إلى أي حد يمكنك رفع درجة الصوت عبر سماعات الرأس؟ لا تتحمَّس لذلك كثيرًا، فإنَّ تسليط الأصوات الصاخبة على الأذن من خلال سماعات الرأس، يُنذِر بضعف السمع عاجلاً أو آجلاً؛ إذ تُصبِح الخلايا الشعرية التي تهتز لإيصال الصوت إلى الدماغ، مُعرَّضة للتلف، وربّما قد تتلف بلا أي سبيل لاستعادتها مجددًا، فكيف تستخدم سماعات الرأس دون أن تضر سمعك؟ يُعدّ فقدان السمع الناجم عن الضوضاء ثاني أكثر أنواع فقدان السمع العصبي الحسي شيوعًا، بعد فقدان السمع المُصاحب لتقدُّم العمر. أشار موقع "medicalnewstoday" إلى دراسةٍ نٌشرت في 2022 بأنّه 80% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 13 - 18 عامًا يستخدمون سماعات الرأس للاستماع إلى الموسيقى لمدة 1 - 3 ساعات يوميًا. والاستماع إلى ضوضاء صاخبة لفتراتٍ طويلة مثل هذه، كفيل بإضعاف السمع بكل تأكيد؛ إذ قد يتضرَّر العصب السمعي، والخلايا الشعرية، وكذلك الأذن الداخلية. وحسب دراسةٍ عام 2021، فإنَّ ما يقرب من 1.7% من الناس حول العالم يُعانُون فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، كما أفادت ذات الدراسة بأنَّ الذين يستخدمون سماعات الرأس، هم بالفعل في بيئة صاخبة، تجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بفقدان السمع 4.5 ضعف. بل أشار خبراء الصحة إلى أنَّ إبقاء الصوت في مستوى متوسط عند السماع عبر سماعات الرأس، قد يُضعِف السمع بمرور الوقت، فليست الضوضاء فقط هي المُؤثِّر في السمع، بل كذلك مدّة التعرّض للصوت المرتفع. لم تُخلَق أذن الإنسان لتستمع إلى الأصوات الصاخبة أو الضوضاء، وفي الطبيعة نادرًا ما تُصادِف أصواتًا صاخبة، بل هي غالبًا أصوات هادئة ورقيقة عكس طابع الحياة المدنية المعاصرة المليء بالضجيج المتواصل. لذا عند دخول أصوات صاخبة من خلال سماعات الرأس أو سماعات الأذن باستمرار، قد يضعف السمع، حيث يمر الصوت عبر الأذن وصولاً إلى طبلة الأذن، ثُمَّ تهتز الخلايا الشعرية الدقيقة في الأذن الداخلية، ما يُوصل إلى الدماغ الصوت المسموع. ويُؤدِّي حركة هذه الخلايا الشعرية بطرق مختلفة - حسب الصوت المسموع - إلى إنتاج أصوت مختلفة تصل إلى الدماغ، ومع الأسف فإنَّ الموسيقى الصاخبة أو الأصوات المرتفعة تزيد قوة هذه الاهتزازات، فإذا كانت الاهتزازات شديدة جدًا لفترة طويلة، فإنّ هذه الخلايا لا تتحمّل وتتوقَّف عن العمل بشكل صحيح كما اعتادت في السابق. وبناءً على درجة الصوت التي تستمع إليها باستمرار، قد تتضرَّر الأذن بطريقتين: الخلايا الشعرية خلايا دقيقة وهشّة للغاية، وعندما تهتز تبعث إشارات عصبية إلى الدماغ بما سُمع، لكن تلفها قد لا يحدث فجأة أو في مرة واحدة، بل بنمطٍ تراكمي وببطء بمرور الوقت، فليس الخطر في مجرد سماع الأصوات الصاخبة عبر سماعات الأذن، وإنَّما أيضًا في الاستمرار على ذلك أوقات طويلة. اقرأ أيضًا:لماذا يتوجب عليك تنظيف سماعات الأذن؟ وما أضرار كثرة استخدامها؟ للأسف لا يُمكِن التخلّص من الضرر الذي لحق بالأذن الداخلية والخلايا الشعرية، فبمجرد أن يصل التلف الواقع على الخلايا الشعرية درجة لا تستطيع معها إصلاح نفسها، فإنَّها تظل هكذا بقية حياتك. ثمّة علامات تحذيرية لضعف السمع ينبغي التنبّه إليها إن كُنتَ من مُستخدمِي سماعات الرأس على الدوام ومن بينها: ذكر موقع "healthline" بعض الطرق الفعّالة في الوقاية من ضعف السمع مع ارتداء سماعات الرأس، مثل: يُعدّ سماع الأصوات حتى 70 ديسيبل، ولو لفترة طويلة، غير مُسبِّب لضعف السمع على الأرجح، لكنّ التعرّض لأصوات تصل إلى 85 ديسيبل أو أكثر، تُنذِر بالمعاناة من ضعف السمع، خاصةً مع التعرّض لها فترات طويلة. ومن السهل قياس 75 ديسيبل دون أدوات، فعند الاضطرار إلى رفع صوتك كي يسمعك من تُحادِثه في ظل ضوضاء محيطة، فهذا يعني أنّها تتجاوز 75 ديسيبل. اقرأ أيضًا:أفضل سماعات Bose لعزل الضوضاء وممارسة الرياضة ثمّة بعض التطبيقات على الهواتف الذكية التي تُساعدك في تحديد درجة السمع ومتابعتها باستمرار، فهذه التطبيقات تساعدك في عدم سماع أصوات صاخبة لأوقات طويلة عبر سماعات الرأس، ما يّحفظ سمعك من الضرر. لضعف السمع علامات؛ أهمها صعوبة السمع في البيئات الصاخبة، أو عدم فهم ما يقوله الناس رغم سماعهم. كذلك طنين الأذن من العلامات المبكرة لضعف السمع والمُحذّرة أيضًا من إمكانية أن يتضرّر أكثر من ذلك ما لم يُقلِع الإنسان عن سماع الأصوات الصاخبة، فهذه العلامات تُساعِد في منع تدهور الأذن، والحفاظ على الأذن الداخلية والخلايا الشعرية. تتأكَّد الحاجة إلى ذلك مع التعرّض للأصوات الصاخبة باستمرار، أو حتى مع تجاوز سن 50 عامًا، ويُفضَّل زيارة الطبيب مباشرةً مع الشعور بضعف السمع أو طنين الأذن دون تأخير. قاعدة بسيطة تحد من التلف الواقع على السمع مع استخدام سماعات الرأس، والفكرة أن يكون حجم صوت مُشغّل الموسيقى 60% لمدة 60 دقيقة، ثُمّ أخذ راحة، فهذا يُقلِّل فرص تلف السمع بشكلٍ كبير.
مشاركة :