مع اقتراب شهر رجب الذي سيحل بعد ساعات قليلة، تكثر الأسئلة بشأن بعض العبادات فيه، وأبرزها حكم صيامه كاملًا. وقد تلقت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء سؤالًا يقول صاحبه: رأيت الناس يديمون الصيام في رجب وشعبان ويتبعونه بصيام رمضان بدون إفطار في هذه المدة، فهل ورد حديث في ذلك وإن كان فما نص الحديث؟ فتوى اللجنة الدائمة أجابت اللجنة في فتواها رقم 5169: لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام شهر رجب كاملًا ولا شهر شعبان كاملًا، ولم يثبت ذلك عن أحد من الصحابة – رضي الله عنهم –، بل لم يثبت عن النبي النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام شهرًا كاملًا إلا رمضان. وأضافت اللجنة: ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كان رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يُفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان" رواه البخاري ومسلم. وتابعت: عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: "ما صام النبي النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا كاملًا قط غير رمضان، وكان يصوم حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر، ويفطر حتى يقول القائل: لا والله لا يصوم" رواه البخاري ومسلم. واختتمت اللجنة بالقول: فصيام رجب كله تطوعًا وشعبان كله تطوعًا مخالف لهدي رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم وسنته في صومه فكان بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
مشاركة :