وصلت إلى مطار القاهرة مساء الثلاثاء الطائرة المصرية التي تقل الركاب العائدين من قبرص والذين كانوا على متن طائرة مصر للطيران التي تم اختطافها بعد إقلاعها من مطار برج العرب بالأسكندرية وهي في طريقها إلى مطار القاهرة الدولي وتم تغيير مسارها إلى مطار "لارناكا" القبرصي. وكان رئيس الوزراء المصري المهندس شريف اسماعيل يرافقه وزير السياحة محمد يحيى في مقدمة مستقبلي ركاب الطائرة من المصريين والأجانب العائدين من قبرص الذين كانوا على متن طائرة مصر للطيران، وهنأ رئيس الوزراء الركاب وطاقم الطائرة بمجرد نزولهم من سلم الطائرة بسلامة الوصول إلى أرض الوطن، والذين كان برفقتهم وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي الذي توجه "الثلاثاء" إلى قبرص بصحبة عدد من المسؤولين بوزارة الطيران وشركة مصر الطيران لاصطحاب الركاب المحررين خلال رحلة العودة، كما كان في استقبال ركاب الطائرة عدد كبير من أهالي الركاب. وأصدرت محكمة لارناكا الجزئية أمس الأربعاء قرارا بحبس خاطف الطائرة المصرية ثمانية أيام على ذمة التحقيقات. وذكرت وكالة الأنباء القبرصية أن المصري سيف الدين مصطفى 59/ عاما/ يواجه عدة اتهامات من بينها القرصنة والخطف والإرهاب. وكان الخاطف سلم نفسه للسلطات بعد مفاوضات استمرت لساعات. وقالت صحيفة "سايبراس ميل" على موقعها الإلكتروني أن مصطفى مثل منفردا أمام المحكمة ولم يعترض على قرار حبسه. وأضافت أن الجلسة انعقدت وسط إجراءات أمنية مشددة، وعجت القاعة بالصحافة الأجنبية والمحلية. وزعم مصطفى للمحكمة إنه شعر أنه مضطر للقيام بمثل هذا العمل الخطير. ونقلت الصحيفة عنه القول للشرطة: "عندما لا يرى شخص أسرته لمدة 24 عاما ويرغب في رؤية زوجته وأبنائه ولا تسمح له الحكومة المصرية بذلك، ماذا عليه أن يفعل؟". وتجدر الإشارة إلى أن لديه أربعة أبناء من زوجته القبرصية السابقة، وتوفي أحد أبنائه منذ عشر سنوات. ووفقا للصحيفة فإن مصطفى غادر الجزيرة القبرصية عام 1994. مزاح ثقيل ووصف وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي في تصريحات لوسائل الإعلام عقب وصوله مطار القاهرة الدولي قادما من لارنكا بقبرص برفقة ركاب الطائرة المصرية المختطفة بعد تحريرهم، حادث الاختطاف بأنه "هزار تقيل" حيث لم يتم التوصل لأسباب عملية الاختطاف وأن المختطف لم يطلب أي مطالب سياسية. وقال إنه من البداية كان تأكيد لدينا ولدى الخبراء بأن الحزام الذي بصحبة المختطف ليس ناسفا ولكن تعاملنا مع الموضوع بجدية، مشيرا إلى أنه سيتم تكريم طاقم الطائرة بسبب تعاملهم الناجح مع الأزمة. ونوه "فتحي" بالنجاح فى إدارة الأزمة وبث رسالة طمأنة إلى الدول الخارجية بأن مصر قادرة على إدارة الأزمة بشكل جيد ومطاراتنا المصرية بها إجراءات مشددة. وأكد رفضه التشكيك في إجراءات التأمين بالمطارات المصرية ، قائلا: "إن المطارات المصرية تطبق إجراءات أمن عالمية وبها إجراءات أمنية مشددة ولدينا أجهزة تفتيش على أعلى مستوى وعلينا ألا نشك في الإجراءات الأمنية لمطاراتنا عندما يحدث شىء بها". كما أكد مراجعته للإجراءات بالمطارات المصرية بعد تلك الأزمة التي شهدتها مصر والإعلان عن الأشياء المطلوب تحسينها في المستقبل، وتحديد ما سيتم عمله في الفترة المقبلة. خاطف الطائرة وأفاد بيان لوزارة الداخلية المصرية أن طائرة رحلة مصر للطيران رقم (181) والتي كانت متوجهة صباح الثلاثاء من مطار برج العرب بمحافظة الإسكندرية إلى ميناء القاهرة الجوي لواقعة اختطاف قام بها المصري سيف الدين مصطفى مواليد 26 يونيو 1957 بالقاهرة وسبق له الزواج من إحدى السيدات التي تحمل الجنسية القبرصية والذي أجبر قائد الطائرة على التوجه إلى مطار "لارناكا" بدولة قبرص بزعم ارتدائه لحزام ناسف. وأضاف البيان "على أثر ذلك اضطلعت أجهزة وزارة الداخلية المصرية بفحص الواقعة حيث تبين أن الخاطف من العناصر الجنائية المسجلة وسبق تورطه في العديد من قضايا التزوير وانتحال الصفة والنصب والسرقات المتنوعة والمخدرات، كما سبق الحكم عليه بالحبس لمدة عام فى قضية تزوير إلا أنه هرب من محبسه خلال يناير عام 2011 وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده فى وقت لاحق، واستكمال مدة العقوبة اعتباراً من 5 يناير وأفرج عنه بتاريخ 3 يناير 2015. وأكد البيان أن خاطف الطائرة خضع للإجراءات القانونية المطبقة وفقاً للمعايير الدولية قبل إقلاع الرحلة المشار إليها من خلال الكشف بأجهزة (X-RAY) على أمتعته وشخصه باستخدام البوابات الإلكترونية فضلاً عن التفتيش الذاتي وهو ما أكدته نتائح مراجعة كاميرات المراقبة الأمنية المثبتة بصالة السفر، حيث تبين من الفحص أيضاً أن المذكور كان يحمل حقيبة يدوية تم تفتيشها وفقاً للإجراءات الأمنية المتبعة، وكانت تحتوي على بعض الأغراض الشخصية التي تم فحصها والمسموح للراكب باصطحابها على متن الطائرة والتي تمكن المتهم من استخدامها للإيحاء بأنها حزام ناسف وهدد بها ركاب وطاقم الطائرة، ومن منطلق الحرص على سلامة الركاب والطائرة تم استجابة لمطلبه وتحويل مسار الطائرة. وأكدت وزارة الداخلية المصرية مواصلة مختلف أجهزتها تطبيق كافة الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية أمن الوطن والمواطنين خاصةً بالمطارات والموانئ وفقاً للمعايير الأمنية الدولية الخاصة بتأمين رحلات الطيران. غرفة العمليات كما أصدر مجلس الوزراء المصري مساء الثلاثاء بيانا بشأن ملابسات حادث طائرة مصر للطيران التي تم تغيير مسارها الى قبرص جاء فيه "أنه وردت معلومات في صباح الثلاثاء أنه في تمام الساعة 6:50 صباحا تم تلقي اتصال من قائد إحدى طائرات شركة مصر للطيران من طراز إيرباص 320 والتي تقوم برحلة رقم 181 من مطار برج العرب الى مطار القاهرة، وعلى متنها 55 راكبا، للابلاغ عن وجود تهديد من أحد ركاب الطائرة بادعائه وجود حزام ناسف في حوزته، مجبرا قائد الطائرة على تغيير مسارها والهبوط في مطار "لارناكا" في قبرص. وأضاف البيان أن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل توجه على الفور إلى مقر وزارة الطيران المدني، حيث ترأس غرفة العمليات المُشكلة من فريق متخصص في إدارة الأزمات لمتابعة تطورات الموقف والتنسيق مع كافة السلطات المعنية بشأن التعامل مع الحادث، وذلك في حضور وزير الطيران المدني وقيادات وزارة الطيران وكامل أعضاء غرفة العمليات، مشيرا إلى أن شركة مصر للطيران أتاحت لأقارب الركاب وذويهم امكانية التحقق من سلامة الركاب والاطمئنان عليهم من خلال الاتصال على عدد من الهواتف. وأكد البيان أنه تزامن مع هذا متابعة حثيثة من القيادة السياسية للموقف، حيث أجرى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بنظيره القبرصي، لمتابعة الخطوات المتخذة للتعامل مع الموقف وضمان سلامة الركاب. ووأرضح بيان مجلس الوزراء المصري أن نتائج الاتصالات المصرية وتعاونها مع السلطات القبرصية في التعامل مع الحادث أسفرت عن الإفراج عن جميع ركاب الطائرة، والقبض على المختطف، وتم التأكد من سلامة جميع الركاب وعدم تعرضهم الى أي أذى، فيما أعلنت وزارة الطيران المدني أن الجهات الأمنية في قبرص أكدت أن الحزام الناسف الذى كان يرتديه خاطف الطائرة كان زائفًا. معايير دولية وأكدت وزارة الطيران المدني المصرية أن طاقم الطائرة قد تعامل بحرفية مع الموقف ووفقا للمعايير الدولية، والتي تشير الى أنه في حالة عدم تحديد جدية التهديد الأمني يجب التعامل معه على أنه حقيقي حفاظا علي ارواح الركاب والطاقم، كما أنه على الطاقم الابقاء علي باب غرفة القيادة مغلق (locked) طوال الرحلة وعدم السماح للمختطف بالدخول تحت أي ظروف، وأن أي محاولة لعزل المختطف من سلاحه وتقييده لا يجب أن تتم إلا في حالة منع كارثة، كما أن الهدف الرئيس لشركة الطيران في أي حالة اختطاف هو اطلاق سراح الركاب والطاقم. وقد أكد رئيس الوزراء المصري على اتباع المعايير الدولية في تأمين جميع المطارات المصرية، ويجري الآن تحقيقا للتعرف على دوافع قيام المختطف بهذه الواقعة وملابساتها وسيتم الإعلان عن كافة التفاصيل بشكل واضح فور انتهاء التحقيقات، وهناك انتظام في سير الرحلات الدولية والداخلية بمطار القاهرة والمطارات المصرية. وأشادت الحكومة المصرية بما أبدته السلطات القبرصية من تعاون وتنسيق متواصل مع الجانب المصري حول هذا الموقف وحتى انتهائه، واتخاذها جميع التدابير اللازمة لتأمين الطائرة المصرية المختطفة وضمان عودة الراكبين الى أرض الوطن.
مشاركة :