تقرير إخباري: ضربات أمريكية بريطانية على أهداف للحوثيين في اليمن والجماعة تتوعد بالرد

  • 1/12/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في وقت مبكر من صباح اليوم (الجمعة) سلسلة ضربات على أهداف في صنعاء ومحافظات أخرى في اليمن خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، ردا على هجمات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر نفذها الحوثيون الذين توعدوا واشنطن ولندن بـ"دفع ثمن باهظ". وأسفرت الضربات الأمريكية البريطانية عن سقوط خمسة قتلى وستة جرحى من الحوثيين، ما دفعهم للتهديد بأن كل مصالح واشنطن ولندن أصبحت "أهدافاً مشروعة". -- ضربات دقيقة وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس أن الولايات المتحدة شنت مع حلفائها ضربات دقيقة استهدفت عددا من الأهداف التي يستخدمها الحوثيون في اليمن. وقال بايدن في بيان إن الضربات نُفذت بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، مضيفا أنها "رد مباشر على هجمات الحوثيين غير المسبوقة ضد السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر". وأردف الرئيس الأمريكي قائلا إن "الإجراء الدفاعي اليوم يأتي في أعقاب هذه الحملة الدبلوماسية المكثفة وهجمات المتمردين الحوثيين المتصاعدة ضد السفن التجارية". ونقلت شبكة ((سي أن أن)) عن مسؤول أمريكي في وقت سابق قوله إن الجيش الأمريكي استخدم طائرات مقاتلة وصواريخ توماهوك لضرب أكثر من 12 هدفا للحوثيين، بينها أنظمة رادارية ومواقع لتخزين وإطلاق المسيرات ومستودعات لتخزين وإطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. وحذرت الولايات المتحدة الجماعة المسلحة مرارا من استمرار الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية القاهرة الخميس إن الولايات المتحدة تريد "تجنب التصعيد"، ولكن إذا لم يوقف الحوثيون هجماتهم "فستكون هناك عواقب". وذكر بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول حليفة أن "القوات المسلحة التابعة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وبدعم من هولندا وكندا والبحرين وأستراليا قامت بتوجيه ضربات مشتركة بناء على الحق الأصيل في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة". وتابع البيان أن الضربات تأتي "ردا على هجمات الحوثيين غير المشروعة والخطيرة المزعزعة للاستقرار ضد السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، وبما فيها سفن الشحن التجارية". وشن الحوثيون ما يزيد عن 24 هجوما ضد السفن التجارية في البحر الأحمر منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي، وفق البيان. وأوضح البيان أن "هذه الضربات الدقيقة هدفت إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الدوليين في واحد من أكثر الممرات المائية الحيوية في العالم". -- تهديد ووعيد حوثي واستهدفت الضربات الأمريكية البريطانية قواعد ومواقع عسكرية مهمة للحوثيين بالعاصمة صنعاء ومحافظات أخرى. وطالت الضربات قاعدة الديلمي الجوية شمالي العاصمة صنعاء، ومعسكر كهلان شرقي مدينة صعدة معقل الحوثيين، ومحيط مطار الحديدة ومناطق في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة، وفي مديرية عبس بمحافظة حجة ومطار تعز، بحسب موقع ((26 سبتمبر)) الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة الحوثيين. وذكر سكان محليون في صنعاء ومحافظات أخرى لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن القصف تسبب بانفجارات ضخمة. ولاحقا، أعلنت جماعة الحوثي أن الضربات الأمريكية البريطانية شملت "73 غارة" وأسفرت عن مقتل خمسة من عناصرها وإصابة ستة آخرين، مؤكدة أن الهجوم "لن يمر دون رد أو عقاب". وقال الناطق العسكري باسم جماعة الحوثي العميد يحيى سريع في بيان اليوم "أقدم العدو الأمريكي البريطاني وفي إطار دعمه لاستمرار الإجرام الإسرائيلي في غزة على شن عدوان غاشم على الجمهورية اليمنية بثلاث وسبعين غارة استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة". وتابع سريع أن "الغارات أدت إلى ارتقاء خمسة شهداء وإصابة ستة آخرين من أبناء قواتنا المسلحة". وحمل الناطق الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا "كامل المسؤولية" عن الهجوم "الإجرامي"، مؤكدا أنه "لن يمر دون رد ودون عقاب". وشدد على أن قوات جماعة الحوثي "لن تتردد في استهداف مصادر التهديد وكافة الأهداف المعادية في البر والبحر دفاعا عن اليمن وسيادته واستقلاله". وجدد سريع التأكيد على الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أوِ المتجهة إلى إسرائيل من الملاحة في البحرين العربي والأحمر. وفي أعقاب الضربات الأمريكية البريطانية تعهدت جماعة الحوثي بمواصلة استهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، وتوعدت واشنطن ولندن بـ"دفع ثمن باهظ". وقال الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام في منشور على منصة ((إكس)) صباح اليوم "نؤكد أنه لا مبرر أبدا لهذا العدوان على اليمن فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة". بدوره، توعد نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بـ"دفع ثمن باهظ". وقال العزي في منشور على منصة ((إكس)) إن "بلادنا تعرضت لهجوم عدواني واسع من سفن وغواصات وطائرات حربية أمريكية وبريطانية، وبلاشك سيتعين على أمريكا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظا وتحمل كافة العواقب الوخيمة لهذا العدوان السافر". كما هدد المجلس السياسي الأعلى، وهو أعلى هيئة للحوثيين في بيان بثته وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي بأن "كل المصالح الأمريكية البريطانية أصبحت أهدافا مشروعة للقوات المسلحة ردا على عدوانهم المباشر والمعلن على الجمهورية اليمنية". وقال البيان إن "الرد اليمني مشروع في إطار الدفاع المقدس عن اليمن وسيادته واستقلاله وحرية قراره، وعلى الأمريكي والبريطاني عدم الاعتقاد بأنهما سيفلتان من عقاب قواتنا المسلحة". ويشن الحوثيون منذ نوفمبر الماضي عمليات عسكرية في البحر الأحمر تقول الجماعة إنها تستهدف سفنا إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل على خلفية الحرب المستمرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. والأربعاء أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ عملية عسكرية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ضد سفينة أمريكية في البحر الأحمر غربي اليمن، وقالت إن السفينة كانت تقدم الدعم لإسرائيل وإن الهجوم رد على قصف أمريكي لزوارق تابعة لها في البحر الأحمر. وفي نهاية ديسمبر الفائت أعلن الحوثيون مقتل وفقدان 10 من عناصرهم في هجوم أمريكي على زوارق في البحر الأحمر، وذلك أثناء تنفيذ القوات البحرية للجماعة عملية عسكرية ضد سفينة حاويات، وهدد الحوثيون مرارا بالرد على ذلك. وردا على عمليات الحوثيين، أصدرت الولايات المتحدة و11 دولة في مطلع يناير الجاري بيانا مشتركا أكد أن الحوثيين سيتحملون المسؤولية عن العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة. -- قلق وتنديد وأثار الهجوم الأمريكي البريطاني اليوم قلقا لدى دول بالمنطقة، بينها دول مشاطئة للبحر الأحمر، فيما نددت أطراف أخرى بالهجوم. وإثر الهجوم، أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم (الجمعة) أنها تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية في البحر الأحمر، داعية إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد". وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) اليوم "أن المملكة تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية". وتابعت أنه "إذ تؤكد المملكة على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع، لتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث". كما أعلن الأردن اليوم أنه يتابع بقلق تطورات الأوضاع في البحر الأحمر. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) اليوم "إن الأردن يتابع بقلق تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وانعكاسات ذلك على الأمن الإقليمي بشكل عام". وحذر الصفدي من أن إسرائيل تدفع المنطقة برمتها نحو المزيد من الصراع والتوتر والحروب من خلال الاستمرار في عدوانها الغاشم على غزة ومحاولة فتح جبهات جديدة وجر الغرب إليها لإطالة عمر رئيس الحكومة الإسرائيلية السياسي. فيما أدانت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم الغارات الجوية الأمريكية البريطانية على مدن يمنية، وما تمثله "تهديد للأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر والملاحة فيه". واعتبرت أن الهجوم "محاولة يائسة لحرف أنظار الرأي العام العالمي عمّا ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني". وفي السياق، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان اليوم "إننا إذ نؤكد وجوب الحفاظ على حرية الملاحة في المياه الدولية، فإننا ندين العدوان على اليمن وسيادته". وتابعت "نرى أن توسيع دائرة الاستهدافات لا يمثل حلا للمشكلة وإنما سيدفع لاتساع نطاق الحرب"، معتبرة أن الحل يكمن في أن يمارس مجلس الأمن الدولي مسؤولياته وأن يصدر قرارا يوقف فيه "الحرب العدوانية والوحشية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة". بدوره، أدان حزب الله اللبناني بشدة في بيان "العدوان الأمريكي البريطاني السافر" على اليمن، معتبرا أنه "يؤكد مرة جديدة أن أمريكا هي الشريك كامل الشراكة في المآسي والمجازر" الإسرائيلية في غزة والمنطقة. ويسيطر الحوثيون منذ أكثر من تسعة أعوام على العاصمة اليمنية صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني، بما في ذلك محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر والتي تضم ميناء الحديدة أكبر الموانئ اليمنية والشريان الرئيسي لإمدادات الواردات الأساسية في البلاد.

مشاركة :