وأفاد موقع "أنصار الله"، التسمية الرسمية للحوثيين، عن "غارات جوية لطيران العدوان الأميركي البريطاني على الحديدة". ونقل الموقع عن مصدر أمني قوله إن "طيران العدوان استهدف جبل جدع بمديرية اللحية" في محافظة الحديدة. وأضاف أن "طيران العدوان الحربي والتجسسي حلّق بكثافة في سماء محافظة الحديدة". وقال مصدر عسكري موالٍ للحوثيين لوكالة فرانس برس إن القصف الجوي تسبب بـ"تدمير منصة صاروخية للحوثيين في جبل جدع". إلا أنّ مسؤولًا عسكريا أميركيًا رفض الكشف عن اسمه قال لفرانس برس: "لم تنفذ اليوم (الأحد) أي ضربة أميركية أو للتحالف". وفي اليومين الأخيرين، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا سلسلة ضربات على مواقع عسكرية عدة في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، ردًا على هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر. وفجر الجمعة شنّت القوات الأميركية والبريطانية عشرات الغارات على مواقع عسكرية عديدة تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة. وفجر السبت، استهدفت الولايات المتحدة مجدّدًا قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب "موقع رادار في اليمن". وتأتي الضربات ردًا على هجمات نفّذها الحوثيون في الأسابيع الماضية واستهدفت سفنًا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ودفع ذلك دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا إلى نشر بوارج في البحر الأحمر. وشكلت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية. مواصلة استهداف السفن بعد ظهر السبت، أفاد مصدران أمني وعسكري في صفوف الحوثيين عن ضربة استهدفت موقعًا على أطراف الحديدة كان قد أطلق منه الحوثيون صاروخًا نحو البحر الأحمر. لكنّ مسؤولًا عسكريًا أميركيًا أكد لوكالة فرانس برس السبت أن هذه الضربة ليست أميركية. وبعد إعلانهم الأحد تعرضهم لضربات جديدة، جدّد الحوثيون تأكيدهم أن ذلك لن يوقفهم عن استهداف السفن. وكتب الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام على منصّة "إكس" إن "الإجراءات العدائية من قبل أميركا ضد اليمن لن تمنع القوات المسلحة عن مواصلة تنفيذ التزامها الديني والإنساني والأخلاقي الداعم للشعب الفلسطيني... بالاستمرار في استهداف السفن التابعة لكيان العدو والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة". وسبق أن توعّد الحوثيون بالردّ على الضربات الغربية مؤكدين أن المصالح الأميركية والبريطانية باتت "أهدافًا مشروعة". خطر تصعيد وكانت واشنطن ولندن قد وجهتا تحذيرات متكررة للحوثيين من "عواقب" ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن. وتثير الضربات على اليمن مخاوف من توسّع رقعة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة التي دخلت يومها المئة الأحد. لكنّ البيت الأبيض أكد الجمعة أن واشنطن "لا تسعى إلى نزاع مع إيران" التي تقود ما يسمى "محور المقاومة" ويُعتبر الحوثيون جزءًا منه إلى جانب حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وحركتَي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. وتقدّم الجمهورية الإسلامية الدعم السياسي للحوثيين لكنّها تنفي تقديمها دعمًا عسكريًا لهم. والأحد شُيّع عناصر حوثيون قتلوا في الضربات الأميركية والبريطانية الأولى قبل يومين. وتظاهر مئات آلاف اليمنيين الجمعة في العاصمة صنعاء تنديدًا بالضربات وتضامنًا مع الفلسطينيين، ملوحين بأعلام يمنية وفلسطينية.
مشاركة :