يتردَّد السعال كثيرًا على الإنسان على مدار العام، فقد يصحب نزلات البرد، أو التهاب الجيوب الأنفية، بل ارتجاع المريء أحيانًا، وسرعان ما يزول السعال ولا يدوم طويلاً، لكن النوبات الشديدة من السعال، واستمراره أكثر من 3 أسابيع، قد يُسبِّب مخاطر جسيمة، خاصةً إذا كانت قوة السعال أكبر من قدرة تحمل الأنسجة المرنة في الضلوع، فهل يُمكن أن يُؤدِّي ذلك إلى كسر الضلوع؟ نعم، قد تنكسر الضلوع بسبب السعال، ورغم عدم شيوع ذلك فإنَّه قد يحدث مع السعال الشديد، كما تزداد فرص الإصابة به في بعض الحالات، مثل: وقد بيَّنت دراسةٌ أنَّ 85% مِمّن كُسرت ضلوعهم بسبب السعال، كان السعال مستمرًا لديهم لمدة 3 أسابيع على الأقل، و65% منهم كانوا مُصابِين بهشاشة العظام. كما أن نحو 78% من المُصابِين بكسر الضلوع كُنّ من الإناث، ومِنْ ثَمَّ فالسيدات اللاتي يستمر السعال لديهن 3 أسابيع فأكثر ويُعانِين هشاشة العظام في الوقت نفسه، هُنّ الأكثر عُرضةً لكسر الضلوع بسبب السعال. أمَّا الأفراد الذين لا يُعانُون أيًا من المشكلات السابقة، فقليلاً ما تنكسر ضلوعهم بسبب السعال، وإنَّما قد تبرز لديهم مشكلات أخرى، مثل: وهذه الكدمات أو الشد العضلي مؤلمة إلى حدٍ ما عند ظهورها على المريض. عادةً يكون كسر الضلوع الناجم عن السعال في الناحية اليمنى من الجسم، خاصةً الضلع العاشر، وذلك لا يمنع احتمال أن يكون الكسر في الضلوع اليُسرَى وإن كان ذلك أقل شيوعًا. تتشابه أعراض كسر الضلوع مع أعراض كدمات الضلوع، وأفضل شيء للتمييز بينهما الاختبارات التصويرية مثل الأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، لكن سواء أُجريت هذه الاختبارات أم لا، فإنَّ علامات كسر الضلوع أو كدماتها تتضمّن ما يلي: وتدلّ بعض العلامات الأخرى على كسر الضلوع، مثل: اقرأ أيضًا:هل التنفس من الفم يغير شكل الوجه؟ 10 أضرار من المهم علاج كسر أو كدمات الضلوع إثر السعال؛ كي يتمكَّن المرء من التنفس دون خوفٍ من الألم، وقد يشمل العلاج ما يلي: يُمكِن تسكين آلام الضلوع بوسائل عديدة، منها: جديرٌ بالذكر أنّ الألم الناجم عن كسر الضلوع مُؤقّت، لا يدوم إلى الأبد، فبمجرّد أن تبدأ العظام في الالتئام، يصير الألم أخفّ وطأة على المريض. وتُعدّ المسكنات دون وصفة طبية خيارًا آمنًا، وكافيًا لمعظم المُصابين بكسر الضلوع، ودليل نجاحها تمكّن المريض بعد ذلك من أخذ نفسه كاملاً بلا ألم. ينبغي للمرء أن يكون تنفّسه عميقًا بأقصى قدرٍ ممكن، سواء كان ذلك في الشهيق أو الزفير، خاصةً مع كسر الضلوع، وهذا للوقاية من الالتهاب الرئوي وانخِماص الرئة. يُحاوِل الجسم كبح الشعور بالألم تلقائيًّا، وذلك من خلال الأنفاس الضحلة، وعدم أخذ أنفاسٍ عميقة، وهذا لا يسمح للرئتين بالتوسّع أو الانكماش بشكلٍ صحيح، ما يزيد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. لذا يلجأ بعض المرضى إلى استخدام جهاز تحفيز التنفّس الذي يُساعِدهم في التنفّس العميق، وتمدُّد الرئة؛ للوقاية مستقبلاً من الالتهاب الرئوي. بدايةً ينبغي الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة كالجري إلى أنَّ يلتئم الضلع المكسور، ويُعدّ المشي والأنشطة البدنية الخفيفة مناسبة لك طالما أنَّها لا تزيد الألم، والقاعدة في كل ذلك أنَّ أي نشاطٍ بدني يُسبِّب الألم أو يزيده، ينبغي تجنُّبه. عادةً تحتاج الضلوع إلى 6 - 8 أسابيع كي تلتئم، لكن بعض الكسور تستغرق وقتًا أطول يصل إلى نحو 3 أشهر، أمَّا لو تعرَّضت الضلوع لكدماتٍ فقط، فلن تستغرق أكثر من 6 أسابيع كي تتعافى. ويسعك التأكُّد من التئام الجروح بنجاح من خلال: اقرأ أيضًا:لتكسب الحرب ضد"نزلات البرد" في الشتاء تَعرف على هذه المناورات الـ11 من أصعب ما يُواجه المُصاب بكسر الضلوع، صعوبة أخذ أنفاسٍ عميقة؛ لمصاحبة الألم لها، ما يُؤدِّي إلى تراكم المخاط والرطوبة في الرئتين، ومِنْ ثَمّ زيادة خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. أيضًا فإنَّ كسر الضلع قد يضرّ أعضاء الجسم الأخرى، ومِنْ ثَمّ فقد يُسبِّب انخماص الرئة أو النزيف الداخلي، ولأجل ذلك فإنَّ زيارة الطبيب ضرورية للغاية حال المعاناة من مشكلات صحية خطيرة إثر كسر ضلعٍ ما، ومن أهم الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب:
مشاركة :