فيما وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء الصراع في غزة بأنه «مؤلم» وأن المعاناة «تفطر قلبي»، شنّت إسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء غارات جوية مكثفة على مناطق في جنوب غزة بعد ساعات من إعلان التوصل لاتفاق بوساطة قطرية يتيح إدخال مساعدات إنسانية إلى المدنيين وأدوية للرهائن.وكشف عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، الأربعاء، أن الحركة وضعت شروطاً من أجل إنجاح صفقة الأدوية التي تم التوصل إليها مع إسرائيل برعاية قطرية وبالتعاون مع فرنسا.وقال أبو مرزوق، عبر منصة «إكس»، إن «الصليب الأحمر تقدم بطلب لتوفير الدواء لأسرى الحرب عند حماس، وكانت 140 صنفاً».وأضاف: وضعنا عدّة شروط، وهي: مقابل كل علبة دواء، ألف لأبناء شعبنا،، توفير الدواء عبر دولة نثق فيها، يضع الصليب الأحمر الدواء في 4 مستشفيات تغطي جميع مناطق قطاع غزة، بما فيها أدوية الأسرى، إدخال مزيد من المساعدات والغذاء. ومنع تفتش شحنات الأدوية من قبل جيش العدو الاسرائيلي.وأشار أبو مرزوق إلى أن فرنسا طلبت توفير الدواء، لكن «حماس» رفضت الطلب لعدم ثقتها بالحكومة الفرنسية، بسبب موقفها الداعم لإسرائيل.كما وجّه القيادي في «حماس» اتهامات جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلاً: «نتنياهو يكذب مرة أخرى، ويخدع شعبه مرة أخرى، فنحن من حدد الكمية والوسيط، وآلية التوزيع، وإيصال الدواء لشمال غزة رغم المنع والرفض الإسرائيلي منذ مئة يوم».وكانت قطر قد أعلنت، الثلاثاء، نجاح وساطتها بالتعاون مع فرنسا، في التوصل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة خصوصاً للمناطق الأكثر تأثراً وتضرراً مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون الإسرائيليون في القطاع.وأوضحت الدوحة أن الأدوية والمساعدات سترسل، إلى مدينة العريش المصرية على متن طائرتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة.ميدانياً، قالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، الأربعاء، إنها قتلت سبعة جنود إسرائيليين في مخيم المغازي بوسط قطاع غزة.وأعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل اثنين من قوات الاحتياط في «معارك» بشمال قطاع غزة،، موضحاً أن عمريهما (32 عاماً) و(34 عاماً)، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام عبرية.كما أعلن عن إصابة جندي من قوات الاحتياط بجروح خطيرة في معركة بشمال القطاع، بجانب إصابة مسعف من الاحتياط بجروح خطيرة أيضاً في غلاف غزة.وفي وقت سابق أمس، قالت وزارة صحة غزة التابعة لـ«حماس» إن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 24 ألفاً و448 منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، بينما زاد عدد المصابين إلى 61 ألفاً و504.وقال سكان في غزة إن دبابات إسرائيلية عاودت اجتياح مناطق في شمال القطاع كانت قد انسحبت منها الأسبوع الماضي.وتعرض المستشفى الميداني العسكري التابع للجيش الأردني في خان يونس بقطاع غزة لأضرار بالغة الأربعاء جراء القصف الإسرائيلي في محيطه وقال الجيش إنه يُحمل إسرائيل «المسؤولية الكاملة عن «الانتهاك السافر للقانون الدولي».وقال الجيش في بيان إن أحد أفراد طاقم المستشفى أصيب وسيتم نقله جواً إلى الأردن لتلقي العلاج في حين تعرض أحد المرضى للإصابة بشظايا.وجاء في البيان أن «المستشفى تعرض لأضرار بالغة... الحكومة الأردنية ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة جراء هذا العدوان».وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء من أنّ استمرار إسرائيل في شنّ عمليات عسكرية دقيقة بما يكفي في قطاع غزة يطرح «خطراً على أمنها على المدى الطويل»، داعياً مجدداً إلى وقف لإطلاق النار.وقال ماكرون «أقول ذلك لأنه يصبّ أمنياً في مصلحة إسرائيل على المدى الطويل بينما الاستمرار في شنّ عمليات كما تشنّ الآن يشكّل مخاطرة على المدى الطويل نظراً لما يخلّفه في المنطقة برمّتها على أمن إسرائيل نفسها».وأضاف «سنواصل المبادرات الدبلوماسية والقرارات والمناقشات للدعوة إلى وقف لإطلاق النار وسأستمر في التواصل الثنائي في محاولة للتوصل إليه بشكل ملموس».قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لقادة الأعمال والسياسيين في دافوس الأربعاء إنه لا يتذكر وقتاً في مسيرته المهنية كانت التحديات العالمية أكثر مما هي عليه الآن بدءاً من الحرب في غزة وأوكرانيا إلى التوترات بشأن تايوان.وذكر أنه لا يمكن التعامل مع أي مشكلة تقريباً من المشكلات التي تريد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن معالجتها بمعزل عن الأخرى، مكرراً تصريحات رئيس الحكومة الصينية لي تشيانغ الذي دعا إلى مزيد من التعاون العالمي أمس الثلاثاء.وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء إن طرفي الصراع في غزة «يسحقان» القانون الدولي وحثهما على وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.وقال في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن طرفي الصراع «يتجاهلان القانون الدولي ويضربان باتفاقيات جنيف عرض الحائط بل ينتهكان ميثاق الأمم المتحدة».وعلى صعيد البحر الأحمر، أعربت منظمات غير حكومية عن «قلقها البالغ» إزاء تأثير التصعيد العسكري في اليمن والبحر الأحمر على العمل الإنساني، مشيرةً إلى أن بعض المنظمات الإنسانية علّقت عملياتها بسبب «مخاوف» أمنية بعد الضربات الغربية على الحوثيين.وفي الأيام الأخيرة، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا سلسلة ضربات على مواقع عسكرية للمتمردين ردًا على هجماتهم في البحر الأحمر وبحر العرب على سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر بين حركة حماس والدولة العبرية. 3 شركات يابانية تعلن تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمرأكّدت 3 شركات يابانية للشحن البحري (الأربعاء) أنها علقت مرور سفنها في البحر الأحمر، على خلفية تصاعد التوتر في هذه المنطقة.وقال متحدّث باسم «نيبون يوسن» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ الشركة اتّخذت هذا القرار لـ«ضمان سلامة الطواقم». وأكدت شركتا «ميتسوي أو إس كيه لاينز» و«كواساكي كيسن» أيضاً قرارهما تجنب هذه المنطقة بالكامل.وقال متحدث باسم «ميتسوي أو إس كيه لاينز»: «طُلب من السفن التي نشغلها والتي كانت بصدد دخول البحر الأحمر، عدم الدخول»، مؤكداً بذلك خبراً أوردته صحيفة «نيكاي» في وقت سابق.«الشيوخ الأمريكي يعترض على مشروع قرار بشأن إصدار تقرير صريح خلال شهر!اعترض مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قرار كان سيجبر وزارة الخارجية على إصدار تقرير في غضون 30 يوماً، للتحقق مما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان في حربها على حماس بقطاع غزة.وصوّت 54 من أعضاء مجلس الشيوخ على رفض المشروع ما يعني أنه لا يمكن المضي قدماً في إقراره بالمجلس المؤلف من 100 عضو.وتم التصويت بناء على تحرك من قبل السيناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل متحالف مع أعضاء في الحزب الديمقراطي.ورغم رفضه بسهولة، إلا أن مشروع القرار يعكس بحد ذاته تنامي القلق بين بعض رفاق الرئيس جو بايدن الديمقراطيين، وخاصة الجناح اليساري، بخصوص توريد الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل رغم الخسائر الفادحة التي خلفها الصراع في غزة على المدنيين الفلسطينيين.
مشاركة :