إنشاء مختبرات وطنية تحوي أحدث ما توصل له العلم في مجالات التشفير وأمن المعلومات والشبكات والأمن الإلكتروني». وقامت الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية) بإنشاء شركة «تقنية سايبر»، التي تتعاون مع المدينة في تقديم خدمات أمن المعلومات للجهات الحكومية والقطاع الخاص. وقدر رئيس «مدينة العلوم والتقنية» كلفة خسائر الهجمات الإلكترونية في العام الواحد بـ445 بليون دولار عالمياً، متوقعاً أن تتزايد فاتورة خسائر تلك الهجمات في المستقبل، نتيجة التوسع في الخدمات الإلكترونية، ودخول مفاهيم تقنية جديدة، ما يعزز الحاجة إلى تطوير جهود البحث العلمي في مجال أمن المعلومات لدعم المصالح الوطنية من خلال نقل وتوطين التقنيات وبناء القدرات وابتكار الخوارزميات الوطنية التي يمكن استخدامها بشكل آمن لحماية البيانات. وبين الامير تركي بن سعود، خلال افتتاحه «اليوم فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الثالث لتقنية المعلومات» بعنوان «الأمن الإلكتروني»، الذي تنظمه المدينة بمشاركة متخصصين من داخل المملكة وخارجها، أن المدينة تعمل على نقل وتوطين أحدث التقنيات للمملكة عبر تأسيس بنية تحتية متطورة وبناء القدرات الوطنية في مجالات علمية، ومنها المتعلقة في تقنية المعلومات عموماً، وتقنية الأمن الإلكتروني بشكل خاص. من جانبه، عدّ مدير المركز الوطني لتقنية أمن المعلومات رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور باسل العمير، المؤتمر «فرصة للخبراء والمختصين في مجال تقنية أمن المعلومات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لنقل وتبادل المعرفة في المجالات المختلفة لأمن المعلومات»، مؤكداً أن الأمن الإلكتروني سيظل من أهم التحديات التي تواجه العالم نتيجة للتطور المستمر في تقنية المعلومات والخدمات الإلكترونية. وبين العمير أن المؤتمر الذي يمتد على مدار يومين يهدف إلى «مناقشة الأبحاث العلمية الرائدة والتقنيات في الأمن الإلكتروني، ويلقي متخصصين في مجال أمن المعلومات من دول مختلفة، محاضرات عن علم التشفير وأهميته، واستراتيجيات الدفاع الإلكتروني في التصدي للهجمات والتهديدات، والمجالات البحثية الجديدة في الأمن الإلكتروني، والتحليل الجنائي الرقمي، والأنظمة الدفاعية المتطورة للأمن الإلكتروني». وتضمنت فعاليات المؤتمر جلسة عن التهديدات والفرص بالإنترنت خلال العشر السنوات المقبلة، والتجربة البريطانية في الأمن الإلكتروني. وتضمنت الجلسة الثانية ثلاثة أورق علمية، عن مسار تحميل البرمجيات الخبيثة: التحليل الجنائي والعلاج، ونماذج للتهديدات الجديدة لعلم التشفير، ونظام دفاعي جديد لأمن المعلومات. يُذكر أن المؤتمر تستمر فعالياته غداً (الأربعاء) بعقد جلستين علميتين تتضمن ست أوراق عملية في مجال تقنيات المعلومات والأمن الإلكتروني يقدمها خبراء دوليين.
مشاركة :