معارض فنية، وعروض ترفيهية وموسيقية متنوعة مستلهمة من تاريخ السينما وجماليات الطبيعة والبيئة المحلية، ترافق النسخة الثالثة من مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء» الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، بهدف إثراء المشهد السينمائي المحلي، وتعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، ودعم صنّاع الأفلام، ومنحهم منصة مبتكرة لعرض أعمالهم وإنتاجاتهم الفنية. وخلال المهرجان الذي تستضيفه محمية المرموم الصحراوية، ويستمر حتى 21 الجاري، تفتح «دبي للثقافة» أبواب ثلاثة معارض فنية، تتضمن تشكيلة من الأعمال التي تحمل بصمات مجموعة من المصورين المبدعين وأصحاب الهمم، في إطار جهود الهيئة الرامية إلى دعم أصحاب المواهب الناشئة، ومنحهم منصة مبتكرة لعرض أعمالهم. ويتضمن معرض «روائع الملصقات السينمائية» مجموعة فريدة من مقتنيات رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، توثق مسيرة تطور الملصق السينمائي الذي شكل علامة فارقة في تاريخ السينما العربية، وتضم المجموعة بوسترات قديمة، تعود إلى بدايات السينما المصرية، اعتمد فيها صنّاع الأفلام على نخبة من الفنانين الأجانب، وأخرى تعود إلى فترة ما بعد ظهور «المدرسة المصرية» التي كان الفنان حسن مظهر من أبرز روادها، وتمكن من تقديم نماذج ملهمة في تصميم الملصقات السينمائية. في حين يجمع معرض الصور الفوتوغرافية الذي يقدمه «مركز عكاس للفنون البصرية» رؤى أربعة مصورين أسهموا في إبراز ما تمتاز به الطبيعة من جاذبية وقدرة على تمكين الإنسان من التواصل معها، وتحفيزه على استكشاف روائع الحياة الفطرية والبيئية، والاستمتاع بما تمتلكه من جماليات وأشكال متفردة. بينما أبدع طلبة «مركز راشد لأصحاب الهمم» ثماني لوحات تتزين بألوان الأمل في «معرض أصحاب الهمم»، لتعبر عن قدراتهم في تجاوز حدود الإعاقة، وليعبروا من خلال رسوماتهم عن نظرتهم الخاصة للسينما ومشاهد الأفلام، ورؤيتهم لهذه الصناعة ونجومها وتطلعاتهم لمستقبلها. كما قدم طلبة المركز مجموعة صور فوتوغرافية، توثق جماليات منطقة المرموم الصحراوية وحيويتها، وما تتضمنه من مشاهد وروائع طبيعية جعلت منها واحدة من أبرز الوجهات الصحراوية في دبي. واستلهم الفنان التشكيلي عبدالله الاستاد جداريته الفنية التي يصل طولها إلى ثمانية أمتار من جماليات منطقة المرموم، ويمزج فيها بين فنون الخط العربي وألوان الشروق والغروب وطيور الفلامنغو وغزال المها، تعبيراً عن روح المنطقة، وما تمتاز به من تنوع بيئي وطبيعي. بوابة عبور من جهته، قال محمد المر: إن «روائع الملصقات السينمائية» تمثل جزءاً من اهتماماته بتوثيق حركة وتطور صناعة السينما العربية، مضيفاً: «يشكل الملصق السينمائي بوابة عبور إلى الأفلام، وإحدى أهم الأدوات التي يستند إليها صنّاع السينما العربية في الترويج لأعمالهم، وقد شهد فن تصميم الملصق السينمائي قفزات نوعية، ولذلك يعد علامة فنية فارقة في تاريخ السينما المصرية التي تعد (هوليوود الشرق)». وأوضح أن المعرض يبرز مراحل تطور الملصق السينمائي، وبروز المدرسة المصرية التي قدمت تشكيلة من النماذج الفنية الباهرة، مشيراً إلى أن المعرض يوثق لعمية التطور التي شهدتها السينما العربية منذ عصر الأفلام الصامتة وتحولها إلى ناطقة، ويعكس أهمية هذا الفن، بوصفه يعد جسراً حيوياً يجمع بين الثقافات، ويسهم في تعزيز الحوار الفكري بينها. تواصل من جانبه، قال مؤسس مركز عكاس للفنون البصرية في حي الفهيدي التاريخي، المصور جاسم العوضي: إن «معرض الصور الفوتوغرافية، يعكس ملامح تفرد المصور الإماراتي وطريقة تفاعله مع عدسة الكاميرا والصورة، وقدرته على تقديم رؤية تعبيرية تبرز جماليات الطبيعة». وأضاف: «تُعبر مجموعة الصور التي يضمها المعرض عن رؤى مختلفة ووجهات نظر متعددة تبين ما يتمتع به المصور الإماراتي من مهنية عالية وذوق فني، إذ تبرز اللقطات جمال الطبيعة وتوثق تنوع الحياة الفطرية داخل الدولة، وهو ما يعكس أهمية المحافظة على البيئة المحلية»، مشيراً إلى أن «المرموم: فيلم في الصحراء» يمثل مساحة إبداعية ملهمة لأصحاب المواهب الفنية الرائدة والناشئة، إذ يمنحهم من خلال تنوع فعالياته، الفرصة للتواصل والتعريف بإبداعاتهم. تحفيز قدرات بينما أكدت مدير عام «مركز راشد لأصحاب الهمم»، مريم عثمان، أهمية الفنون ودورها في تمكين أصحاب الهمم، وتحفيز قدراتهم وتشجيعهم على التعبير عن طاقاتهم الداخلية والتفاعل مع المجتمع. وقالت: «تمثل الفنون على اختلافها أحد أساليب العلاج التي يعتمدها (مركز راشد لأصحاب الهمم) في تأهيل طلبته، لما تمتلكه من تأثير في نفوسهم، ولإسهامها في تعديل سلوكياتهم، وتطوير مهاراتهم وحركتهم وتفاعلهم مع الأشياء المحيطة بهم»، مؤكدة أن مشاركة طلبة «مركز راشد لأصحاب الهمم» في فعاليات مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء» تمثل خطوة مهمة تسهم في تعزيز حضورهم واندماجهم في النسيج المجتمعي. وأضافت: «يمنح معرض أصحاب الهمم في المهرجان، فرصة استكشاف مواهب أبناء المركز، وما يتمتعون به من خيال واسع، ونظرة خاصة تجاه صناعة الأفلام والسينما، إلى جانب قدرتهم على التفاعل مع عدسات الكاميرا والتقاط صور مختلفة تبرز أهمية محمية المرموم الصحراوية ومكانتها التاريخية». جاسم العوضي: • المهرجان مساحة إبداعية ملهمة لأصحاب المواهب الفنية الرائدة والناشئة. مريم عثمان: • الفنون أحد أساليب العلاج التي يعتمدها «مركز راشد لأصحاب الهمم» في تأهيل طلبته. عروض يقدم مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء» الذي يدعم حملة «أجمل شتاء في العالم» لزواره باقة من الفنون المسرحية والموسيقية والعروض الترفيهية، بمشاركة مجموعة من الفنانين الإماراتيين والمقيمين، ومن بينهم الفنان مرعي الحليان الذي يقدم مسرحية «طوي غبيشة»، والفنان هزاع الظنحاني، والفنانة ديم، وكذلك فرقة «مارو آند ذا باند»، وعازفة الكمان ديما، والفنان السوري ريان جريرة، وعازفة البيانو الكندية ساناز سوتوده، وفرقة طرابيش الغنائية المعروفة بأداء الأغاني العربية التراثية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :