يدخل المنتخب السنغالي بقيادة نجومه المحترفين في السعودية وعلى رأسهم ساديو مانيه كأس أمم إفريقيا التي يستهلها في مجموعة ثالثة تضم الكاميرون القوية، غينيا وغامبيا، كأبرز المرشحين للاحتفاظ بلقبه لكن سيكون عليه الصمود أمام طموحات المنتخبات الأخرى القادمة بقوة للظفر بالكأس الغالية. يتعين على السنغال من أجل تكرار إنجازها الأخير، أن تفك "النحس" الملازم لآخر ستة أبطال إفريقيين في الدفاع عن لقبهم، ولم يتقدم أي منهم أكثر من دور الـ 16 في تحد كبير أمام رجال المدرب المحلي أليو سيسيه. ومنذ 2010 لم ينجح أي بطل في الاحتفاظ بلقبه بل أن بعضهم فشل أساسا في التأهل للنسخة التالية (مصر 2010 ونيجيريا 2013). وبينما خرج ثلاثة أبطال من دور المجموعات في النسخة التالية (زامبيا 2012 وساحل العاج 2015 والجزائر 2019)، تجاوزت (الكاميرون 2017) دور المجموعات لكنها أقصيت من دور ثمن النهائي. وتسعى السنغال، المصنفة 20 عالميا ، لاستغلال توهج جيلها الذهبي الحالي لإضافة ثاني نجماتها في البطولة القارية التي خضعت لها أخيرا مطلع 2022. تعيش السنغال راهنا فترة ذهبية كرويا ، علما انها بلغت ثمن نهائي مونديال قطر 2022. فخلال العامين الماضيين، هيمنت منتخبات السنغال بشكل شبه تام على كؤوس إفريقيا للمنتخبات، فتو ج المنتخب الأول بكأس إفريقيا 2021 في الكاميرون (مطلع 2022) ثم فاز منتخب المحليين بلقب القارة في الجزائر (فبراير 2023) قبل أن يتوج منتخب الشباب (أقل من 20 عاما) بكأس إفريقيا في مصر (مارس 2023) وأخيرا منتخب تحت 17 عاما في الجزائر (ماي 2023). ويعول المدرب سيسيه، الذي خسر النهائي مرتين لاعبا ثم مدربا في 2002 و2019 أمام الكاميرون والجزائر على التوالي، قبل أن يقتنصه في 2021، على نجوم أبرزهم يلعبون في الدوري السعودي. في مقدمتهم المهاجم مانيه (النصر السعودي) وخاليدو كوليبالي (الهلال السعودي) والحارس إدوار مندي (الأهلي السعودي) وحبيب ديالو (الشباب السعودي)، بالإضافة للمحترفين في الدوريات الأوروبية المهاجم نيكولاس جاكسون (تشلسي الانكليزي) وثنائي هجوم مرسيليا الفرنسي إيليمان ندياي وإسماعيلا سار. وردا على سؤال حيال النحس الذي يلازم ابطال القارة في الاحتفاظ بلقبهم، منذ تتويج مصر بثلاثة ألقاب متتالية (من 2006 إلى 2010)، قال سيسيه في مؤتمر عند إعلان تشكيلته "لدينا نجمة واحدة فقط. نريد الذهاب والفوز، ومواصلة الفوز". بعد خروجها المخيب للآمال على أرضها في نصف نهائي البطولة الماضية بركلات الترجيح أمام مصر، تسعى الكاميرون، بطلة إفريقيا 5 مرات اخرها في 2017، للظفر بلقب سادس وتقليص الفجوة مع مصر (7 ألقاب) للقب واحد فقط. وتعد الكاميرون من القوى الرئيسة في إفريقيا، فبالإضافة لألقابها القارية الخمسة، هي أكثر منتخبات القارة السمراء تأهلا لكأس العالم بثماني مشاركات، آخرها في 2022 حين كانت أول منتخب إفريقي يهزم البرازيل في المونديال، بيد انها ودعت من دور المجموعات. ويعتمد المدرب المحلي ريغوبير سونغ، أكثر لاعب كاميروني خوضا للمباريات والفائز بالبطولة في 2000 و2002، على تشكيلة تضم محترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى من أمثال الحارس أندريه أونانا (مانشستر يونايتد الإنكليزي) ولاعبي الوسط اندريه- فرانك زامبو أنغيسا (نابولي) وبنجامان ايليوت (ريدينغ الانكليزي)، بالإضافة للمهاجم فنسان أبو بكر (بشيكتاش التركي). ويأمل سونغ الذي لم يستدع المهاجم إريك ماكسيم تشوبو-موتينغ (بايرن ميونيخ الالماني) أن ينفض لاعباه البارزان الحارس أونانا والمهاجم أبوبكر الغبار عن مشاكلهما مع أنديتهما وتقديم أفضل مردود فني ممكن لهما. شاركت غينيا 13 مرة في البطولة القارية وكانت أفضل نتائجها الوصول للمباراة النهائية في 1976، حين حل ت وراء المغرب. ويعتمد المدرب المحلي كابا دياوارا على تشكيلة يتصدرها لاعبو الوسط نابي كايتا (فيردر بريمن الألماني)، أمادو دياورا (أندرلخت البلجيكي) وأليكس موريبا (لايبزيغ الألماني)، المتوقع تألقهم في البطولة. وتعول غينيا على نجاعة سيرهو غيراسي (شتوتغارت الألماني)، ثاني هدافي الدوري الألماني 17 هدفا، لضمان المركز الثالث على الأقل. وصعدت غينيا للدور الثاني في ست من اخر سبع مشاركات لها بالبطولة. يشارك منتخب غامبيا، الملقب بـ"العقارب"، للمرة الثانية بعد نسخة 2021، حين تسلل في هدوء لربع النهائي. وتمكنت غامبيا حينها من تجاوز مجموعة قوية بفوزين على تونس وموريتانيا والتعادل مع مالي. ولا تضم تشكيلة المنتخب لاعبين بارزين في أندية أوروبية كبيرة. ومع وجود "الأسود غير المروضة" و"أسود التيرانغا"، سيكون الحصول على المركز الثالث نتيجة مميزة "للعقارب".
مشاركة :