اتضح أن انخفاض مستوى المياه الجوفية يؤدي إلى انخفاض محاصيل الحبوب والبقوليات، ما يتطلب أخذه بالاعتبار عند استخدام الري في المناطق القاحلة. ويشير المكتب الإعلامي لجامعة لنكولن في ولاية نبراسكا، إلى أنه اتضح لمهندسين زراعيين من الولايات المتحدة وبريطانيا أن محصول الحبوب والبقوليات ينخفض كثيرا عندما ينخفض مستوى المياه الجوفية إلى نقطة معينة. ويقول البروفيسور نيكولاس بروزوفيتش من الجامعة: "عندما ينخفض مستوى طبقة المياه الجوفية إلى نقطة معينة، فإن التغيرات حتى الصغيرة في مستوى المياه الجوفية تؤثر بشكل أكبر على إنتاجية الحبوب ومقاومتها للظروف غير الملائمة. ومن الصعب للغاية التنبؤ بمثل هذه التغيرات السلبية، وفي معظم الحالات يكون تأثيرها أكبر من المتوقع". وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج من تحليل بيانات عن تغير مستوى المياه الجوفية وإنتاجية المزروعات في حقول ولاية نبراسكا والمناطق المحاذية على مدى ثلاثة عقود. ووفقا للمهندسين الزراعيين يستخدم المزارعون في هذه المناطق المياه الجوفية ومياه الأنهار في ري الحقول، لانخفاض هطول المطار فيها. ويخشى علماء البيئة أن يؤثر استنزاف المياه الجوفية في السهول المرتفعة سلبا في النظم البيئية المحلية وإنتاجية الحبوب والبقوليات في إحدى المناطق الزراعية الرئيسية في الولايات المتحدة. واستنادا إلى هذه الفكرة، حلل العلماء كيفية تأثير تقلبات الطقس والتغيرات في ارتفاع مستوى المياه الجوفية على إنتاج محصولين رئيسيين، الذرة وفول الصويا. وأظهرت نتائج التحليل أن التقلبات الجوية وموجات الحر والجفاف كان لها تأثير ضعيف نسبيا على محصول هذه النباتات عندما زرعت في مناطق يرتفع فيها سمك طبقة المياه الجوفية من 60 إلى 200 م، ولكن عندما ينخفض إلى 9- 30 م، حتى الانخفاضات الصغيرة اللاحقة في هذا المؤشر المرتبطة بالحرارة والجفاف أدت إلى انخفاض حاد في إنتاج فول الصويا والذرة. ووفقا للعلماء تشير هذه النتائج، إلى وجود مستوى معين من المياه الجوفية، عند الوصول إليه تنخفض بشكل حاد قدرة النباتات على تحمل التقلبات المناخية، حتى مع وجود احتياطيات كبيرة من الرطوبة في أعماق التربة، والتي لا يزال من الممكن استخدامها لري الحقول. وخلص الباحثون إلى ضرورة أخذ ذلك في الاعتبار عند وضع التدابير الرامية إلى حماية المياه الجوفية من الاستنزاف. المصدر: تاس تابعوا RT على
مشاركة :