قفزة في عدد السياح في المغرب تتجاوز اثار زلزال الحوز وحرب غزة

  • 1/16/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط – سجل قطاع السياحة في المغرب عددا قياسيا من السائحين مع لانتهاء عام 2023 مساهما في تعزيز الاقتصاد بشكل عام، على الرغم من زلزال مدمر ضرب البلاد في سبتمبر/أيلول وما قاله عاملون في القطاع عن بعض الاضطرابات في حجوزات موسم الشتاء بسبب الحرب في غزة. وأعلنت وزيرة السياحة في المغرب فاطمة الزهراء عمور، ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى المغرب بنحو 27 بالمئة إلى أكثر 14 مليون سائح عام 2023، بزيادة أكثر من 3 ملايين سائح مقارنة بسنة 2022، مضيفة أنه سيتم إطلاق 24 خطا جويا دوليا جديدا ابتداء من صيف سنة، 2024، كما سيتم فتح 11 خطا جويا داخليا جديدا. وتحسنت السياحة في المغرب وارتفع عدد السياح رغم زلزال مدمر في سبتمبر/أيلول الماضي، والذي خلّف 2946 قتيلاً و6125 جريحاً، ونحو 60 ألف انهيار. وقالت عمور، إن الأرقام التي حققها المغرب في قطاع السياحة، تؤكد أن الحكومة أخذت القرارات الملائمة في الوقت المناسب. وأشارت في ردها على سؤال شفوي لفريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إلى أنه وخلال 11 شهرا الأولى من سنة 2023 تم بلوغ 13.2 مليون سائح، فيما يتوقع أن تكون السنة اختتمت بأكثر من 14 مليون سائح، والتي تمثل زيادة بأكثر من مليون سائح مقارنة مع سنة 2019، وأكثر من 3 ملايين سائح مقارنة مع سنة 2022. وتابعت "بالنسبة للعائدات من العملة الصعبة سنتجاوز 100 مليار درهم في آخر السنة وهو رقم قياسي، كما تم تحقيق تقدم كبير في ترتيب المنظمة العالمية للسياحة، حيث انتقل من المرتبة 34 سنة 2019 إلى المرتبة 22 سنة 2022". وقال فوزي الزمراني أحد منظمي الرحلات السياحية في مراكش، إن الأعمال تعافت هناك مع اجتماع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي عُقد في المدينة في أكتوبر، لكنها تراجعت منذ بدء الحرب في غزة. وأوضح أنه حدثت عمليات إلغاء وانخفاض حاد في الحجوزات هذا الشتاء. وأعلن المغرب هذا العام استراتيجية لمدة ثلاث سنوات لتعزيز السياحة باستثمار قدره 600 مليون دولار، واعتبرت الوزيرة أن النتائج التي تم تحقيقها لم تكن بصدفة. حيث تم اعتماد منهجية ترتكز على التواصل الإيجابي مع المهنيين. ووضع خارطة طريق جديدة بغلاف مالي قيمته 6.1 مليارات درهم، تعتمد تصورا جديدا للعرض السياحي مبنيا على تجربة الزبون. ونوهت الوزيرة بالشراكة "غير المسبوقة" التي عقدت مع" رايان اير" والتي ستضاعف عدد المسافرين الدوليين إلى 10 ملايين مسافر في أفق 2027. حيث سيتم إطلاق 24 خطا جويا دوليا جديدا ابتداء من صيف هذه السنة، مع ثمان أسواق استراتيجية. كما سيتم فتح 11 خطا جويا داخليا جديدا. ويمكن لشركة الطيران منخفض التكلفة "رايان إير" تشغيل مزيد من المسارات إلى المغرب وداخله، وقالت وزيرة السياحة إن الرباط تجري محادثات مع 20 شركة طيران أخرى لإضافة مسارات. ووفقا لخطة الحكومة المغربية المعلنة بداية العام الجاري، فإنها تستهدف جذب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، ما سيمكن من توفير 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في السياحة. والتزمت الحكومة في خطتها بهدف بلوغ تلك الخطة بتوفير موازنة قدرها 610 ملايين دولار في الأربعة أعوام المقبلة، مع مضاعفة سعة النقل الجوي، وتعزيز الترويج والتسويق، مع إيلاء اهتمام خاص للرقمنة، وتنويع منتجات التنشيط الثقافية والترفيهية مع تأهيل الفنادق، وإحداث قدرات إيوائية جديدة، حيث ينتظر رفع عدد الأسرة في الفنادق من 300 ألف إلى 340 ألف سرير في 2026. وينتظر أن تنفذ الناقلة الوطنية الخطوط الملكية المغربية، خطة ترمي من ورائها إلى مضاعفة أسطولها أربع مرات، بما يساعد على زيادة عدد طائرات الشركة من خمسين إلى مائتي طائرة ما يراد به دعم نقل السياح نحو المملكة. وتساهم الإيرادات السياحية بنحو 7 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، الذي يتوقع انتعاش النمو الاقتصادي في البلاد إلى 3.2 بالمئة مقابل 2.9 بالمئة سجلها العام الماضي، وفقا لأرقام رسمية صدرت الأربعاء الماضي. ويأتي هذا في ظل إشادة عالمية بالمغرب كوجهة سياحية مثلى، وأفادت قناة "سي.إن.إن" الأميركية بأن المغرب يعد من أفضل الوجهات التي يمكن زيارتها خلال سنة 2024. وأوصت القناة الإخبارية، في مقال على موقعها الإلكتروني السياح بزيارة المغرب واستكشاف أماكن أخرى في المملكة، مثل تطوان ومكناس، "الأقل ازدحاما لكنها بلا شك تضاهي في جاذبيتها" المدن الأكثر شعبية من قبيل مراكش والرباط وفاس. وركزت في اختيارها للوجهات المنتقاة على معايير مرتبطة أساسا بسهولة السفر، واحترام السياحة البيئية واكتشاف الأماكن الأقل ارتيادا، إذ أن المغرب، المفضل لدى المسافرين منذ فترة طويلة بفضل مناظره الطبيعية المتنوعة وهندسته المعمارية المذهلة، استعاد عافيته بعزم عقب الزلزال المدمر الذي تعرض له في سبتمبر/أيلول الماضي. وأكدت القناة الأميركية أن المغرب يعد رائدا عالميا في مجال السياحة المستدامة، وذلك بفضل العديد من المبادرات الرامية إلى تحفيز إنتاج الطاقة المتجددة، كما أن البلاد تحتضن عددا من الفنادق الهامة الصديقة للبيئة. وعلى الصعيد العالمي، أبرزت ازدهار النشاط السياحي، الذي سجل قفزة عام 2023 مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، مما ساهم في تسجيل الوجهات الأكثر شعبية لذروة في إقبال السياح.

مشاركة :