أمير منطقة القصيم يكرم نزيلاً بجائزة الشاب العصامي لنيله 4 شهادات أكاديمية ومهنية

  • 3/31/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حلم والدي وأمنيته في هذه الحياة أن أتخرج من إحدى الجامعات وأنال الشهادة الجامعية، ولكنني لم أحقق رغبته ولم أحصل إلا على الشهادة الابتدائية وبصعوبة، ولكنه لم يخطر ببالي أن يكون السجن سبباً في تحقيق أمنية والدي وحصولي على الشهادة الجامعية وبامتياز. هكذا بدأ النزيل ب. ج. م. الذي يقضي ما تبقى من محكوميته في قسم الجناح المثالي بسجن بريدة، حديثه مع «الجزيرة» كأحد الشباب العصاميين الحاصلين على جائزة الشاب العصامي في نسختها السابعة لهذا العام، الذي كرمه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير القصيم شخصياً. يقول النزيل ب. ج. م. وهو يحكي لـ «الجزيرة» قصته سارداً تفاصيل مسيرته العصامية قائلا: «حكم علي بالسجن لمدة عشرين عاماً بعد القبض علي بتهمة الترويج للمخدرات، وقد كان عمري آنذاك 33 سنة» ـ ويتابع حديثه قائلا: «شعرت حينها بحزن شديد يجتاحني وأنا في طريقي إلى السجن، وفي نفس الوقت بالرضا بهذا القدر الذي تسببت به على نفسي وعلى مجتمعي». وبين النزيل ب. ج. م. أنه وبعد مرور وقت قصير بدأ بالتطلع إلى المستقبل بالرغم من وجوده داخل القضبان الحديدية، مشيرا إلى أنه ومن خلال هذه القضبان بدأ رحلة العودة إلى المجتمع من خلال التعليم، وأضاف: «بالفعل وجدت أن بيئة السجن فيها مرارة ومآسي وآلام وتقييد للحرية، إلا أنها وبالرغم من كل ذلك فهي بيئة إصلاحية وتهذيبية لمن يعقد العزم والإصرار على التغيير والعودة إلى الحياة الطبيعية». ويقول ب. ج. م. أنه بدأ حياته الجديدة في السجن من حيث أهم ركيزة وهي التعليم، مبينا أنه وقبل دخوله السجن لم يستطع أن ينهي حتى مسيرته مع التعليم المتوسط، حيث كان يدرس في المدراس الليلية وتوقف تعليمه في ثاني متوسط بتلك المدارس ـ وتابع يقول: «استمرت رحلتي مع الدراسة والتحصيل، داخل السجن حتى حصلت على الثانوي بتقدير امتياز، وبعدها أكملت دراستي الجامعية واستطعت الحصول على دبلوم جامعي تخصص موارد بشرية بتقدير جيد جدا من كلية المجتمع التابعة لجامعة القصيم. وتابع النزيل ب. ج. م. حديثه قائلا: هذا كان استثمار وقتي بالفترة المسائية، حيث الدراسة، أما في الفترة الصباحية فكانت مخصصة لاكتساب حرفة ومهنة، حيث التحقت بدورة مهنية بقسم النجارة وبعد تفوقي حصلت فرصة عمل داخل السجن مساعد مدرب لهذا القسم، وأيضاً التحقت بدورة ميكانيكا سيارات لزيادة خبراتي الصناعية، لأنهي مسيرتي العلمية داخل السجن بأربع شهادات، الأولى دبلوم نجارة ومساعد مدرب الثانية دبلوم ميكانيكا، الثالثة ثانوي بتقدير امتياز الرابعة دبلوم جامعي بتقدير جيد جدا. وبين النزيل ب. ج. م. بأن من الأشياء العالقة في ذهنه أن والدي كان يتمني أن أكون جامعيا، إلا أنه فقد هذا الأمل بعد التحاقه بالعمل بالشهادة الابتدائية، وقد شاء الله أن أحقق أمنيته من داخل السجن. وقال إنه وبعد خروجه إن شاء الله بعد خمسة أشهر بإذن الله، سيلتحق بالعمل الحر الخاص به وسيعمل للاستفادة من الخبرات والشهادات التي حصل عليها ليعود لمجتمعه وأهله عضواً نافعاً ومنتجاً ـ وأضاف: «يكفيني فخراً أنني حصلت على تقدير معنوي من المجتمع، وأيضاً من والدي وزوجتي وأسرتي الكبيرة والصغيرة الذين كان لهم جميعا الفضل في تشجيعي ودعمي، كذلك البيئة الإصلاحية والتهذيبية والإمكانيات المتوافرة التي هيئتها الدولة والتي كانت أحد أهم الأسباب في نجاحي وتوفيقي بعد الله سبحانه وتعالى». من جهته، أشاد مدير عام السجون بمنطقة القصيم اللواء عبدالمحسن بن محمد الطويل بالنزيل العصامي ب. ج. م ـ لافتاً إلى أن السجن ليس نهاية المطاف وإنما لمن يريد أن يكون بداية لحياة جديدة تختلف عما سبق.

مشاركة :