«ديرة خنان».. لوحة طبيعية تزيّن الجبال

  • 1/16/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«ديرة خنان».. منطقة جبلية تقع على جبل مبرح في إمارة رأس الخيمة، على ارتفاع نحو 1300 متر، تتوزع عليها بيوت ما زالت آثارها باقية حتى اللحظة، كانت منذ عهد طويل موطن سكان أهل الجبال، وبها تزدهر مزارع الحبوب والحمضيات والشجيرات المحلية، التي كانت مصدر غذاء لهم، كما لا تخلو المنطقة أيضاً من الحيوانات التي تتغذى على نباتات المنحدرات والوديان. لوحة فنية ومع مرور الوقت، أصبحت هذه المنطقة وجهة للسياح والراغبين في التعرف على نمط البيوت التقليدية وحياة سكانها، والتي لم تخل من المشقة والكد والتعب، والتعرض لمخاطر الحيوانات المفترسة، إلا أنهم استطاعوا تطويع الحجر وتشييد قراهم ومساكنهم لتكون من القرى الجبلية التي ما زالت شاهدة على مرحلة مهمة من تراث وتاريخ أهل المنطقة، في لوحة فنية غنية بمفردات الطبيعة الخلابة. وللتعرف على تفاصيل أكثر عن هذه المنطقة، يشير خالد الشحي، الذي عاش أجداده في هذه المنطقة الجبلية في فترة زمنية سابقة، قائلاً: ما زالت بيوتهم الحجرية باقية إلى اليوم، ومنها «بيت القفل» والذي يعود إلى جدي أحمد راشد لقيوس الشحي، ويقدر عمر البيت بنحو 300 سنة، ومنها أيضاً عدد من البيوت التي لم يبق منها سوى الآثار. وعن تسمية المنطقة بهذا الاسم، يقول الشحي: تعود تسمية «ديرة خنان» إلى موقعها وسط الجبال، وعادة ما تكون دافئة في الشتاء وتكثر فيها «الوعوب» وتعني المساحة الزراعية الواسعة أو أماكن زراعة القمح أو الشعير، وعادة ما يبنى الوعب من الحصى بالقرب من مجرى مياه الأمطار للحصول على أرض خصبة يتم تسميدها وتجهيزها للزراعة. أخبار ذات صلة أنشطة ترفيهية شتوية بأم القيوين تزامناً مع «أجمل شتاء» في الإمارات.. إطار وطني مستدام لمواجهة الجرائم المالية أجمل شتاء في العالم تابع التغطية كاملة «الوعوب» ويرى الشحي أنه يمكن مشاهدة مناظر بديعة من «الوعوب» المنتشرة على المنحدرات الجبلية في تدرج أخضر يعبر عن خصوبة تربتها وازدهار المساحات الزراعية، حيث تكثر فيها الشجيرات مثل الصقب وهي من فصيلة التين والكثير من النباتات النادرة التي تنمو على القمم الجبلية، فضلاً عن تشكيل مرعى طبيعي للحيوانات المحلية، ومن أبرزها التيس الجبلي، إضافة إلى انتشار الثعلب الأحمر وبعض الطيور النادرة، ومنها طائر أبو سويدين والذي يتخذ من الجبال مأوى له، موضحاً أن أهل المنطقة قديماً اعتمدوا على الزراعة وتربية المواشي وصناعة السمن والجبن وجني العسل. مزار سياحي يحرص خالد الشحي على التردد بشكل مستمر على هذه المنطقة، متذكراً حياة الأجداد، ومستمتعاً بما تبقى من هذه البيوت، التي أصبحت مزاراً ووجهة جاذبة للسياح ومحبي استكشاف الجبال، وتفاصيل هذه البيوت وطبيعية الحياة فيها، ومدى قوة وحكمة الأوائل وابتكارهم وسائل تعينهم على تلبية احتياجاتهم في العيش في ظل بيئة وعرة وصعبة. نزول وصعود يقول خالد الشحي: رغم أن هذه المنطقة ما زالت غير معروفة بشكل واسع، نظراً للجهد الذي يحتاجه الفرد للوصول إليها نتيجة الطرق غير الممهدة، فإن العلامات القديمة للطريق الذي رسمه الأجداد ما زالت باقية تقاوم الزمن، من خلال أحجار بسيطة تحدد مسار النزول والصعود إلى المنطقة.

مشاركة :