انعقدت بالعاصمة تونس اليوم، ورشتي عمل حول الذكاء الاصطناعي الأخلاقيات والتشريعات، وورشة ثانية عرض فيها تجارب الدول الناجحة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الميدان الإعلامي، وذلك على هامش مؤتمر الإعلام العربي الثالث الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية. وأكد رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية محمد بن فهد الحارثي في افتتاح أعمال الورشة الأولى أهمية وضع تشريعات تضبط التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام؛ حيث إن استخدام الذكاء الاصطناعي يوجد فيه سلبيات وإيجابيات والالتزام بالتشريعات المناسبة في المجال يجعلنا نستفيد أكثر من إيجابيات الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، متسائلاً كيف يقودنا هذا الذكاء الاصطناعي وبأي مسار؟ كما تحدث الحارثي عن صناعة الإعلام عادًا أن الذكاء الاصطناعي صديق للإعلام، مشيرًا إلى سرعة الذكاء الاصطناعي واجتياحه لجميع المجالات الإعلامية حيث يتوقع أن تتضاعف 17 مرة من هذا العام وحتى 2030، أي أن سرعة نمو الذكاء الاصطناعي تعد أكبر نسبة نمو ديمغرافية حول العالم، وهنا يجب أن نطرح سؤالاً يتمحور عن مدى استعداد الإعلام على الانخراط في موضوع الذكاء الاصطناعي، وكيف يقودنا هذا الذكاء إلى النواحي الإيجابية بدون أن يكون على شكل انسياق. ولفت الانتباه إلى ضرورة وضع قوانين وتشريعات تهتم بوضع قوانين لحماية الصحفيين والجمهور مع المحافظة على حقوق المؤلف والمنتج. كما قدم المتداخلون في الورشة لمحة عن أهم التشريعات في مجال الذكاء الاصطناعي مع ضرورة مراقبة تأثير الابتكارات التقنية، لا سيما الذكاء الاصطناعي على النفاذ إلى المعلومة، مؤكدين أن المسألة لا تتعلق فقط بالتقنية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن هي مسألة ثقة الجمهور في المحتوى من جهة وفيمن يقدم المحتوى من جهة ثانية. وركز المشاركون على التشريعات الموجودة في العالم العربي والأوربي حول الملكية الصناعية، وإن كان هناك انفتاح فكري فعلي حولها، داعين إلى ضرورة إلقاء الضوء على صحافة التحري وتطرق تدقيق الأخبار ومكافحة الشائعات والأخلاقيات الصحفية، إضافة إلى الصحافة التفسيرية حتى لا يتحول الإعلام إلى آلات مبرمجة، مشددين على ضرورة تنظيم مسألة الذكاء الاصطناعي وفق إطار معياري محدد ومحترف. كما ناقشت الورشة علاقة ما يسمى بتنظيم الذكاء الاصطناعي بسياق ما يسمى الاضطراب المعلوماتي ونتائج ذلك على الانتخابات والرأي العام والمجال العمومي، مؤكدين أهمية مسألة التنظيم الذاتي خاصة في مجالات بعينها على غرار مؤسسات الميديا، كما شددوا على أهمية التوصيات الصادرة عن المنظمات الدولية على غرار منظمة اليونسكو ومجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي والتي تكشف عن صعوبات التنظيم وتنظيم الذكاء الذاتي في العالم العربي. وكان اتحاد إذاعات الدول العربية قد عقد في العاصمة تونس أمس، ثلاث ورشات عمل على هامش المؤتمر الثالث للإعلام العربي، حيث تناولت الورشة الأولى التي أدارها رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي رئيس شبكة الإعلام العراقي نبيل جاسم محور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي وركزت الورشة على الفجوة الكبيرة بين المهارات الديناميكية البشرية والذكاء الاصطناعي، ومدى وجود اللغة العربية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الوقاية من الكوارث. وتناولت الورشة الثانية التي أدارها عضو المجلس الاستشاري للمرصد الأوروبي للإعلام الرقمي الإيطالي جيكومو مازون محور الذكاء الاصطناعي ومهن الإعلام، وناقش الحاضرون مختلف الجوانب التي تتعلق بالإعلام وصناعة المحتوى ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على استمرارية بعض المهن الإعلامية وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام بطريقة إيجابية وتخدم جميع مجالات الإعلام الجديد. وأستعرضت الورشة الثالثة التي أدارها المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية المهندس عبدالرحيم سليمان موضوع الجوانب الفنية والتقنية لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
مشاركة :