كشف موقع “بوليتيكو” الأميركي كواليس قرار الولايات المتحدة وحلفائها بشن ضربات على الحوثيين في اليمن، ليل الخميس الجمعة. وبحسب الموقع، فإن المناقشات استمرت لأيام، رغبةً من الرئيس الأميركي جو بايدن في استنفاد الخيارات الدبلوماسية، وسط انقسام بين إدارته ووزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بشأن الرد على هجمات الحوثي الملاحة الدولية. وفي الاجتماع الذي عقد صبيحة مطلع العام، بعد أن شنت مليشيا الحوثي هجوماً آخر على سفينة شحن دولية في البحر الأحمر، أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده حينئذ لمناقشة احتمالات الرد العسكري الأميركي على هذه الهجمات. ووجه بايدن فريقه إلى بذل المزيد من الجهد على الجبهة الدبلوماسية لإصدار قرار من الأمم المتحدة بإدانة الهجمات؛ وأمر البنتاغون بإعداد العدة لخيارات الرد العسكري على مليشيا الحوثي. وبعد نحو 10 أيام من الاجتماع، قرر بايدن شن ضربات واسعة النطاق على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن. وكانت الولايات المتحدة و13 دولة أخرى قد أصدرت بياناً في 3 يناير أنذرت فيه الحوثيين أنهم سيتحملون “العواقب” الكاملة لأية هجمات أخرى على السفن التجارية. وفي أعقاب الهجوم الذي شنته ميليشيا الحوثي بما يقرب من 20 من الطائرات المسيرة واللصواريخ الباليستية على سفن عسكرية أميركية، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن للأمن القومي إلى اجتماع آخر في ذلك اليوم. وعرضت على بايدن خيارات الرد العسكري على المليشيا الحوثية مرة أخرى. وقرر بايدن في نهاية الاجتماع أن الوقت قد حان للمضي قدماً في الرد. وأصدر تعليماته لوزير الدفاع لويد أوستن، الذي كان لا يزال يعمل من المستشفى، بتنفيذ الضربات. وقصفت طائرات مقاتلة أميركية وبريطانية، ومعها سفن حربية وغواصات أميركية، مواقع عسكرية للحوثيين في مناطق مختلفة في الأراضي اليمنية. وفي تعليقه على الهجوم الواسع، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: “إن الإجراء الدفاعي الذي اتخذناه اليوم يأتي في أعقاب حملة دبلوماسية واسعة النطاق، وهجمات متصاعدة للمتمردين الحوثيين على السفن التجارية (…) هذه الضربات المحددة إنما هي رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاؤنا لن يتساهلوا مع الهجمات على قواتنا، ولن يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في إحدى أكثر الطرق التجارية أهمية في العالم”. وقال مسؤولون أميركيون وبريطانيون إن الضربات كانت تهدف إلى تقليل المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.
مشاركة :