انطلق مهرجان ربيع الثقافة الثامن عشر، الموسم الثقافي الأكبر في مملكة البحرين، مساء اليوم الخميس في مسرح البحرين الوطني، والذي شهد حفل «فن الصوت البحريني» بحضور سعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، وعدد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية رفيعة المستوى وجمهور غفير ملأ مقاعد المسرح الألف وواحد. وتعد هذه المرة الأولى التي يصل فيها فن الصوت إلى منصّة بهذا الحجم، وهذا ما يعكس سعي هيئة الثقافة إلى تأكيد أهمية هذا الفن وما يمثله من تراث غير مادي للمملكة. وشارك في الحفل الفنان البحريني القدير أحمد الجميري والفنان محمد التميمي والفنان عبدالرحمن عوض وأحيته فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان. وكان الحاضرون على موعد مع رحلة فنية بحرينية تم خلالها تقديم مقاطع موسيقية منوعة لأهم أعمال روّاد ومؤسّسي مدارس فنّ الصوت البحريني وهم الفنان محمد بن فارس، الفنان ضاحي بن وليد والفنان محمد زويد. هذا ويعد فن الصوت أحد ركائز الغناء العربي القديم وهو اللون المحلي للطرب الشعبي لمنطقة الخليج عامة ومملكة البحرين خاصة. وفي البحرين، كانت مدينة المحرّق مهد هذا الفن ومصدر انتشاره. وبالرغم من تطوّر حركة الغناء والموسيقى محلياً، إلا أن فن الصوت في البحرين ما زال محتفظاً بأصالته وسماته الفنية حتى اليوم، فهو يُعرف بفنّ «النخبة» ويعدّ روّاده الأوائل في المملكة من أفضل فناني الصوت على الإطلاق في المنطقة. وشهد الحفل تفاعلاً كبيراً من الجمهور، خصوصاً أثناء تقديم «الزفنة»، تلك الرقصة التي تصاحب فن الصوت البحريني، وكذلك أثناء أداء «الصفقة» (التصفيق) التي تتضمن إيقاعاً هو من أكثر ما يميز هذا الفن الأصيل.
مشاركة :