قمة في برازافيل تمهد لمؤتمر المصالحة الليبية في سرت

  • 1/17/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

برازافيل - يسعى الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو بصفته رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا إلى عقد قمة أفريقية بخصوص الملف الليبي أوائل فبراير القادم، وذلك في إطار التمهيد لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي ستحتضنه مدينة سرت في أبريل المقبل. وينتظر أن تنعقد القمة بالعاصمة برازافيل في الخامس من فبراير بحضور قادة دول الجوار الليبي أو من يمثلونهم ووفود عدد من الدول المؤثرة في الأوضاع داخل ليبيا، بالإضافة إلى عدد من الفاعلين الليبيين ومن بينهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح. وتسلم رئيس المجلس الرئاسي الليبي رسالة من الرئيس الكونغولي خلال استقباله وزير الخارجية والفرنكوفونية جان كلود جاكوسو، حيث تمت مناقشة آخر مستجدات مشروع المصالحة الوطنية والخطوات المنجزة استعدادا لانعقاد المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة والمقترحات التي تضمن نجاح الحدث الوطني الكبير، وذلك وفق ما أورده بلاغ للمكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي. كما نقل الوزير الكونغولي رسالة مماثلة إلى رئيس حكومة الوحدة تسلمها نيابة عنه المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور، في سياق لقاء تطرق وفق الوزارة “إلى جملة من القضايا الخاصة بدور الاتحاد الأفريقي البارز والجاد في حلّ الأزمة الليبية وفي مقدمتها ملف المصالحة الوطنية والدور الذي تقوم به الكونغو من خلال الرئيس دينيس ساسو انغيسو المكلف من مفوضية الاتحاد الأفريقي بملف الأزمة الليبية”. ينتظر أن تنعقد القمة بالعاصمة برازافيل في الخامس من فبراير بحضور قادة دول الجوار الليبي أو من يمثلونهم وكان جاكوسو نقل الجمعة الماضي، دعوة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد لزيارة العاصمة برازافيل في الخامس من فبراير المقبل بهدف بحث القضية الليبية. وأوضح الوزير الكونغولي في تصريح له عقب لقائه بقصر قرطاج مع الرئيس سعيد أن وجوده في تونس يأتي استجابة لضرورة التشاور حول القضايا الساخنة التي تهم القارة الأفريقية وخاصة الوضع في ليبيا. وأضاف جاكوسو “واجبنا هو دعم الشعب الليبي الشقيق”، مشددا على أن تونس اضطلعت بدور كبير في هذا الصدد من خلال استقبال اللاجئين الليبيين والمسؤولين الدوليين منهم المبعوث الأممي عبدالله باتيلي ودبلوماسيون آخرون. وأشار رئيس الدبلوماسية الكونغولية إلى أن الملف الليبي رغم تعقده “إلا أنه يحقق تقدما”، مؤكدا التزام أفريقيا بالمصالحة الوطنية في ليبيا، وتابع أن الرئيس التونسي قدم مقترحات دائمة إلى اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا. من جانبه، أشاد الرئيس التونسي بالجهود المبذولة على مستوى اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، مذكرا “بموقف تونس الثابت في هذا الملف والذي يرتكز على ضرورة التوصل إلى حلّ ليبي – ليبي دون تدخلات أو ضغوطات خارجية بما يحمي وحدة هذا البلد الشقيق ويحفظ أمنه واستقراره”، وفقاً لبيان نشرته رئاسة الجمهورية التونسية. وسبق للرئيس الكونغولي أن دعا إلى ضرورة دعم بلدان المنطقة والمنظمات التي تجمعها من أجل المساعدة في التوصل لحلّ نهائي ذي مصداقية لهذه الأزمة التي طال أمدها. وبالنسبة له، فإن أفضل شرط مسبق لإجراء انتخابات عامة في ليبيا هو دعم خطوات الاتحاد الأفريقي لتحقيق المصالحة الوطنية. وعلى مدى يومين في يوليو الماضي، انعقدت في الكونغو أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الليبية، بمشاركة دينيس ساسو نغيسو. كما شارك في المؤتمر عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، وممثلون عن مختلف الأطراف الليبية، والجامعة العربية، والدول المعنية بأزمة ليبيا. الرئيس التونسي أشاد بالجهود المبذولة على مستوى اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا إلى ذلك، شارك وزير الخارجية الكونغولي في أعمال الاجتماع العادي الرابع للجنة التحضيرية، للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية الذي انتظم بمدينة زوارة ( شمال غرب ) برئاسة عبدالله اللافي مسؤول ملف المصالحة بالمجلس الرئاسي وبحضور المبعوث الأممي عبدالله باتيلي ومستشار الاتحاد الأفريقي للمصالحة، محمد حسن اللبات، وعضوي مجلس النواب، عبدالمنعم بالكور، وهناء أبوديب، وأعضاء اللجنة التحضيرية، الممثلين عن جميع الأطراف الرئيسية، المشاركة في العملية السياسية. وأكد باتيلي أنه من أجل تحقيق سلام واستقرار دائمين في ليبيا، ينبغي إجراء عملية مصالحة وطنية قائمة على الحقوق بالتوازي مع التوصل إلى اتفاق سياسي من خلال الالتزام الحقيقي للقادة السياسيين وجميع الأطراف الليبية، مردفا أنه على القادة السياسيين أن يتحملوا مسؤوليتهم في التقريب بين المجتمعات المحلية من أجل مشروع جديد لليبيا، يستند إلى مبادئ العدالة الانتقالية ويتطلع لبناء مستقبل أفضل لليبيين. وأكد باتيلي لأعضاء اللجنة التحضيرية أن مسؤوليتهم عظيمة، وأن المؤتمر الجامع في سرت، سيكون نقطة حاسمة في هذا الاتجاه، والقادة السياسيين هم من تقع عليهم المسؤولية الأولى، لنجاح هذا العمل، وكذلك القادة العسكريين أيضا، لهم دور كبير في نجاح المصالحة. وشدد على أن الأوان قد آن لإنهاء الأزمة، متمنيا للمجلس الرئاسي التوفيق في إنجاز هذه المهمة الصعبة، وأن ينعقد المؤتمر الجامع في أفضل الظروف، ويفتح المجال لليبيا الجديدة التي يتطلع إليها كل الليبيين. ووفق بيان المجلس الرئاسي، فإن أعضاء اللجنة التحضيرية، بحثوا عددا من القضايا التنظيمية، المتعلقة بآلية عمل اللجنة، استعدادا لانعقاد المؤتمر الجامع، المزمع عقده نهاية شهر أبريل القادم، في مدينة سرت. وأكد اللافي خلال الجلسة الختامية للاجتماع، حرص المجلس الرئاسي على إنجاح ملف المصالحة الوطنية، بالوصول إلى المؤتمر الجامع وتحقيق العدالة، وإنهاء حالة الانقسام وتحقيق تطلعات الشعب الليبي، بإنجاز الاستحقاقات الانتخابية. ويرى مراقبون أن المجتمع الدولي ينظر باهتمام كبير لما سينتج عن جهود الاتحاد الأفريقي عبر لجنته الخاصة لتحقيق المصالحة في ليبيا والتي أصبحت شرطا لتجاوز الأزمة السياسية في البلاد، والاتجاه نحو استكمال جهود توحيد مؤسسات الدولة وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية تعيد لليبيين شرعية اختيار من سيتولى مقاليد السلطة خلال الفترة القادمة بعد 13 عاما من الصراع السياسي والإيديولوجي والانقسام الحكومي والتدخل الخارجي.

مشاركة :