مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية تعود إلى الواجهة بحلة فنية جديدة

  • 1/13/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في خطوة تهدف إلى استعادة التأثير المهم للقوى الناعمة المصرية وحضورها على الساحتين العربية والدولية، تتجه مصر نحو جذب الشركات العالمية للإنتاج السينمائي للتصوير على أراضيها وترميم كلاسيكيات السينما المصرية بهدف إعادة الترويج لها وتحقيق مكاسب اقتصادية. القاهرة - نفضت جهات مسؤولة عن تنشيط القوى الناعمة المصرية الغبار الذي تراكم على مدينة الإنتاج الإعلامي التي تمتلك مقومات فنية لم يتم توظيفها بالشكل الأمثل خلال السنوات الماضية، وجرى إسناد منح كافة التصاريح الخاصة بتصوير الأفلام الأجنبية من خلالها عبر ما يعرف بـ”الشباك الواحد” ومساهمتها في ترميم الأفلام الطويلة عبر شراكات مع جهات خاصة والاستفادة من المعدات المتطورة للحفاظ على التراث. وتتولى مدينة الإنتاج الإعلامي، التي تكبدت خسائر فادحة في فترة سابقة قبل أن تتضاعف أرباحها مؤخرا، تقديم الخدمات الإنتاجية والفنية وتسويق الإنتاج الفني وخدمات التصوير الأجنبي داخل المدينة وخارجها، من خلال لجنة مصر للأفلام التابعة للشركة، والمسؤولة عن تقديم التراخيص والتصاريح اللازمة لتصوير الأفلام السينمائية الأجنبية في مصر، إلى جانب مجموعة من الخدمات الإعلامية نتيجة لامتلاكها وحدة التحكم الرئيسية في القمر الصناعي المصري نايل سات. ومنحت مدينة الإنتاج التي يرأسها الصحافي عبدالفتاح الجبالي العام المنقضي تصاريح لتصوير 33 عملا أجنبيا، بين أفلام ومسلسلات من 12 دولة داخل مصر، وستشهد الأيام المقبلة حضور شركات إنتاج عالمية لتصوير بعض أعمالها بعد إجرائها المعاينات في مناطق مختلفة. ماجدة موريس: نجاح هذه الخطوة يعيد مصر بلدا فنيا يستقطب أشهر الأفلام العالمية ماجدة موريس: نجاح هذه الخطوة يعيد مصر بلدا فنيا يستقطب أشهر الأفلام العالمية وبدت شركات إنتاج عالمية أكثر إقبالا على التصوير في المزارات السياحية في الأقصر وأسوان (جنوب مصر)، بعد أن قامت إدارة المدينة الإعلامية بتسهيل دخول وخروج طواقم الشركات في المطارات المصرية المختلفة، ومتابعة العمل لمعرفة تفاصيل المطلوب لمساعدة التصوير وعقد نقاشات لتوفير الطلبات الفنية اللازمة. وطوال السنوات الماضية عانت بعض الشركات الفنية الأجنبية الراغبة في تصوير أعمالها بمصر من تعقيد وبيروقراطية كبيرة جعلتها عازفة عن تصوير أعمال فنية عديدة في القاهرة واللجوء إلى دول عربية، مثل الأردن والمغرب والإمارات، والتي تقدم جميعها تسهيلات إدارية سخية تساعد على إنجاز المهام الفنية سريعا، وتكسب هذه الدول دعاية لأماكنها، والتي تراها شريحة كبيرة من الجمهور في العالم. وتسعى جهات مسؤولة عن صناعة الفن والدراما في مصر حاليا لحجز موقع وسط العواصم العربية التي استطاعت الاستفادة اقتصاديا وفنيًا من تقديم تسهيلات لتصوير الأفلام الأجنبية على أراضيها، بعد أن ظل هذا الملف على مدار العقدين الماضيين يحظى بممانعات أدت إلى تراجع دور مدينة الإنتاج الإعلامي، انعكس على القوى الناعمة بوجه عام، وهو ما يتم إصلاحه عبر التسويق لما تقدمه المدينة من خدمات فنية. وتعد مدينة الإنتاج الإعلامي التي تأسست عام 1997 شركة مساهمة مصرية تعمل بنظام المناطق الحرة العامة وتسهم فيها جهات حكومية عدة، بينها الهيئة الوطنية للإعلام، وبعض البنوك الحكومية، والشركة المصرية للمشروعات الاستثمارية. وتحتوي المدينة التي تقع في جنوب غرب القاهرة على نماذج مصغرة من المعالم والأماكن والأحياء والمباني والقصور المصرية الحقيقية، لتسهيل مهمة التصوير بها، وساعدت هذه المحاكاة في تقليل كلفة التصوير، وحوت مرافق المدينة صورة قريبة من مصر الكبرى. نسخ لأفلام جاهزة للترميم نسخ لأفلام جاهزة للترميم ويتفق البعض من النقاد على أن المهم في مسألة إعادة تنشيط المدينة أن تتوفر العوامل التي تساعد على نجاح جهودها، وفي مقدمتها الالتزام بإزالة العوائق أمام إتاحة تراخيص التصوير وتسهيل دخول الأطقم الفنية الأجنبية إلى البلاد، وتجهيز مناطق تصوير حديثة وتسويقها، وتقديم عوامل جذب تضمن الاتجاه إلى مصر. وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس إن “تصوير الأفلام الأجنبية على الأراضي المصرية مهمة تقع على عاتق جميع الهيئات الفنية، وكان من المفروض أن تحقق فيها القاهرة نجاحات كبيرة، لكن الأزمات التي تعترض شركات الإنتاج الأجنبية جعلت القاهرة في مرتبة متراجعة بين الدول العربية التي حققت نجاحا في هذا المجال، وسمح التأخر بإيجاد نماذج لمزارات مصرية وأماكن تاريخية تشكل عامل جذب للإنتاج الأجنبي للتوجه نحو دول أخرى أكثر تنظيما في هذه المسألة”. وأوضحت في تصريح لـ”العرب” أن مدينة الإنتاج الإعلامي تحت اختبار قدرتها على التخلص من البيروقراطية وعدم تحولها إلى مدخل للمزيد من الإجراءات المعقدة لأن تجربة الشباك الواحد لم تحقق نجاحا موازيا في مجالات أخرى، وفي النهاية واجه بعض المستثمرين مشكلات جمة، ويمنح نجاحها قدرة على استرداد الحق المصري كبلد له تاريخ عريق في الفن والأماكن السياحية، وأن الإمكانيات التي تمتلكها مدينة الإنتاج ضخمة للغاية، ولديها كافة الوسائل التي تضمن نجاح تصوير الأفلام. وانتهت لجنة مصر للأفلام بمدينة الإنتاج الإعلامي أخيرا من تصوير الفيلم القيرغيزستاني “الجنة تحت أقدام الأمهات” من إخراج رسلان أكان وإنتاج دولة قيرغيزستان وتنفيذ شركة الإنتاج المصرية “أكشن ستوديوز” للإنتاج الفني. سامح فتحي: ترميم كنوز السينما يروج للقوى الناعمة المصرية في العالم سامح فتحي: ترميم كنوز السينما يروج للقوى الناعمة المصرية في العالم وأطلقت الحكومة قبل خمس سنوات مشروعا لتأسيس لجنة مصر للأفلام مهمتها تسهيل مهمة تصوير الأفلام الأجنبية، لكنها خلال هذه الفترة لم يتم تفعيل عملها بشكل إيجابي سوى منذ نحو عام، واستغرق الأمر وقتًا في تعريف شركات الإنتاج العالمية بأماكن التصوير المصرية والتعريف بالإجراءات المطلوبة لعملية التصوير. وأشارت موريس لـ”العرب” إلى أن بعض المعدات التي تمتلكها مدينة الإنتاج تعرضت للتلف جراء إهمالها في السنوات الماضية، ما يجعل هناك شبهات لإهدار المال العام حال لم تتم الاستفادة منها، وستكون مطالبة بتوخي اليقظة، تتشارك فيها جهات عدة مع إدارة المدينة للتعريف بالإمكانيات والتسويق لها والدخول في مسارات تسهم في الارتقاء بالتراث الفني كوسيلة مهمة لجذب صناع السينما في العالم. وتعاقدت مدينة الإنتاج الإعلامي مؤخرا على ترميم مئة فيلم من الأفلام القديمة التي تمثل علامات في تاريخ السينما عبر نشاط مركز إحياء التراث السمعي والبصري التابع لمدينة الإنتاج. وبموجب العقد الذي تم توقيعه مع مؤسسة كنوز سينمائية (مستقلة) يقوم المركز بعمل نسخ رقمية من الأفلام السينمائية بتقنية “كي فور”، وإجراء عمليات ترميم رقمي وتصحيح الألوان التي تتم باستخدام مجموعة من الوسائل والأجهزة الحديثة. وأكد مدير مؤسسة كنوز سينمائية سامح فتحي أن أهمية خطوة الترميم تتمثل في اختيار أفلام مهمة من تاريخ السينما المصرية، فهناك عدد كبير من الأفلام جرى ترميمها ولم تحظ بأهمية تاريخية، ما دفع إلى شراء ملكية هذه الأفلام وإتاحتها “دي في دي” و”بلوري”، أي أسطوانات الشعاع الأزرق، وإتاحتها في السوق المصرية وإرسال نسخ إلى الولايات المتحدة عقب عملية الترميم ونشرها في دول حول العالم. وذكر في تصريح لـ”العرب” أن دور مدينة الإنتاج الإعلامي يتمثل في الاستفادة من إمكانياتها في عملية الترميم، وهي توفر ذلك بأسعار منخفضة مقارنة بعملية تطوير الأفلام القديمة في الخارج، كما أن أجهزتها متطورة وتستطيع تقديم نسخ مرممة جيدة. ولفت إلى أن عملية الترميم تسهم في التسويق للقوى الناعمة المصرية بوجه عام وتساعد على تحقيق هدف جذب شركات الإنتاج العالمية للتصوير في مصر، وبعد انتهاء عملية الترميم سوف يتم إرسال نسخ مترجمة إلى الخارج، تتضمن ملخصًا لأبرز أحداث الفيلم وأفضل مشاهده، وتعليقا من أحد النقاد أو صناع الأفلام للتعريف بالتاريخ الفني لمصر. وتتضمن الأفلام التي تخضع لعمليات التطوير قائمة طويلة من الأفلام التي تنتمي إلى مراحل مختلفة، أبرزها: “الفتوة”، “الأسطى حسن”، “النمرود”، “بداية ونهاية”، “سوق السلاح”، “جعلوني مجرما”، “ابن حميدو”، “رصيف نمرة 5″، “جوز مراتي”، “المجد”، “فتوات الحسينية”، “سواق الأتوبيس”، “الصعاليك”، “أرجوك أعطني هذا الدواء”، “بلا عودة”، “الهلفوت”، “قاع المدينة”، “عفاريت الإسفلت”، “السكرية”.

مشاركة :