في عالم الأعمال، تكون البدايات مليئة بالتحديات والمخاطر، وهناك أخطاء شائعة قد تؤدي إلى فشل المشاريع التجارية الناشئة، ولذلك أحاول أن أستعرض بحكم خبرتي في مجال التجارة الأخطاء السبعة الأكثر شيوعا التي تواجه رياديي الأعمال في المملكة العربية السعودية وخارجها: أولا: التوسع السريع جدا، ذلك أن العديد من أصحاب المشاريع يقعون في فخ التوسع المبكر، مما يؤدي إلى إهمال العناصر الأساسية مثل التدفقات المالية اللازمة، وإدارة الموارد، وأن يقف المشروع على رجليه كما نقول باللهجة الدارجة. ثانيا: عندما يتمحور فريق العمل حول شخص واحد فقط، ويكون هو الفرد الأوحد أو الآمر الناهي. وهذه مسألة مهمة جدا، فالكثير من رواد الأعمال يغفلون عن أهمية العمل الجماعي وتوزيع المهام على متخصصين، مما يؤدي إلى إرهاقهم وعدم فعالية الإدارة. ثالثا: ضعف التسويق، فذلك يؤدي إلى فشل نصف المشاريع الناشئة تقريبا، حيث يفشل أصحاب الأعمال في الوصول إلى جمهورهم المستهدف وفهم احتياجاتهم. فكيف تنتج وتقدم خدمات ومازال لديك ضعف في التسويق. مثل من لديه بضاعة مميزة في شاحنة ولم يصل بها حتى الآن إلى وجهته أو زبائنه. رابعا: فقدان التركيز على العميل، ذلك أن العديد من المشاريع لا يكتب لها النجاح عندما تفقد التركيز على احتياجات ورغبات العملاء، مما يؤدي إلى تقديم منتجات وخدمات لا تلبي توقعاتهم. فما فائدة أن أقدم منتجات تعجبني أنا كريادية أعمال لكنها لا تلق أي قبول عند المشتري أو العميل. خامسا: عدم كفاية رأس المال، فذلك يؤدي إلى عدم التخطيط المالي السليم وتقدير التكاليف الأمر الذي يزيد احتمالية فشل العديد من المشاريع الناشئة، نظرا لعدم القدرة على تغطية النفقات غير المتوقعة. مثل من يزود مركبته بنصف الوقود المطلوب ثم تتوقف به في عرض الشارع! فلا هو أدرك وجهته ولا هو استفادة من وقوده. سادسا: اختيار الموقع، فيمكن أن تسأل نفسك السؤال التالي، ما فائدة أن يفتتح ريادي أعمال مشروعه في موقع بعيد أو لا يتناسب مع طبيعة نشاطه. يعتبر اختيار موقع غير مناسب للمشروع من الأخطاء الشائعة بل الفادحة التي تظلم المشروع وتؤثر سلبا على نجاحه، حيث يجب أن يتوافق الموقع مع طبيعة «البزنس» واحتياجات العملاء. فكيف افتتح مشروع أطفال أو منتجات فاخرة في منطقة كراجات بحجة الإيجار الزهيد ووهم أن التسويق سوف يعوضني! سابعا: الارتباك والاختيار الخاطئ، ذلك أن اتخاذ قرارات غير مدروسة والتسرع في الاستثمار أو التوسع كلها عوامل تؤدي إلى تعقيدات قد تفضي إلى فشل المشروع برمته. من الضروري أن يكون صاحب المشروع حريصا على دراسة السوق وتقديم منتج أو خدمة تلبي الاحتياجات الفعلية للعملاء. وعليه فإنه لزيادة فرص نجاح المشاريع التجارية الناشئة، ينبغي التركيز على التخطيط السليم، وبناء فريق متخصص، وتطوير استراتيجيات تسويق فعالة. ولا يجب أن نغفل أهمية الاهتمام بالعملاء، والتخطيط المالي الدقيق، واختيار الموقع المناسب، وتجنب القرارات العشوائية، وذلك لتحقيق الاستدامة في ميادين التنافس.
مشاركة :