بدأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بتنفيذ برنامج إغاثي، لتعزيز استجابتها تجاه الأوضاع الإنسانية في ليبيا، يتضمن تسيير جسر جوي يتكون من تسع طائرات تغادر تباعاً إلى مدينة بنغازي الليبية، على متنها أكثر من 300 طن من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، والاحتياجات الإنسانية الأخرى، لمساندة الشعب الليبي الشقيق، والوقوف بجانبه في ظروفه الراهنة. وأكّد الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، الدكتور محمد عتيق الفلاحي، خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس، أن توجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ودعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية على الساحة الليبية، وتعزيز قدرة المتأثرين من الأحداث هناك على مواجهة تداعياتها، التي أرهقت كاهل الشعب الليبي، وأدت إلى تردي الخدمات الأساسية بصورة كبيرة. توفير الاحتياجات المعيشية يأتي برنامج المساعدات امتداداً لمبادرات الإمارات الإنسانية، منذ اندلاع الأزمة الليبية قبل سنوات عدة، حيث بدأت هيئة الهلال الأحمر جهودها برعاية وإيواء اللاجئين، الذين تدفقوا على تونس في ذروة الأحداث، فأنشأت الهيئة مخيمين للاجئين على الحدود الليبية - التونسية، أحدهما في ذهبية، والآخر في رأس جدير، وأدارت الهيئة تلك المخيمات بكفاءة عالية واقتدار، ووفرت سبل الراحة والاحتياجات المعيشية والصحية والتعليمية والخدمية لعشرات الآلاف من اللاجئين، الذين وجدوا الرعاية والعناية من فريق الهلال الأحمر، الذي أشرف على تسيير العمل بتلك المخيمات. وقال الفلاحي إن الهيئة مقبلة على مرحلة جديدة من العمل والحركة على الساحة الليبية، من أجل إحداث الفرق المطلوب في جهود الإغاثة الإنسانية في عدد من المحافظات الليبية الأكثر تأثراً بالأزمة الراهنة، مؤكّداً أن توجيهات القيادة تأتي انطلاقاً من الوشائج القوية بين الشعبين الشقيقين الإماراتي والليبي، ودعماً لجسور التواصل والتلاقي بين البلدين، وتجسيداً لنهج الدولة الدائم في مساندة الأشقاء والأصدقاء في الشدائد والمحن، كما تنم عن متابعة لصيقة لتطوّرات الأوضاع الإنسانية في ليبيا. وقال إن التوجيهات جاءت في وقت أحوّج ما تكون له الساحة الليبية، من دعم ومساندة ومؤازرة للمتأثرين من تلك الظروف الطارئة على الشعب الليبي. وأضاف أن الهيئة شرعت في تنفيذ توجيهات رئيس الدولة، وأكملت استعداداتها لتنفيذ برنامج إنساني يلبي تطلعات قيادة الدولة، التي تفاعلت بصورة كبيرة مع الأوضاع الإنسانية في ليبيا، مشيراً إلى أن الهيئة أكملت ترتيباتها لتقديم مساعدات إنسانية، تعزّز جهودها الإغاثية، التي بدأت منذ اندلاع الأزمة، وتراعي احتياجات المنكوبين الأساسية من غذاء ودواء وأساسيات الحياة. وأوضح أن هذه المرحلة من البرنامج الإغاثي، تتضمن تسيير تسع طائرات تباعاً إلى ليبيا، غادرت أولها أول من أمس، متجهة إلى مدينة بنغازي الليبية. ورداً على سؤال لـالإمارات اليوم، حول إجراء الهيئة لمسح ميداني في الأراضي الليبية، للوقوف على مدى الاحتياجات الإغاثية الملحة للشعب الليبي، قال الفلاحي: أجرينا مسوحات ميدانية عدة، عبر مكتبنا وموظفينا، وبعض شركائنا في ليبيا، لرصد وضع واحتياجات الليبيين داخل الأراضي الليبية، بل وفي الدول المجاورة، مؤكّداً أن دولة الإمارات لن تتخلى في أي يوم عن الملف الإنساني في ليبيا. وأضاف أن الإمارات مستعدة دوماً لتقديم كل أشكال الدعم للأشقاء في ليبيا، لأن العلاقات التي تربط الشعبين الإماراتي والليبي كبيرة، وما نقدمه ليس بمساعدات، وإنما هو واجب من شقيق تجاه شقيقه، مجدداً استعداد الهيئة التام للتعاون مع كل المنظمات الإقليمية والمحلية والدولية، للمشاركة في تقديم كل أوجه الدعم للشعب الليبي. وأوضح الفلاحي أن هناك تنسيقاً كاملاً بين الهيئة والجهات الأمنية في الأراضي الليبية، لاسيما أن الهيئة لن تقبل على تنفيذ هذا البرنامج، إلّا بعد أن تأكدت من سلامة وتأمين وصول هذه المساعدات لمستحقيها، حسبما قال، مشيراً إلى أن أولى مراحل البرنامج الإغاثي ستنطلق من بني غازي. ويشار إلى أن الهيئة سيّرت في تلك الفترة جسراً جوياً لإيصال الإمدادات الغذائية والإيوائية للمتأثرين، كما لم تغفل تعزيز قدرات المؤسسات الصحية الليبية، التي وجدت نفسها أمام تحديات إنسانية وصحية كبيرة، نتيجة كثرة الإصابات، وازدياد المراجعين في ظل ضعف الإمكانات ونقص المواد والمعدات الطبية، فقامت بتجهيز مستشفى سبها، ودعم قدراته الطبية واللوجستية، من خلال توفير الأدوية وسيارات الإسعاف والمستلزمات الأخرى، وفي مجال التعليم وفرت الهيئة المعينات الدراسية والمستلزمات التعليمية لعدد من المدارس، ما أسهم كثيراً في دعم العملية التعليمية، التي كادت أن تتعثر بسبب الأحداث.
مشاركة :