حث عدد من المتعاملين في تجارة الفواكه والخضار ومنتجيها، المزارعين على التوجه لزراعة مختلف أنواع البصل بعد الارتفاعات الحادة في الأسعار التي بلغت الضعف خلال وقت وجيز، إضافة إلى تذبذب في معدل كمياته الموجودة في الأسواق المحلية نتيجة لأسباب متعددة جلها متعلق بالدول التي يتم استيراده منها والتوترات التي تشهدها المنطقة وخطوط الملاحة، وأكدوا بأن النجاح المتحقق في زراعة البصل في عدد من مناطق المملكة كتبوك وحائل ووادي الدواسر والجوف، مشجع على التوسع في زراعة هذه السلعة العالية الطلب والمشابهة في أحوالها للبطاطس التي نجح المزارع السعودي في تحقيق نسب اكتفاء ذاتي مرتفعة فيها. وقال نائب رئيس طائفة الدلالين بالسوق المركزي للخضار والفواكه بجدة، المهندس معتصم عبدالله أبو زنادة، إن البصل يعد سلعة الطلب عليها مرتفع وأي تغيير يطرأ على أي جزء من أجزاء سلسة إمدادها ينعكس بشكل فوري على أحوالها في السوق المحلي الذي تورد إليه من دول متعددة أهمها مصر والهند وتركيا فهذه الدول تستأثر بالحصة الأكبر من واردات البصل وتعود الارتفاعات في الأسعار بحيث تضاعف سعر الكيلو ليتراوح ما بين 3،5 و4،5 ريالات وتراجع الكميات حاليا إلى سببين هما: توقف الاستيراد من مصر نتيجة تنظيمية هناك ومن المرجح لدينا عودة الواردات من هناك خلال شهرين تقريبا أي في شهر 3 من هذا العام، والسبب الثاني هو الزيادة التي تشهدها أسعار الشحن والتأمين نتيجة للتوترات التي تشهدها المنطقة والخطوط الملاحية. وأشار، م. معتصم أبوزنادة، إلى أن قلة الإنتاج المحلي من البصل ناتجة عن عزوف المزارعين عن زراعته لتدني أسعاره، وهذا خطأ منهم يتطلب إعادة النظر فيه، فالبصل سلعة عالية الطلب والمزارع السعودي نجح في زراعتها في مناطق متعددة مثل تبوك وحائل ووادي الدواسر كنجاحه في زراعة البطاطس التي كنا نعاني من نقصها وحاليا أصبح الاكتفاء منها مرتفعا للغاية وأصبح المنتج المحلي منها متسيدا لحالة الطلب في السوق المحل جل أشهر العام. بدوره قال رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الخرج، المهندس خالد الصبار، إن ارتفاع أسعار البصل وغيره من المنتجات هو نتيجة طبيعية للارتفاع الكبير في أسعار الشحن والتأمين نتيجة للتوترات التي تشهدها المنطقة حاليا فسعر حاوية الشحن تضاعف من 3200 دولار إلى 7200 دولار وهناك العديد من النقاشات والأخذ والرد بين الموردين والمستوردين حول العمل بالعقود القديمة الموقعة أو المستجدة، كما أسعار بوالص التأمين زادت هي الأخرى وهذا عطل تدفق المعروض في الأسواق. وأكد، م. خالد الصبار، أن المزارعين نجحوا خلال فترة كورونا في زراعة البصل في حائل والجوف ولكن انخفاض أسعاره وعدم موازاتها في تكلفة زراعته مع المنافسة القوية للمستورد منه حد من التوسع في زراعته. وأشار، م. خالد الصبار، إلى أن التوسع في زراعة منتج كالبصل يتطلب خطة طويلة الأمد يراعى فيها ضبط المستورد وتكثيف حماية المنتج المحلي خلال فترة زيادته التي تكون عادة من بداية شهر 8 حتى شهر 12. التقارير الزراعية الأوروبية المتواترة توقعت استمرار الزيادة في أسعار البصل عالميا حتى منتصف 2024 بنسبة 30 % عن مستواها الحالي، وتعود أزمة البصل على الصعيد العالمي إلى تأثر البلدان المنتجة بالظروف الجوية القاسية والأزمة الروسية - الأوكرانية، إلى جانب اتخاذ العديد من الدول المنتجة لقيود وإجراءات على التصدير للتصدّي لارتفاع أسعار الغذاء. معتصم أبو زنادة خالد الصبار