إسرائيل تستعد لحرب أقل كثافة في غزة بضغط من واشنطن

  • 1/16/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غزة - أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين أن المرحلة المكثّفة من الحرب ضد حركة حماس في جنوب قطاع غزة "ستنتهي قريبا" وذلك بعد ضغوط أميركية على الدولة العبرية لترك الحرب الشاملة التي أدت لمقتل عدد كبير من المدنيين. وقال غالانت في مؤتمر صحافي "أوضحنا أن مرحلة العمليات المكثّفة ستستمر لنحو ثلاثة أشهر"، مضيفا "في جنوب غزة سنتوصل إلى هذا الإنجاز وسينتهي الأمر قريبا". وكان الجيش قد كثّف في الأسابيع الأخيرة عملياته العسكرية وقصفه لمدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين لوقف إطلاق نار "فوري" في غزة، فيما تجاوزت حصيلة الحرب 24 ألف قتيل بحسب حركة حماس. وأعلنت حماس أن القصف الإسرائيلي العنيف المتواصل على القطاع منذ أكثر من مئة يوم، أدى الى مقتل اثنين من الرهائن المحتجزين لديها. واعتبرت الدولة العبرية أن نشر حماس شريط فيديو جديدا للرهائن هو "استغلال وحشي" لهم. وتبقى المخاوف قائمة من اتساع رقعة النزاع مع استمرار أعمال العنف داخل إسرائيل والأراضي المحتلة، وفي الممرات البحرية قرب باب المندب والبحر الأحمر حيث تبنى الحوثيون هجوما جديدا على سفينة قبالة سواحل اليمن، وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية حيث يتواصل التبادل اليومي للقصف بين إسرائيل وحزب الله. وفي غياب أيّ إشارة إلى وقف التصعيد، أطلق غوتيريش دعوة جديدة من أجل "وقف إنساني فوري" لإطلاق النار. وقال للصحافيين في نيويورك "نحتاج إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها وتيسير الإفراج عن الرهائن ولإخماد لهيب حرب أوسع نطاقًا. وأضاف "طول أمد الصراع في غزة سيزيد مخاطر التصعيد وإساءة الحسابات"، مشددا على أن "شيئًا لا يمكن أن يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني". واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل أدّى الى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية. وخطف نحو 250 شخصًا كرهائن، لا يزال 132 منهم محتجزين، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وأُطلق سراح أكثر من مئة بموجب هدنة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، لقاء الإفراج عن 240 معتقلا فلسطينيا من سجون إسرائيلية. وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر. وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس الإثنين إن حصيلة العمليات العسكرية الإسرائيلية ارتفعت إلى 24100 قتيل و60834 جريحًا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال. وأضافت أن 132 منهم قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مشيرة الى أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق ولا يمكن الوصول إليهم. ويركّز الجيش الإسرائيلي ضرباته على جنوب القطاع حيث توجّه مئات الآلاف من السكان هرباً من القتال شمالاً. وكثّف الجيش في الأسابيع الأخيرة عملياته وقصفه لخان يونس ورفح بعدما اعتبر أن البنية العسكرية لحماس شمالا تمّ "تفكيكها". وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي على أن قطاع غزة سيحكمه "الفلسطينيون في المستقبل. يجب أن تنبثق حكومة غزة المستقبلية من قطاع غزة". وأضاف "في نهاية الحرب، لن يكون هناك تهديد عسكري من غزة. لن تكون حماس قادرة على الحكم والعمل كقوة عسكرية في قطاع غزة". وأعلن الجيش الإثنين أن فرقة عسكرية أنجزت انسحابها من غزة بعدما "قضت على مئات الإرهابيين" ودمّرت كيلومترات من الأنفاق في وسط وشمال القطاع. وكانت تنشط في غزة أربع فرق إسرائيلية قبل هذا الإعلان، إلا أنه لم يتّضح عدد الجنود الذين تم سحبهم. الى ذلك، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقتل اثنين من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم. ونشرت الكتائب شريط فيديو تظهر فيه امرأة هي رهينة بدورها، تقول إن رجلين كانا محتجزين معها، قد قتلا. وأكدت القسام في بيان مقتل الرهينتين "في قصف للجيش الصهيوني على غزة". ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ الشابة هي نوا أرغاماني (26 عاماً) التي خطفت خلال مهرجان موسيقي في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والرجلان هما يوسي شرعابي (53 عاماً) وإيتاي سفيرسكي (38 عاماً) اللذين خطفا من كيبوتس بئيري. وندّد الجيش الإسرائيلي بـ"الاستغلال الوحشي للرهائن الأبرياء". ورفض المتحدث باسمه دانيال هغاري تحميل الحركة للجيش مسؤولية قتل الرهينتين، مشددا على أن "هذه كذبة من حماس". وفي غضون ذلك، تتواصل المعاناة الانسانية في قطاع غزة الذي يفتقر سكانه وعددهم 2.4 مليون نسمة إلى كل شيء، لا سيما الغذاء والدواء والوقود. كما يزيد البرد التعقيدات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون شخص اضطروا إلى النزوح داخل القطاع بسبب القصف والغارات. وفي مدينة غزة (شمال) التي تدمرت بشكل كبير بسبب القصف والهجوم البري الإسرائيلي، أظهر شريط فيديو تهافت آلاف الفلسطينيين على شاحنة تحمل مساعدات غذائية دخلتها الأحد. وقال عمر الشندوقلي "ما زلنا منذ ما يقارب الشهر لم نعرف طعم الطحين، نعيش على... بضع حبات من الأرز، وهذا الأرز لا يقيت إنسانا". وتابع "نناشد كل العالم، نناشد المسلمين ونناشد الغرب... بعد الله عزّ وجلّ أن يرسلوا لنا الطحين والماء. أرسلوا لنا الطحين والماء فقط". وأكد بيان مشترك لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة الأحد "أن هناك حاجة ملحة الى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية الى غزة". ودعا الى تأمين طرق إمداد "بشكل أكثر امنا واسرع"، محذرين من أن مستوى المساعدات الحالي "أقل بكثير مما هي الحاجة لتجنّب مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض".

مشاركة :