قدمت إسرائيل، اليوم الجمعة، ردها على الدعوى المقدمة ضدها من جنوب إفريقيا، في جلسة هي الثانية لمحكمة العدل الدولية بشأن اتهامها بارتكاب جرائم إبادة في غزة، فيما أكدت  المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، أن المجتمع الدولي يجب أن يكون مسؤولا عن امتثال إسرائيل لأي قرار تصدره المحكمة بعد مرافعة جنوب إفريقيا ضدها. وأكد الباحث السياسي محمد زيدان، للغد ، أن ما جرى في جلسة محكمة العدل الدولية،هو بكل المقاييس حدثا تاريخيا بالنسبة لموضوع المساءلة لإسرائيل على جرائمها ليس فقط في غزة ، وإنما منذ نكبة 1948 وحتى اليوم، التي كانت مشحونة بجرائم الحرب، وكانت بدعم أمريكي فوق المساءلة وفوق القانون أيضا!  هواجس القلق تضرب إسرائيل وقال «زيدان» للغد : «إن هناك حالة من القلق الجدي داخل إسرائيل، لأن عرض جنوب أفريقيا  أمام محكمة العدل الدولية، كان عرضا قضائيا مرتبا وموثقا ومستندا إلى شهادات ووثائق، وقدم للمحكمة  على الأقل ما يثبت أن هناك  نوايا  جدية لإسرائيل بتنفيذ  إبادة جماعية في قطاع غزة، وهذا الأمر أثار جدالا في الإعلام الإسرائيلي وتراشقا بالاتهامات بين قادة إسرائيل، خاصة أنه تم استخدام اقتباسات من المسؤولين الإسرائيليين تحدثوا  بشكل واضح عن  إبادة  عزة وإبادة المدنيين، وكذلك الحديث عن تغيير الواقع الديمغرافي في غزة وغيرها من التصريحات». هل اقتربت نهاية الغطرسة الإسرائيلية؟ وأضاف الباحث السياسي، إن ما تم عرضه في المحكمة، يؤكد أن إسرائيل فشلت فشلا ذريعا، مشيرا إلى أن هناك تخوفات في إسرائيل من اتخاذ قرار، لأن إسرائيل وحتى الآن غير مستعدة لوقف الحرب، في ظل فشلها في تحقيق أي من أهداف الحرب.   قرار المحكمة ملزم  أشخاص يجلسون داخل محكمة العدل الدولية بهولندا في جلسة الاستماع إلى طلب جنوب أفريقيا ـ رويترز. وتابع زيدان، إن محكمة العدل الدولية لها ثقل دولي، والمفروض أنها خارج إطار التأثيرات السياسية من أي دولة، رغم  أننا نعلم أن القضاة بطبيعة الأمر  كبشر يتأثرون بمزاجهم وتوجههم الشخصي، وكذلك موقف دولهم، ولكن هناك مستندات ووثائق قانونية لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها. وقال زيدان، إنه إذا صدر قرار وهو ملزم، ولم تنفذه إسرائيل، سيتم تحويله إلى مجلس الأمن، وفي هذه الحالة من الصعب أن تستخدم واشنطن الفيتو ضد قرار قضائي  لأنه سيسبب لها حرجا دوليا وداخل الولايات المتحدة نفسها، ومن الأهمية أن نذكر أن هذا القرار يمكن استخدامه في محاكم داخل الدول مثل بريطانيا، إذا تم رفع دعاوى قانونية لوقف تصدير وبيع أسلحة  لإسرائيل أو تقديم الدعم لها، وهذا ينسحب أيضا على محاكم أخرى داخل دول أوروبية تدعم إسرائيل، وعدم التزام هذه الدول بما يصدر من محاكمها وفقا لقرار محكمة العدل الدولية، فإن هذ يعني تأييدها ودعمها لجرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين.     ………………………………. شاهد | البث المباشر لقناة الغد