أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، استمرار المذابح بحق المدنيين في قطاع غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال، في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن «العالم يقف متفرجا بينما يتعرض المدنيون، ومعظمهم من النساء والأطفال، للقتل والتشويه والقصف وإجبارهم على ترك منازلهم وحرمانهم من المساعدات الإنسانية». وأضاف غوتيريش: «أكرر دعوتي إلى وقف فوري لإطلاق النار لتخفيف المعاناة الإنسانية وإلى إطلاق عملية تهدف إلى تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال تطبيق حل الدولتين». وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دفعت نحو 690 مليون دولار، استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته بشأن غزة. وقال المكتب إن المبلغ المدفوع يشكل نحو 58% من الاستجابة المطلوبة، والبالغة 1.2 مليار دولار. وأطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها في بداية العام الماضي، نداءً عاجلًا لتنفيذ خطة الاستجابة الخاصة بها لدعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة، ونصف مليون في الضفة الغربية المحتلة. وتخصص هذه التبرعات لقطاعات الغذاء والصحة والأمن والمأوى والتعليم والحماية والتنسيق وغيرها. المجاعة وشيكة في السياق ذاته، قال غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، اليوم الأربعاء، إن العالم يحتاج إلى إنهاء حرب غزة سريعا. وقال بيدرسن، في حديث بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إنه قلق للغاية بسبب اتساع نطاق الحرب والتصعيد. قال عدد من المقررين الخاصين للأمم المتحدة، إن كل شخص في غزة يعاني الآن من الجوع، وربع السكان يتضورون جوعا ويكافحون من أجل العثور على الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وإن المجاعة وشيكة. واضافوا، في بيان مشترك: «لا تتلقى النساء الحوامل التغذية والرعاية الصحية الكافية، ما يعرض حياتهن للخطر، كما أن جميع الأطفال دون سن الخامسة، والبالغ عددهم 335 ألف طفل، معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد مع استمرار خطر المجاعة». وشدد البيان على أن جيلا كاملا أصبح الآن معرضًا لخطر الإصابة بالتقزم. وتابع البيان: «لا يوجد مكان آمن في غزة، وإسرائيل تفرض حصارا شاملا على غزة، ما أدى إلى حرمان 2.3 مليون فلسطيني من الماء والغذاء والوقود والأدوية والإمدادات الطبية، على خلفية الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 17 عاما، والذي جعل، حتى قبل هذه الحرب، نصف سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حيث يعتمد أكثر من 80 بالمئة منهم على المساعدات الإنسانية». وقال الخبراء إن إسرائيل دمرت حوالي 70 بالمئة من أسطول الصيد في غزة، كما دمرت 60 بالمئة من المنازل الفلسطينية في القطاع، ما يؤثر بشكل مباشر على القدرة على طهي أي طعام، ويتسبب في القضاء على المنازل عبر التدمير الشامل للمساكن وجعل المنطقة غير صالحة للعيش. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار، مؤكدا إن إسرائيل ستواصل هجماتها على غزة حتى تهزم حركة حماس. وأدى القصف الإسرائيلي والهجوم البري على قطاع غزة إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم. وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة إلى 24448 شهيدا و61504 مصابين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتسببت هذه الأحداث في وقوع أزمة إنسانية خطيرة حيث تم فرض قيود شديدة على توصيل الغذاء والوقود والإمدادات الطبية إلى غزة.
مشاركة :