بعد 7 جولات من الكر والفر، والترحال والانتظار، في مهمة لم تكن معتادة، تأهل 5 منتخبات عربية آسيوية الى المرحلة الثالثة والاخيرة من تصفيات آسيا المؤهلة الى كأسي «العالم روسيا 2018، وآسيا الإمارات 2019 «، تلك المنتخبات هي» السعودية، الإمارات، قطر، سوريا، العراق فيما غادرت التصفيات منتخبات الأردن، البحرين، عمان، اليمن، فلسطين. افراح واحزان وكانت الجولة الأخيرة من دوري المجموعات التي جرت يوم الثلاثاء بين الـ 1 ظهرا والحادية عشرة مساء قد وضعت النقاط على الحروف، فأسعدت قلوبا سيرى اصحابها، احبابها في المرحلة الاخيرة من التصفيات، وتعيش على أمل أن ترى ألوان وعلم بلادها في مونديال روسيا المقبل، واحزنت اخرى في آخر الوقت كانت تمني النفس بماهو اكثروابعد، وسيكون لزاما عليها ان تنتظر سنوات ست مقبلة على أمل «لعل وعسى» تكون فرقها في ذلك الزمن حاضرة وتستطيع ان تترجم الأحلام إلى حقيقة، أما بقية المباريات فقد سارسيناريو أغلبها وفق توقعات عشاق المستديرة الذين حصلوا على وجبة دسمة جدا. تحليق الإخاء قمة القمم الكروية ذات الأبعاد الثلاثية «الخليجية، الآسيوية، المونديالية» جمعت الابيض الاماراتي بشقيقه السعودي على ارض ملعب محمد بن زايد في ابوظبي بدأت بلوحات الاخاء الجماهيري تعبيرا عن تقارب الشعوب، ثم بالاداء الراقي، والعرض الكروي الجميل من لاعبي الفريقين على ارض الملعب بحثا عن الانتصار حيث رمى الابيض بكل ثقله، واستخدم كل اسلحته الفنية، والمهارية في الشوط الاول بحثا عن هدف مبكريحقق له امله في الفوز وتزعم المجموعة لكن هدوء الاخضر كان انجع في الاثر ونجح في خطف هدف مبكر صعب المهمة على الابيض الذي كان بحاجة الى 3 اهداف وفي مرمى من «المنتخب السعودي» تحقق لهم حلما ثنائي الأبعاد وهو صدارة المجموعة، ثم وقف تفوق الاخضر عليه في السنوات الاخيرة، ومع ان الفريق ادرك التعادل في مطلع الشوط الثاني لكن الاخضر كان اكثر حنكة في التعامل مع ظروف المباراة التي انتهت بالتعادل والذي حرم الاثنين معا من الارتقاء الى المستوى الاول في التصنيف القاري للمرحلة الاخيرة من التصفيات. الاخضر سجل حتى الآن افضل حضور له في التصفيات المونديالية منذ سنوات عديدة حيث انهى جولاته السبع الماضية بدون خسارة حيث كسب 6 مباريات وتعادل في مباراتين وجمع 20 نقطة، فصعد وصعد معه الابيض. الاخضر ومع انه نجح مع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك والذي نجح في استثمار امكانيات الفريق العالية، بتنوع الخيارات لديه، وتنوع ايضا القدرات لدى عناصره فنجح في تجاوز التصفيات لكنه لم يقدم كل ما لديه، ويحتاج الى من يستفز اللاعبين فنيا داخل الملعب ليخرجوا ما لديهم وستكون التصفيات المقبلة اختبارا حقيقيا له ولكل الفرق. الابيض ثابت المستوى منتخب الامارات والذي كان مرشحا منذ البداية مع الاخضر لتصدر المجموعة بدا ثابت المستوى في هذه التصفيات، ويعتمد بشكل كلي على تحركات وعطاء قلبه النابض عمر عبدالرحمن، وقد حاول مدربه الاستعانه بلاعب مهاري آخر هو اسماعيل مطر بإعادته للفريق لكن الوضع لم يتغير، ولديه مجموعة جيدة من اللاعبين ولاسيما في خطي الوسط، والمقدمة « الاخوان عمر، محمد عبدالرحمن، على مبخوت، اسماعيل الحمادي، احمد خليل» وهذا ما دفع مسؤوليه الى التصريح بأنهم سيعيدون تأهيل الفريق للتصفيات المقبلة. خماسية استرالية يابانية التصفيات الأولية «دوري المجموعات» أكدت أن الفرق شرق اسيوية قادرة على الضرب بقوة عند احتدام المنافسات، فمع أن منتخب الأردن كسب استراليا «الجديد «في تشكيلته وتكوينه ذهابا فقد خسر منه في الإياب بنتيجة لم تكن متوقعة حتى لأكثر الناس تشاؤما من عشاق النشاما الذين كانو يتوقعون رؤية فريقهم مع الكبار في التصفيات المقبلة، فأدت هذه الخماسية إلى حرمان الفريق من التأهل والاستمرار في طريق المنافسة رغم أنه قدم مستويات جيدة كسب معها 18 نقطة وكان الفارق حتى قبل المباراة الأخيرة نقطتان فقط، وكان التعادل كافيا للصعود والتأهل. والرقم الخماسي الآخر سجله منتخب اليابان في مرمى المنتخب السوري أكد من خلاله «الكمبيوتر الياباني» على دقة عمله الذي جعل رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم يعلن صراحة ان منتخب بلاده سيكون بين الاربعة الاوائل في مونديال 2030، لكن الخماسية اليابانية وغير المتوقعة في مرمى المنتخب السوري لم تنجح في قصم ظهر مجموعة عمر السومة، في التأهل وبلوغ الدور الثاني بما حصل عليه من نقاط جعلته من افضل 4 ثواني في التصفيات حيث سيواصل المسير حتى نهاية المشوار. إيران تشنق أمل الجيران المنتخب العربي الآخر الذي كان يعيش على أمل التأهل هو المنتخب العماني الذي شنقت أحلامه على ارض إيران بعد خسارة الفريق للمباراة النهائية وتجمد رصيده على 14 نقطة لم تكن كافية لتصعد به إلى الطائرة المحلقة في سماء المنافسة. التنين يردها للعنابي الفريق القطري كان واحدا من الفرق التي قدمت نفسها بشكل ممتاز في هذه التصفيات وكان الفريق الذي يقوده الاوروجوياني كارينو قريبا من تحقيق العلامة الكاملة حيث جمع 21 نقطة من سبع مباريات لكن خسارته الأخيرة أمام الصين في أرض الأخير والذي اقتص لنفسه حرمت العنابي من الشعور الكامل بالتأهل، وايضا ادت الخسارة الى حرمان فريق مثل الأردن في التأهل. العراق صعد من عنق الزجاجة أسود الرافدين منتخب العراق صعد من عنق الزجاجة لمجموعة كانت تعد الأضعف في التصفيات وتنافست فيها 3 فرق من خمس جمع الأول تايلند 14 نقطة والثاني العراق 12 نقطة وللثالث 9 نقاط وليس للباقين اي نقاط، ولم يقدم العراق في هذه التصفيات المستوى الذي كان يأمله محبوه وخدمته نتائج المجموعات الثانية. البحرين مع الأصعب المنتخب البحريني وضع علامات استفهام حول مستواه وهو الذي نافس على التأهل للمونديالين الماضيين حتى الرمق الأخير ومن سوء حظه مع تراجع مستواه أنه جاء في مجموعة متقاربة المستوى على رأسها أوزبكستان وكوريا الشمالية ثم الفلبين وحل هو رابعًا واليمن خامسًا. هذا الفريق يحتاج الى إعادة بناء قبل الخوض في منافسات كأس آسيا العام المقبل، وكذلك الحال لمنتخب عمان، أما الأردن فإن الفريق في حال جيدة، وما يحتاج إليه هو الرفع من معنوياته ليكون مع فلسطين من فرسان الأسياد في الإمارات. كوريا ثابت الخطى الفريق الكوري الجنوبي هو مثل اليابان فريق رأسي في المنافسة فقد انهى مشاركته بالعلامة الكاملة ولم تستطع فرق مجموعته ان تهز من معنوياته، كما أن الفريق الاوزبكي ظهر في التصفيات بمستوى جيد جدا رغم أنه خاضها في وقت لم يكن الدوري لديه «شغال» ولياقة لاعبيه لم تكن مكتملة، مما ينفي العذر الشائع بأن الدوري أرهق اللاعبين.
مشاركة :