خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، وجه رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ رسالة حازمة إلى العالم مفادها: الصين ملتزمة بشكل لا يحيد إزاء تقاسم الفرص مع الآخرين. وبادئ ذي بدء، تنبع الفرص التي تتيحها الصين من سوق هائلة مع تعداد سكاني سريع التحضر يبلغ 1.4 مليار نسمة. ويولد الحجم الهائل للسكان طلبا كبيرا على مجموعة متنوعة من السلع والخدمات، ما يوفر للشركات العالمية سوقا لا مثيل لها. في قطاع السيارات، شهدت كل من شركات صناعة السيارات الصينية مثل (بي واي دي) ونظيراتها الأجنبية مثل (تيسلا) زيادة في حصتها السوقية في الصين. تشير البيانات إلى أن حصة تيسلا في سوق السيارات الكهربائية في الصين نمت إلى 12 في المائة خلال الأشهر الـ10 الأولى من 2023، ارتفاعا من 10 في المائة في 2022. وسلطت وكالة أنباء ((رويترز)) الضوء على أداء المبيعات القوي لتيسلا في الصين باعتباره “نقطة مضيئة نادرة” لشركة صناعة السيارات الكهربائية. وتنشأ الفرص أيضا من التزام الصين الثابت بالانفتاح الاقتصادي. وفي الوقت الحالي، تعد الصين شريكا تجاريا محوريا لأكثر من 140 دولة ومنطقة، مع خفض مستوى التعريفة الجمركية الإجمالي إلى 7.3 في المائة، مقتربا من مستوى أعضاء منظمة التجارة العالمية المتقدمة. على مدى السنوات الخمس الماضية، بلغ متوسط العائد على الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين حوالي 9 في المائة، وهو رقم مرتفع نسبيا على الصعيد الدولي. وفي خطابه الخاص، أعرب لي عن ترحيب الصين الحار باستثمارات الشركات من جميع الدول. وقال إن الصين ستوسع بشكل مطرد الانفتاح المؤسسي، وستواصل تقصير القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي، وتوفر المعاملة الوطنية للشركات الأجنبية. وتشجع بيئة الأعمال المواتية في الصين، إلى جانب المبادرات المختلفة المتعلقة السياسات، الشركات متعددة الجنسيات على توسيع وجودها في البلاد. على سبيل المثال، تستثمر شركة الكيماويات الألمانية البارزة (باسف)، ما يصل إلى 10 مليارات يورو (نحو 10.7 مليار دولار أمريكي) في الصين حتى عام 2030. وأسست شركة مستحضرات التجميل الفرنسية العملاقة (لوريال) أول شركة استثمارية لها في الصين، وقال رئيس مجلس إدارة الشركة جان بول أغون “نعتقد أن الاستثمار في الصين هو استثمار في المستقبل”. وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية تشجع الشركات الكبرى على تقليل تعاملها مع الصين، فإن معرض الصين الدولي الأول لسلاسل التوريد، الذي عُقد في نهاية عام 2023، شهد مشاركة الشركات الأمريكية بنسبة كبيرة بلغت 20 في المائة من الشركات العارضة الأجنبية، مما يدل على دور الصين الذي لا غنى عنه في سلاسل التوريد العالمية. وعلى الرغم من الضغوط السياسية، تعرب الشركات الأمريكية عن رأيها، وتعارض فك الارتباط.
مشاركة :