صنعاء – الوكالات: استهدفت ضربات أمريكية جديدة فجر أمس قاعدة للمليشيا الحوثية في صنعاء، غداة ضربات شنّتها واشنطن ولندن على مواقع عسكرية للحوثيين ردًا على هجماتهم في البحر الأحمر. وذكرت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان أن «القوات الأمريكية نفذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن» نحو الساعة 3,45 صباحا بالتوقيت المحلي أمس السبت (00,45 ت ج). وتأتي هذه الضربات لليلة الثانية على التوالي في أعقاب أسابيع استهدف خلالها الحوثيّون سفنًا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد عدوانا اسرائيليا منذ السابع من أكتوبر. ونشرت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا بوارج في البحر الأحمر وشكلت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية. ووجّهت واشنطن ولندن تحذيرات متكررة للحوثيين من «عواقب» ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن، قبل شنّهما فجر الجمعة ضربات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في مناطق عدة في اليمن تخضع لسيطرتهم. وحذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة من «إجراءات مباشرة» أخرى لضمان حرية الحركة للتجارة الدولية «عند الحاجة». وليل الجمعة السبت، أكد جنرال أمريكي أن الحوثيين أطلقوا صاروخًا بالستيا مضادًا للسفن فيما اعتبره «ردا انتقاميا»، لكنّه لم يُصب أي سفينة. وتحدث الجيش الأمريكي عن استهداف 30 موقعًا عسكريًا بـ 150 ضربة فجر الجمعة. وتحدث بايدن عن «ضربات ناجحة ضدّ عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون لتعريض حرّية الملاحة للخطر» في «ردّ مباشر» على هجمات الحوثيين على السفن. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت «ضروريّة» و«متناسبة» و«دفاعًا عن النفس». وقال حلف شمال الأطلسي إنها ضربات «دفاعية وتهدف إلى المحافظة على حرية الملاحة». وأعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس عن «قلقه» إزاء التطوّرات الأخيرة في اليمن، داعيًا الأطراف المعنية إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتقديم المسارات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية» وإلى «وقف التصعيد». وتثير الضربات على اليمن مخاوف من توسّع رقعة النزاع في قطاع غزة. وارتفعت أسعار النفط الجمعة بنسبة 4% على خلفية مخاوف من تصعيد قبل أن تتراجع.
مشاركة :