بيروت، واشنطن وكالات أبدت المعارضة السورية أمس رفضها تصريحات الرئيس بشار الأسد حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرة أنه لا يمكن للأخير البقاء في الحكم عند بدء الانتقال السياسي، وفق ما أكد رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف. وقال أسعد الزعبي رئيس الوفد المفاوض «كل القرارات الدولية تتحدث عن انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس» مشدداً على أنه «لا يمكن للأسد أن يبقى ولو ساعة واحدة بعد تشكيل» هذه الهيئة. وتأتي مواقف الزعبي بعد ساعات على مواقف أدلى بها الأسد في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي العامة الروسية أمس قال فيها إن الانتقال السياسي «لا بد أن يكون تحت الدستور الحالي» معتبراً أن الكلام عن هيئة انتقالية «غير دستوري وغير منطقي» وأن «الحل هو في حكومة وحدة وطنية تهيئ لدستور جديد». ورأى الزعبي أن «هذا الكلام يعبر عن أحلام وأحلام يقظة فقط» معتبراً أن «بشار الأسد ورموز حكمه خارج الواقع وهم يعيشون على كوكب أخر». وأضاف «لا يهمنا مفهوم الأسد للمرحلة الانتقالية، ما يهمنا هو المفهوم الدولي الذي تحدث عن انتقال سياسي للحكم، أي أن ننتقل من المرحلة الراهنة غير المقبولة إلى مرحلة جديدة تقوم على نظام تعددي مدني ديمقراطي». وتصر الهيئة العليا للمفاوضات على أولوية تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، تتولى كافة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية، في حين تعتبر دمشق أن مستقبل الأسد يتحدد فقط عبر صناديق الاقتراع، وتقترح تشكيل «حكومة موسعة» لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات. وتتحدث خارطة الطريق التي تتبعها الأمم المتحدة في مفاوضات جنيف عن انتقال سياسي خلال ستة أشهر، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً، من دون أن تحدد شكل السلطة التنفيذية التي ستدير البلاد أو تتطرق إلى مستقبل الأسد. وانتهت جولة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة في مقر الأمم المتحدة في جنيف الخميس الماضي من دون تحقيق أي تقدم ملموس. ومن المقرر ان تُستأنف جولة جديدة بدءاً من التاسع من الشهر المقبل. من جهته قال البيت الأبيض أمس إن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في أي حكومة ائتلاف جديدة ستقضي على مساعي إنهاء الحرب الأهلية في سوريا. واستبعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست مشاركة الأسد في حكومة جديدة بعد أن قال الرئيس السوري إنه لن يكون من الصعب الاتفاق على حكومة سورية ائتلافية جديدة تضم شخصيات من المعارضة ومستقلين وموالين. وقال إيرنست «لا أعرف ما إذا كان يتصور نفسه جزءاً من حكومة الوحدة الوطنية تلك. نرى أن هذا سينسف قطعاً العملية من أساسها».
مشاركة :