التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حيث أعرب الجانبان خلال اللقاء عن اعتزامهما تعزيز التعاون العملي الصيني-العربي. وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن التوافق المهم الذي تم التوصل إليه بين الزعيم الصيني والزعماء العرب في القمة الصينية العربية الأولى قد وجَّه العلاقات الصينية-العربية إلى أفضل حقبة في تاريخها. وأوضح وانغ أنه على مدار أكثر من عام منذ انعقاد القمة، بذل الجانبان جهودا قوية ونشطة لتنفيذ نتائج القمة، وعملا على تمكين تعاون الحزام والطريق من أن يشمل بشكل كامل 22 دولة من أعضاء جامعة الدول العربية، وعقدا منتدى تنمية الشباب الصيني العربي الأول والتبادلات الصينية العربية الأولى حول حقوق الإنسان. وأشار وانغ إلى أن الجامعة العربية أصبحت أول منظمة إقليمية توقع بيانا مشتركا مع الصين يهدف إلى تعزيز تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، مضيفا أن الصين عازمة على العمل مع الجانب العربي للدفع نحو تحقيق تقدم جديد في التعاون العملي الصيني-العربي. وقال إن العام الجاري يوافق الذكرى السنوية الـ20 لإقامة منتدى التعاون الصيني-العربي، مضيفا أنه على مدار العقدين الماضيين، قدم المنتدى إسهامات مهمة في تعزيز تنمية العلاقات الصينية-العربية، وأصبح “علامة بارزة مهمة” في التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية. وفي معرض إشارته إلى أنه من المقرر عقد المؤتمر الوزاري العاشر للمنتدى في الصين العام الجاري، قال وانغ إن الصين مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب العربي من أجل التحضير للمؤتمر وعقده بشكل جيد، بهدف فتح آفاق جديدة في العلاقات الصينية-العربية وضخ زخم جديد فيها. ومن جانبه، قال أبو الغيط إن القمة الصينية العربية الأولى لها أهمية كبيرة وحظيت بردود فعل إيجابية. وأضاف أبو الغيط أن الجانب العربي سيواصل تنفيذ نتائج القمة والتوافق المهم الذي تم التوصل إليه بين الزعيم الصيني والزعماء العرب، وسيغتنم المؤتمر الوزاري الجديد فرصةً لتعميق التعاون في مختلف المجالات. وأوضح أن الجامعة العربية تلتزم بشدة بمبدأ صين واحدة ومبدأ “دولة واحدة ونظامان”، وتعارض استخدام المعايير المزدوجة في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان وشينجيانغ، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للصين. وتابع أبو الغيط قائلا “إننا نقدر بشدة الصين لتمسكها بالعدالة في القضية الفلسطينية، ولإسهاماتها المهمة في وقف إطلاق النار ووقف العنف ووقف التصعيد وحماية المدنيين. ونؤمن بأن الصين ستواصل لعب دور لا غنى عنه”. وبدوره، قال وانغ إن الصين وجامعة الدول العربية صديقتان حقيقيتان وشريكتان جيدتان، معربا عن تقدير الجانب الصيني حقيقة أن جامعة الدول العربية تقدم دائما الدعم القوي في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الكبرى للصين. وأضاف أن الصين ستواصل دعم الدول العربية في التوحُد من أجل تحسين الذات والحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي. وتابع وانغ قائلا إن العالم دخل فترة جديدة من الاضطراب والتحول، ولا شيء يمكنه أن يوقف اتجاه الدول النامية نحو تعزيز الوحدة والتعاون وتسريع التنمية والنهوض، ولا أن يوقف عزمها على أن تصبح مالكة مستقبلها ومصيرها. وأضاف أن الصين تدعم جامعة الدول العربية في لعب دور أكبر في السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ومستعدة للعمل مع الجانب العربي لتعميق ودعم بناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي وتقديم إسهامات جديدة في تنمية البشرية وتقدمها. وبعد المحادثات، وقّع الجانبان على وثيقة تعاون بشأن إنشاء اتحاد مراكز بحثية صينية-عربية، وأصدرا بيانا مشتركا بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
مشاركة :