غزة/ حسني نديم/ الأناضول أكد نازحون فلسطينيون، في أحاديث مع الأناضول، رفضهم لما قالوا إنها محاولات إسرائيل لتهجيرهم قسرا من غزة، ولو اضطروا للسكن في خيام فوق ركام منازلهم التي دمرها الجيش الإسرائيلي في حربه المستمرة على القطاع منذ مئة يوم. وقسرا، نزح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني، من أصل حوالي 2.4 مليون، من مناطقهم السكنية؛ تحت وطأة تهديدات الجيش الإسرائيلي باستهدافها أو بسبب عملياته العسكرية المدمرة. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة، خلّفت حتى السبت 23 ألفا و843 شهيدا و60 ألفا و317 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة. ونزح معظم هؤلاء من مدينة غزة والمحافظة الشمالية إلى الجنوب، كما يواصل مئات الفلسطينيين نزوحهم من المحافظة الوسطى ومدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث توجد عمليات عسكرية إسرائيلية برية وجوية مكثفة، إلى مدينة رفح في أقصى جنوبي القطاع. وقطاع غزة، البالغ مساحته حوالي 365 كيلومتر مربعا، من أكثر مناطق العالم من حيث الكثافة السكانية، ويعاني من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء اعتداءات متكررة وحصار إسرائيلي مستمر منذ 17 عاما، حين فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006. حياة صعبة للغاية الحاجة زينب حجاج نزحت من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة باتجاه مخيم النصيرات (وسط) قبل النزوح مرة أخرى إلى رفح. وبنبرة غاضبة، قالت الحاجة زينب لمراسل الأناضول: "إحنا لازم نرجع على بيوتنا أو في خيمة فوق منازلنا في حال دُمرت". وأكدت أنه "فوق أنقاض بيتنا أو على أرض البيت أفضل من البقاء هنا في رفح، هذه الحياة أصبحت صعبة للغاية.. إحنا شعب عاش عمره كاملا في حروب وظروف صعبة، لكننا صامدون فوق أرضنا". وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 61% من منازل القطاع سواء كليا أو جزئيا. وبصوت مرتفع، قاطعها زوجها هيثم حجاج بقوله: "نرفض سياسة التهجير، على الرغم من أننا نزحنا من حي الشجاعية مجبرين إلى مخيم النصيرات وبعد ذلك إلى رفح". وشدد حجاج، وهو بالقرب من الحدود الفلسطينية- المصرية، على أنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة بسبب القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية. واستدرك: "نحمد الله أننا حتى هذه اللحظة لا نزال على قيد الحياة، رغم صعوبة الأوضاع والنوم على التراب". ومنددا بممارسات الجيش الإسرائيلي، أردف أن "إسرائيل أعادتنا إلى زمن أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي بالعيش في الخيم وعلى الأرض والخَبز على فرن الطينة وعيش الحياة البدائية". واستطرد: "أجدادنا كانوا يحدثونا عن حياتهم الصعبة، نحن عشناها واقعا في هذه الحرب، ولم يبقى إلا امتطاء الجمال، حتى أن الحصول على المياه أصبح عملية معقدة للغاية". حجاج أعرب عن أمله في "وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والعودة إلى حياتنا الطبيعية كباقي العالم، وأن نعود إلى بيوتنا حتى، وإن كان في خيام فوق ركامها". "أريد العودة إلى منزلي" ولا يختلف الأمر بالنسبة للنازحة "أم أحمد النجار"، وهي أيضا من مدينة غزة وتعيش حاليا في رفح، إذ قالت: "بعد تهجيرنا من غزة خلال العدوان، ارفض سياسة التهجير". وخلال تواجدها في السوق لتشتري ما قد تجده أو تستطيعه، أضافت لمراسل الأناضول: "أريد العودة إلى منزلي في منطقة المخابرات (شمال غربي مدينة غزة)، فلا أستطيع العيش هنا". وتابعت: "أفتقد عائلتي وأهلي وأصدقائي وجيراني هناك.. بدنا نرجع على غزة أرض العزة والشموخ، هذه الأرض التي ولدت فيها وترعرعت عليها وقضيت أجمل أيام عمري وولد فيها أولادي وأحفادي". "أم أحمد" شددت على أن أبناء غزة سيعيدون إعمار ما دمره الجيش الإسرائيلي من مبانٍ سكنية وبنية تحتية. وفي 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، إنه يشعر "بقلق عميق" بسبب تصريحات وزراء إسرائيليين بشأن "خطط لتشجيع النقل الجماعي" للفلسطينيين من غزة إلى دول ثالثة. وأضاف غريفيث، في إفادة لمجلس الأمن الدولي: "إذ لم نتحرك، ستصبح هذه ندبة على جبين إنسانيتنا لا يمكن محوها.. أكرر دعوتي لهذا المجلس لاتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء هذه الحرب". كما عبّرت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، عن رفض واشنطن (الداعمة لتل أبيب في الحرب) لتصريحات بعض الوزراء والنواب الإسرائيليين التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين خارج غزة. وأكد ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، خلال قمة العقبة في 10 يناير الجاري، "تصديهم لأي خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :