استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، في مقر الإمارة بجدة, أصحاب الفضيلة مفوضي الإفتاء ومديري عموم رئاسة البحوث العلمية والإفتاء المشاركين في مبادرة “أخذ الفتوى” من مصادرها المعتمدة بمناسبة تدشين المبادرة التي تنظمها الرئاسة، وأطلقها نيابة عن صاحب السمو الأمير سعود بن جلوي محافظ جدة, برعاية سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ. وألقى مدير عام الإدارة العامة للفتوى الشيخ وليد السعدون كلمة سماحة مفتي عام المملكة قال خلالها: إن من مقاصد الشريعة التي جاء الإسلام بها، حفظ الضروريات الـ5، وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، فالإسلام عقيدة وعبادة، وشريعة كاملة تشمل جميع العبادات والمعاملات والجنايات والجزاءات، وعلاقة الدولة بالفرد والمجتمع وعلاقة الدولة المسلمة بغيرها من الدول والأمم الأخرى، قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا )، والأمة المسلمة في حاجة للعلم والعلماء، لإقامة الدين والمحافظة عليه جلبًا للمصلحة ودفعًا للمفسدة، وحفظًا للضروريات التي جاء الشرع بالمحافظة عليها، والفتوى من وراء ذلك تسدده وتؤيده. وأضاف: أن مقام الإفتاء شأنه عظيم، وقدره رفيع وتبليغٌ عن رب العالمين، قال جل وعلا : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هُذَا حَلْالٌ وَهُذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ )، وكما أن المفتي قائم مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو خليفته ووارثه في تبليغ دين الإسلام وتبيين أحكامه، وتطبيق شرعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمَا وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) . فمتى كانت الفتوى على وفق النهج الصحيح، ملتزمةً كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، جاريةً على سنن الاستنباط السليم على طريقة السلف الصالح، كان لها الأثر الإيجابي في محافظة المجتمع المسلم على هويته ولا يزال العلماء الربانيون الملتزمون بالنهج القويم يسددون مسيرة الأمة ويصححون ما عسى أن يقع فيها من انحرافات تبعاً لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وسلف هذه الأمة. وتابع: حذر العلماء من التساهل في الفتوى على غير سنن الشرع ، وحذروا من المفتي الذي يفتي بهواه، وما ذلك إلا ضرر وخطره على الفرد والمجتمع ، وكم في الأمة اليوم ممن يسعى بفتاواه الخارجة عن منهج الوسطية إلى إخراج الأمة من تميزها والتزامها بدينها علم ذلك أم لم يعلمه، كحال فتاوى الغلو ممن يكفرون مجتمعات المسلمين، أو ينشرون البدع فيها ، ولقد قيض الله تعالى لهذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية قيادة حكيمة وحكومة رشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – ، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -، فقد حظيت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ممثلة في هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للفتوى بكل دعم وعناية من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بشأن الفتوى والمفتين، فقد صدر الأمر السامي في تاريخ 13 /01/ 1444هـ بشأن تنظيم ما يتعلق بالفتوى والمفتين ، وذلك حفظاً لكيان هذا العلم، وألا يتصدر أمر الفتيا إلا من توافرت فيه الشروط، وتمت إجازته من الجهات المختصة, وأن يقطع الطريق على كل من تسول له نفسه بتصدر الفتيا دون علم وبصيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكُ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا». وفي ختام الحفل تسلم سموه درعاً تذكارياً من سماحة المفتي بهذه المناسبة.
مشاركة :