حذرت نخب تربوية من اتساع ظاهرة التدخين بين طلاب المدارس، مؤكدين أن ضعف الرقابة من قبل الأسرة والمدرسة، من أسباب تفشي الظاهرة، مطالبين بعقوبات أشد من تلك المدرجة في لائحة الانضباط السلوكي، والمتمثلة في الاستقطاع من درجات السلوك والنقل التأديبي، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة وفورية بحق الطلبة الذين يتم ضبطهم داخل الصفوف أو في الحرم المدرسي. وكشف تربويون وطلبة، عن حيل في إخفاء السجائر لتجنب ضبطها، كإخفائها مع طلبة أصغر سناً، ولا تبدو عليهم شبهة التدخين، مبينين أن خطورة التدخين أصبحت مقلقة، بفعل انتشارها بين فئات عمرية صغيرة، لا سيما في ظل مبادرة الطلاب لـ التبرع بالسجائر لزملائهم، من باب الكرم والرجولة. الدرجة الثالثة واعتبرت هبة الله محمد موجهة الخدمة الاجتماعية في منطقة الشارقة التعليمية، أن انتشار التدخين بين طلاب المدارس، مرده إلى المشاعر الدونية، والبحث عن الظهور، وتفريغ بعض الضغوط الأسرية، إضافة إلى الرغبة في التقليد والتجريب، مطالبة بتضافر الجهود بين البيت والمدرسة والمؤسسات المجتمعية، بالمتابعة والاحتواء العاطفي، داعية المدرسة إلى استخدام أسلوب المتابعة وإيجاد الحلول الناجعة. وشددت على أن لائحة الانضباط السلوكي، وضعت التدخين ضمن مخالفات الدرجة الثالثة، وما نحتاج إليه بالفعل إلى جانب ذلك، تكاملاً في الأدوار لعلاج المشكلة والقضاء عليها، وليس مجرد فرض عقوبات. مسؤولية ممتدة عبد الله محمد مدير ثانوية معاذ بن جبل، قال إن الحرص على عدم التدخين، وانجراف الطلبة وراء السجائر أو المدواخ، لا يقتصر على الحرم المدرسي، إنما يتعداه إلى خارجه، مؤكداً أن البعض يعتقد أن مسؤوليته خلال ساعات الدوام فقط، وذلك أمر خاطئ، مشيراً إلى أنه في حال ضبط الطالب، يتم على الفور التواصل مع ولي الأمر، وأخذ تعهد، وذكر أن بعض الأهالي يفاجؤون بتدخين أبنائهم. وقال محمد المهم مدرس علم نفس في ثانوية الراشدية، إن التدخين أصبح تقليعة بين الطلبة، وعليه، ينبغي على الأسر إحكام رقابتها على الأبناء، وعدم التراخي في هذا الجانب، بحكم الانشغال في العمل ومتطلبات الحياة الأسرية، معتبراً أن الأسرة هي مفتاح الحل لأي ظاهرة سلوكية سلبية، لا سيما في مرحلة المراهقة. حملات ومفاجآت وقال يعقوب الحمادي اختصاصي اجتماعي في مدرسة الشهباء، إنهم يقومون بحملات تفتيشية بين الطلبة، ويكتشفون أن فئة المدخنين يخبئون السجائر مع الطلاب من مراحل سنية أصغر، ولا تبدو عليهم ملامح التدخين، وبالتالي، فهم بعيدون عن الشبهة، معترفين أنه رغم التحذيرات من خطورة التدخين على الصحة، إلا أنها لا تجدي نفعاً، لافتاً إلى أن بعض الطلبة لا يكتفون بالسجائر، إنما يدخنون المدواخ، وهو أشد خطورة، فالمواد المستخدمة فيه مضرة، لكنها لا تترك رائحة على اليدين، وغالباً ما يلجأ بعض الطلبة إلى استخدام اللبان لإخفاء الرائحة الكريهة، ولفت الحمادي إلى أن بعض الطلاب يوزعون السجائر على بعضهم البعض للتباهي، ويعتبرونها كرماً. في المقابل، قال الطالب أحمد يوسف سليم من مدرسة الحكمة في عجمان، إن العديد من الطلاب يدخنون عند خروجهم من المدرسة. نكهات ذكر الاختصاصي الاجتماعي يعقوب الحمادي، أن السجائر الإلكترونية بدأت تطرق أبواب المدارس بقوة بسبب نكهاتها التي تجذب المراهقين والصغار كالفراولة والقهوة والنعناع وغيرها.
مشاركة :