واشنطن - تجري واشنطن مع مسؤولين إسرائيليين تنفيذ "هجمات أقل كثافة" على قطاع غزة وفق ما كشف منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للاتصالات بالبيت الأبيض جون كيربي وفي خضم انتقادات دولية للحرب الإسرائيلية في غزة والتي أدت لمقنل اكثر من 24 الف فلسطيني وجرح عشرات الالاف الاخرين. وأضاف كيربي في تصريحات متلفزة على قناة سي بي سي" الاثنين، أن التوقيت مناسب الآن للانتقال إلى مرحلة الهجمات الأقل كثافة في غزة موضحا أن المسؤولين الأميركيين يجرون مباحثات مع نظرائهم الإسرائيليين لتنفيذ هذا النوع من الهجمات. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الاثنين "24 ألفا و100 شهيد و60 ألفا و834 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة. ورغم هذه الدعوات والضغوط الأميركية قصفت القوات الإسرائيلية أهدافا في جنوب وشمال ووسط قطاع غزة اليوم الاثنين قبل إعلان متوقع من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عن مصير ثلاثة رهائن إسرائيليين لديها ظهروا في مقطع مصور مطلع الأسبوع. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن 12 فلسطينيا قتلوا وأصيب آخرون في ضربة جوية شنتها إسرائيل الليلة الماضية على منزل في مدينة غزة بشمال القطاع، بينما تصاعدت أعمدة الدخان فوق مدينة خان يونس التي قصفتها الدبابات الإسرائيلية في جنوب غزة. وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) التابعة لحماس بوقوع اشتباكات عنيفة بين مسلحي حماس والقوات الإسرائيلية في خان يونس، كما وردت أنباء عن قصف مدفعي إسرائيلي بالقرب من مخيمي البريج والمغازي للاجئين في وسط غزة. وفي مخيم النصيرات للاجئين، عرضت الصحفية دعاء الباز لقطات عما كان في السابق الشارع الذي تعيش فيه. وقالت وهي تقف أمام أكوام من الأنقاض "الحي بأكمله تم تدميره، لم يتبق منزل واحد لم يتم تدميره" مضيفة بصوت مرتعش "قتلوا كل أحلامنا هنا. هذا منزلي حيث تربيت وكبرت وأمضيت كل أيام طفولتي". وقال سكان إن الاتصالات في أنحاء قطاع غزة الساحلي الضيق لا تزال مقطوعة لليوم الرابع على التوالي. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه قتل مسلحين فلسطينيين اثنين في غارة جوية على مركبة كانت تنقل أسلحة في جنوب خان يونس، كما أغار على مركز قيادة لحماس في المدينة وهاجم مستودعين للأسلحة. والرهائن الثلاثة من ضمن 240 آخرين احتجزتهم حماس في هجومها المباغت عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن أكثر من 1200 شخص قتلوا في هجوم حماس الذي ردت عليه بهجوم جوي وبري على مدى مئة يوم حول مناطق كثيرة من القطاع إلى ركام وأودى بحياة 24100 شخص تقريبا وإصابة 61 ألفا، وفقا لوزارة الصحة في غزة. وصرح مسؤولو الصحة بأن 132 شخصا قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مما يوحي للفلسطينيين بأن إسرائيل لم تخفف من شدة هجومها إلا قليلا رغم إعلانها التحول إلى مرحلة جديدة أكثر استهدافا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيقوم بعمليات أكثر استهدافا ضد قادة حماس ومواقعها في الجنوب بعد هجوم أولي شامل ركز على إخلاء الطرف الشمالي من القطاع المكتظ بالسكان. ولا يزال يعيش حوالي مليوني نازح في خيام وغيرها من أماكن الإقامة المؤقتة في ظل القتال الدائر في الجنوب وتعرض القطاع لخطر المجاعة وتفشي الأمراض بسبب النقص المزمن في الغذاء والدواء والوقود. وجددت وكالات تابعة للأمم المتحدة اليوم الاثنين مناشدتها بوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية. وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "نحتاج إلى توصيل آمن بدون عوائق للمساعدات وإلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية من أجل منع وقوع المزيد من القتلى والمعاناة"، مضيفا أن الجوع سيلحق المزيد من الضرر بالمرضى ويجعل الوضع البشع بالفعل كارثيا".
مشاركة :