بدأت قبل أيام بطولة كأس آسيا في نسختها الثامنة عشرة المقامة في دولة قطر وسط تنافس عدد 24 منتخبًا وطنيًا في الفترة بين 12 يناير إلى 10 فبراير 2024، وكذلك بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة في كوت ديفوار في الفترة من 13 يناير إلى 11 فبراير 2024. سأتحدث اليوم عن مفهوم مهم جدًّا لمن أراد الفوز في كل مباراة حتى يصل إلى الهدف المنشود لقب البطولة الآسيوية، ولا مستحيل في عالم الكرة المجنونة؛ فمهما كانت الترشيحات والإحصائيات والاتجاهات صوب منتخبات معينة وترتيب لجدول مفترض حسب الأرقام في المنافسات السابقة وحسب قوة الأداء والخبرات، ولا مجال للمنتخبات المتواضعة الوصول إلى منصات التتويج إلا في عالم الأحلام والخيالات، ولكن قد أتفق مع الخبراء والمحللين في ترشيحاتهم وترجيحاتهم إلا أن هناك شواهد في أغلب البطولات أنها لا تخلو من عالم المفاجآت؛ فيأتي منتخب ويفوز باللقب وهو مستبعد تمامًا ومنتخب آخر يحصد ميدالية وهو أول منتخب مُرشح لمغادرة البطولة، فما هو السر وهل هناك لا مستحيل في عالم الكرة؟ نعم عندما يلعب المنتخب بهدف وإرادة ويُقاتل في الملعب، ولديه روح قتالية عالية ولا يستسلم إلا مع صافرة الحكم النهائية، لا يسمع إلى المحبطين ولا المثبطين ولا يُهاب المنافس مهما كان ثقله واسمه وتاريخه بل يحترم سيرته ومكانته وقوته، ويدرس خصمه بشكل ممتاز، ويتعرف على نقاط ضعفه وقوته، ويستوعب تعليمات مدربه، ويتشبع بنصائح إدارته ويعي جيدًا ماذا يعني علم بلده على صدره. يُردد نشيد بلده الوطني بحماس شديد، ويدخل الملعب بطاقة لا تعلم من أين له تجعل المتابعين والمعلقين والمحللين يتساءلون أليس هذا هو من توقعنا بخسارته بسهولة؟ أليس هذا من تنبأنا بغزارة الأهداف عليه؟ أليس هذا من جهزنا تقاريرنا المسبقة عن أدائه المستقبلي وأعددنا محتوانا الإخباري وصغنا العبارات والعناوين قبلها بأيام؟!! وإذا بالدقائق 90 تعكس وتقلب كل الأمور إلى مفاجأة من العيار الثقيل لفوز غير متوقع لذلك المنتخب الضعيف وخسارة مُذلة للمنتخب المرشح إلى اللقب. وللحديث بقية…
مشاركة :